ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن
عريضة غير مسبوقة قدمت للحكومة
السعودية، تطالب بوضع حد لنظام الوصاية، مشيرة إلى أن العريضة حظيت بآلاف التوقيعات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه بموجب القانون السعودي، فإنه لا يسمح للمرأة السعودية بالسفر، أو الزواج، أو استئجار شقة، أو إجراء عملية جراحية، دون إذن من ولي أمرها، سواء كان أبا أو زوجا أو أخا.
وتلفت الصحيفة إلى أن 14500 شخص وقعوا على العريضة، مشيرة إلى أنها الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها في هذا البلد المحافظ.
ويفيد التقرير بأن الناشطة عزيزة اليوسف قامت بتقديم العريضة إلى الديوان الملكي يوم الاثنين، ونقلت عنها هيئة الإذاعة البريطانية، قولها: "ما يهم هو معاملة المرأة بصفتها مواطنة كاملة"، مشيرة إلى أنها وعددا من الناشطات أثرن الموضوع قبل خمسة أعوام، وتضيف: "لم نواجه مشكلات في تنظيم الحملة، لكن المشكلة هي أنه لم تكن هناك إجابات، لكننا كنا دائما نحمل الأمل، ودون أمل فإننا لا تستطيع العمل".
وتقول الصحيفة إن منظمة "هيومان رايتس ووتش" أصدرت في تموز/ يوليو، تقريرا حول موضوع حقوق المرأة، وجاء فيه أن المرأة تعامل على أنها أقل شأنا من الرجل، وتمنع من السفر، أو الحصول على جواز سفر.
ويورد التقرير أنه ردا على تقرير المنظمة، فإن المرأة في المملكة بدأت بإرسال تغريدات على هاشتاغ "توقفوا عن استعباد المرأة السعودية"، ووضعت بعض النساء المرتديات العباءات صور "سيلفي" لهن وهن يحملن يافطات تحمل عبارات، مثل "العبودية تأتي في عدة أشكال: وصاية الرجل واحدة منها".
وتنقل الصحيفة عن الباحثة في منظمة "هيومان رايتس ووتش" كريستين بيكرل، التي عملت على التقرير، قولها إن الرد على ما جاء فيه من المرأة السعودية كان "لا يصدق وغير مسبوق"، وأضافت: "صعقت ليس من ناحية حجم الرد، لكن من النشاط الذي كن يقمن به"، وتابعت قائلة: "أوضحن بطريقة لا تدعو إلى الشك رفضهن معاملتهن بصفتهن مواطنات من الدرجة الثانية، وحان الوقت لكي تستمع لهن حكومة البلاد".
وبحسب التقرير، فإن مفتي البلاد عبد العزيز آل الشيخ أكد أخيرا أن الدعوات إلى إلغاء
نظام الوصاية "تعد جريمة ضد الإسلام، وتمثل تهديدا وجوديا على المجتمع السعودي"، مستدركا بأنه رغم ذلك، فإن هناك دعوات متزايدة لإلغاء هذا النظام داخل الرأي العام.
وتنوه الصحيفة إلى ما كتبه الصحافي عبد الله العلويط في صحيفة "الوطن"، قائلا إنه "حان الوقت لنعبر عن ثقتنا الكاملة بالمرأة وبإيماننا بها وبقدراتها"، وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن النساء مؤهلات أكثر من الأوصياء عليهن لاتخاذ قرارات تتعلق بالأمور الخاصة بهن.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول العلويط إنه "من المثير للدهشة أنه بعد حديث الرسول، فإن هناك من الناس من يصر على الوصاية، استنادا إلى التفسير الخاطئ للآية القرآنية: (الرجال قوامون على النساء)".