سياسة عربية

ذكرى مذبحة ماسبيرو تشعل غضبا مصريا من أمريكا (فيديو)

قوى مسيحية تعجز عن تنظيم أي وقفة لإحياء الذكرى
قوى مسيحية تعجز عن تنظيم أي وقفة لإحياء الذكرى
أشعلت الذكرى الخامسة لمقتل قرابة 24 مسيحيا مصريا بيد الجيش أمام مبنى التليفزيون المصري، فيما عرف بـ"مذبحة ماسبيرو" يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، غضبا في أوساط النظام بمصر من الولايات المتحدة، بسبب تحذيرها لرعاياها من مخاطر أمنية "محتملة"، في تلك الذكرى، الأحد، وهو ما ردت عليه الخارجية المصرية بغضب، مؤكدة انزعاجها وريبتها إزاء إصداره "بهذا الشكل".

وقال خبراء أمن موالون للسلطات إن التحذير يمثل دعما للجماعات الإرهابية، وإضرارا بعودة السياحة الأجنبية إلى مصر، في وقت رفضت فيه وزارة الداخلية المصرية التصريح بأي وقفة لإحياء الذكري، وأعلنت أنها أعدت خطة محكمة لتأمين جميع المنشآت الحيوية، واكتفت الكنيسة الأرثوذكسية بإحياء الذكرى بفرعها في مدينة 6 أكتوبر، الجمعة.



ماذا قالت السفارة الأمريكية؟

ونصحت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، رعاياها الموجودين في مصر، الجمعة، بتجنب التواجد في مناطق التجمعات والأماكن المزدحمة بالميادين العامة وصالات الموسيقى، والمسارح، والمولات التجارية، ومراكز التسوق، وملاعب كرة القدم، في القاهرة، يوم الأحد، بسبب ما اعتبرته "مخاوف أمنية محتملة".

غضب عارم تعبر عنه الخارجية

وطلبت الخارجية المصرية تفسيرا رسميا بشأن التحذير الأمني للسفارة الأمريكية، مطالبة إياها بأن تقدم ما لديها من معلومات لمصر إذا كانت هناك معلومات عن عمليات قد تحدث في هذا اليوم، أو لديها معلومات أمنية عن وقوع أمر غير متوقع.

وأعرب المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، عن الانزعاج من البيان الصادر عن السفارة لرعاياها.

واتهم، في بيان أصدره مساء الجمعة، السفارة الأمريكية، بأنها لم تنسق مع وزارة الخارجية أو تخطر أية جهة مصرية رسمية أخرى بأسباب إصدار هذا البيان أو طبيعة التهديدات الأمنية المشار إليها، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول أسباب إصدار البيان بهذا الأسلوب، بحسب بيانه.

وكشف قيام الخارجية المصرية بالاتصال المباشر بالسفارة الأمريكية بالقاهرة عقب صدور بيانها للاستفسار عن أسباب صدوره، لكن السفارة نفت وجود أية أسباب محددة أو تهديدات أمنية معينة وراء إصدار البيان.

من جهتها، استنكرت الخارجية المصرية خلال الاتصال، إصدار مثل تلك البيانات غير المبررة، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، لا سيما ما قد ينتج عنها من أضرار اقتصادية، حسبما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية.

ودعا السفارات الأجنبية في مصر كافة، إلى توخي الحذر من إصدار بيانات غير مبررة أو مفهومة أسبابها، على حد وصفه.

الداخلية: خطة محكمة للتأمين

في سياق متصل، قال مصدر أمني مسؤول، إنه لا توجد أي مخاوف من الأحوال الأمنية خلال الأحد التاسع من أكتوبر.

وأكد، في تصريحات صحفية السبت، أن هناك خطة محكمة تم وضعها من خلال الاجتماع الذي عقد، الخميس، بين وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار وكبار مساعديه لتأمين المنشآت الحيوية والشرطية والعامة كافة، علي مدار الـ 24 ساعة.

وأشار المصدر إلى أن حالة الاستنفار الأمني مستمرة حتي يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تزامنا مع دعوات الجماعة الإرهابية (يقصد جماعة الإخوان)، وحركة 6 أبريل، لتحريض المواطنين على النزول إلى الشارع بالميادين العامة كافة بدعوى احتجاجهم على ارتفاع الأسعار، بحسب تعبيره. وترفض إحياء ذكرى المذبحة.

وتحل غدا، الأحد، الذكرى السنوية الخامسة لمذبحة ماسبيرو، التي أفضت إلى مقتل ما يتراوح بين 24 و28 شخصا، بينهم جندي ومدني مسلمان، وبقيتهم من المسيحيين، وخرج فيها عشرات الأقباط، متجهين من حي شبرا إلى مبنى ماسبيرو، احتجاجا على هدم كنيسة "ماريناب" في أسوان، بحسب اعتقادهم.

قوى مسيحية تعجز عن تنظيم أي وقفة

وحاولت قوى سياسية تابعة لاتحاد شباب ماسبيرو، وجمعية شباب ماسبيرو (اتحاد وجمعية مسيحيان) تنظيم وقفة سلمية بالشموع لإحياء ذكري ضحايا المذبحة في هذا اليوم، إلا أن وزارة الداخلية رفضت التصريح لهما بذلك، وفق بيان عن الاتحاد.

وشكا رئيس الجمعية، رامي كمال، من أن هناك "تعسفا" من وزارة الداخلية" ضدهم، مشيرا إلى أنها رفضت التصريح لهم بوقفه سلمية، في ذكرى المذبحة، في وقت جددت فيه الذكرى الجدل بين الحركات القبطية كافة حول آلية إحيائها.

من جهته، طالب القيادي باتحاد شباب ماسبيرو، هاني رمسيس، في لقائه ببرنامج "صوت الأقباط"، بقناة "الأقباط متحدون"، السبت، الجهات الإدارية بالسماح للشباب القبطي بالنزول لإحياء الذكرى.

وفي المقابل، سمحت السلطات بالفعل، لكاتدرائية الملاك ميخائيل بمدينة 6 أكتوبر بالقاهرة، الجمعة، بإحياء الذكرى بإقامة صلاة القداس وسط لفيف من كهنة الكنيسة والنشطاء والحقوقيين.

وشهد القداس عدد كبير من أسر الضحايا، التي حمل أفرادها صور أبنائهم، وتقبلوا العزاء، فيما قامت فرق الكشافة بالكنيسة بحمل صورهم في طابور عرض.

وقال الأنبا دوماديوس إن الكنيسة قائمة على الشهداء، وإنها تجمع شهداء ماسبيرو والوراق وإمبابة، موجها الشكر لكل من حضر من الأهالي والزوار لإحياء الذكرى.



خبراء: الهدف تعطيل عودة السياحة

وشن خبراء أمنيون موالون للنظام هجوما حادا على "التحذير الأمريكي"، ووصفوه بأن هدفه تعطيل عودة السياحة.

وقال الخبير الأمني، اللواء مجدى الشاهد، إنه لا يوجد أي شيء يستدعي مثل هذه التحذيرات أو إعلان أى جهة أو منظمة إرهابية لأي شىء في هذا اليوم.

وأضاف، في تصريح صحفي، أنه من الممكن أن تكون هناك مراوغة سياسية على مصر من الغرب لتعطيل حركة السياحة التي بدأت تتعافي جزئيا الفترة الأخيرة، على حد قوله.

وقال الخبير الأمني، اللواء مجدي البسيوني، إن بيان سفارتي أمريكا وكندا بالقاهرة بتحذير رعاياهما من يوم 9 أكتوبر بسبب مخاوف أمنية، يؤكد الأجندات الخارجية للتنظيم العالمي للجماعات الإرهابية في ظل التحديات التي تحاك ضدنا، بحسب وصفه.

وشدد على أن أمريكا التي تحذر رعاياها لمخاوف أمنية لديها خلل في نظامها الأمني. وقال: "اللي بيته من زجاج ما يحدفش الناس بالطوب"، على حد تعبيره.

وتابع أن ذلك يأتي بعد أمرين الأول الاتفاق مع روسيا على موعد لعودة السياح الروس، وكذلك إيطاليا وانجلترا، والثاني أنه يأتي بعد مقتل قيادي بمكتب الإخوان، مشددا على أنه يجب الرد على هذا البيان.

وتوقع أن يحدث تفجير يوم 9 أكتوبر حتى يتم تأكيد المعلومات، وبالتالي يجب على الأجهزة الامنية أن تتعامل مع البيان على محمل الجد، وعمل استنفار أمني في ذلك اليوم، وألا تتم الاستهانة به، وفق قوله.

أما الخبير الأمني، اللواء محمد نور الدين، فقال إن بيان سفارتي أمريكا وكندا بالقاهرة مخطط لضرب السياحة، ويساعد الجماعات الإرهابية على تنفيذ مخططاتها في مصر، وفق وصفه.

وأضاف أن هذه التحذيرات تأتى في وقت عودة السياحة الروسية إلى مصر لضربها مرة أخرى، واشتراكا مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بعد مقتل القيادي التابع لمكتب الإخوان في القاهرة كرد لهم، بحسب زعمه.

وأردف أنه من المتوقع أن يحدث تفجير أو أكثر في خلال الأيام المقبلة، لكن الأجهزة الامنية ستتعامل مع البيان على محمل الجد باستنفار أمني في ذلك اليوم، ولن يتم الاستهانة، وأنها جاهزة لأى تحد قادم، وفق وصفه.

مصطفى بكري: افتعال للأزمات

ومن جهته، علق الإعلامي الموالي للنظام، مصطفى بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد"، على التحذير الأمريكي بالقول: "إذا صح هذا الكلام فهو يعتبر بيانا تحريضيا يفتعل الأزمات، ويريد أن يشيع جوا من الإرهاب داخل مصر، برغم أن الولايات المتحدة تعلم أن الوطن يمضي نحو الاستقرار، وأن العالم بات يمد يده لمصر الآن، وأن السياحة الروسية والألمانية والانجليزية في طريقها للعودة، ولكن يبدو أن السفارة الأمريكية لا تريد ذلك"، على حد قوله.



مساومة.. والقادم أسوأ

وفي رأي طارق قاسم، في مقاله: "ما سر هذا "الوئام" بين السيسي والكنيسة القبطية؟"، بموقع "عربي21"، فإن هناك مساومة على دماء الأقباط، حدثت بعيد ثورة يناير، إثر مجزرة ماسبيرو، التي أجادت الكنيسة استغلالها في الضغط على المجلس العسكري الذي تلقف السلطة من مبارك، حسبما قال.

وأردف: "بعد المذبحة حركت الكنيسة المظاهرات، وصعد الأقباط نبرة الهجوم على التسعة عشر لواء وفريقا بمشير، لكن منعطفا جذريا حدث في مسار الأزمة عندما استقبل الأنبا باخوميوس، الذي تولى شؤون الكنيسة بعد وفاة الأنبا شنودة الثالث، البابا السابق، وفد المجلس العسكري الذي ذهب للعزاء في البطريرك "المتنيح"، بحسب التعبير الكنسي، برئاسة اللواء حمدي بدين، قائد الشرطة العسكرية، المتهمة بالمشاركة في دهس الأقباط في ماسبيرو".

وأضاف قاسم: "وقتها تساءل كثيرون عن سر هذا الصفح الكنسي عن عسكر متهمين بسحل الأقباط، لكن السؤال بقي مفتوحا إلى أن جاءت إجابته بعد نحو عامين، في حزيران/ يونيو 2013، وأحيل ملف الأحداث للإعلام، والغريب أن إعلاميين ونشطاء مسلمين هم الذين ما زالوا يطنطنون حول القضية، بينما الكنيسة لا تتفوه بكلمة"، على حد قوله.
التعليقات (0)