مطالب باستقالة حكومة الأردن في اعتصام أمام رئاسة الوزراء
عمان- أ ف ب26-Sep-1608:12 PM
0
شارك
تم اغتيال الكاتب حتر بعد نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- أرشيفية
تظاهر حوالي 500 شخص أمام مقر رئاسة الوزراء في الأردن الاثنين تنديدا باغتيال الكاتب ناهض حتر إثر نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فيسبوك اعتبر بأنه "يمس الذات الإلهية"، فيما حظرت السلطات نشر الأخبار المتعلقة بالقضية إلى حين انتهاء التحقيقات.
وتجمع المعتصمون وبينهم أفراد عائلة حتر وعشيرته ومتضامنون معهم قرب رئاسة الوزراء في الدوار الرابع وسط عمان مطالبين باستقالة رئيس الحكومة هاني الملقي ووزير داخليته سلامة حماد اللذين اتهمهما المعتصمون ب"التقصير في توفير الحماية لحتر".
وردد المعتصمون هتافات "الشعب يريد إسقاط الحكومة" و"يسقط يسقط هاني الملقي، يسقط سلامة حماد" إضافة إلى "لا أمن ولا أمان قتلوا ناهض في عمان".
وحملوا صورا للكاتب حتر ولافتات كتب عليها "الشهيد البطل ناهض حتر" و"ناهض حتر شهيد الكلمة والفكر والموقف" إضافة إلى "أردن موحد في إدانة جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر.. لا للاغتيال لا للعنف".
وقال خالد حتر شقيق ناهض "لم يغتالوا ناهض فقط بل حاولوا اغتيال الأردن كله".
وأضاف "لقد زودنا محافظ العاصمة عمان بـ200 اسم لأشخاص هددوا أخي بينهم اسم القاتل وطالبناه بتوفير الحماية له ولكنه رفض وقال إنه لا وجود للتهديد في الواقع".
وترفض عائلة ناهض حتر استلام جثمانه وهي تشترط استقالة رئيس الوزراء ووزير الداخلية قبل ذلك.
وأدانت منظمتا العفو الدولية واليونيسكو الاثنين اغتيال الكاتب حتر، واعتبرتاه هجوما خطيرا على حرية التعبير.
وقال فيليب لوثر المسؤول في منظمة العفو الدولية في بيان إن "هذا الاغتيال المؤسف لصحافي في وضح النهار، يوجه رسالة مخيفة عن حالة حرية التعبير في الأردن اليوم،" متهما السلطات الأردنية بتغذية "المناخ الذي تنتشر فيه التهديدات العنيفة ضد الأشخاص الذين تعد وجهات نظرهم مهينة من قبل الآخرين".
من جهتها، قالت مديرة منظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا في بيان إن "هذه الجريمة هي اعتداء خطير على حرية التعبير وتؤثر على المجتمع الأردني ككل".
وقتل حتر صباح الأحد أمام قصر العدل وسط عمان عندما كان يهم بدخول البوابة الرئيسية لحضور جلسة محاكمته بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية إثر نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فيسبوك اعتبر أنه "يمس الذات الإلهية".
وألقي القبض على مطلق النار البالغ من العمر 49 عاما، ووجهت له تهم "القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، والقتل العمد مع سبق الإصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص".
من جهة اخرى، أعلنت السلطات الاثنين حظر نشر الأخبار المتعلقة بالقضية التحقيقية لاغتيال حتر.
وقالت هيئة الإعلام الرسمية التابعة للحكومة في بيان إن "محكمة أمن الدولة قررت حظر نشر أي أخبار أو معلومات فيما يخص قضية مقتل حتر وبأي وسيلة كانت، سواء عبر المواقع الالكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من وسائل الإعلام والنشر".
وأوضحت أن القرار اتخذ "حفاظا على سرية التحقيق، وتحقيقا للصالح العام" داعية وسائل الإعلام إلى "التقيد التام بالقرار إلى حين انتهاء التحقيقات في هذه القضية".
واستثنى القرار ما يصدر عن النائب العام لمحكمة أمن الدولة من بيانات ومعلومات.
من جهته، أدان الاتحاد الدولي للصحافيين في بيان الاثنين اغتيال حتر.
وكان مدعي عام محكمة الجنايات الاردنية الكبرى وجه الأحد "ثلاث تهم لقاتل حتر هي تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وجناية القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، وحمل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص"، بحسب ما افاد مصدر قضائي.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم كشف هويته أن "المدعي العام قرر توقيف القاتل 15 يوما على ذمة القضية وإحالة ملف القضية على محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص".
وبحسب قانون العقوبات الأردني تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار إلى الإعدام شنقا.
وكانت السلطات أفرجت عن حتر في 8 أيلول/ سبتمبر لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر على توقيفه على خلفية نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على موقع فيسبوك اعتبر مسيئا للذات الإلهية.
ووجه مدعي عام عمان للكاتب اليساري المسيحي تهمتي "إثارة النعرات المذهبية" و"اهانة المعتقد الديني"، وأعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به مؤكدا أنه "غير مذنب".
وكان حتر (56 عاما) نشر رسما كاريكاتوريا، لم يرسمه، على صفحته الشخصية على فيسبوك بعنوان "رب الدواعش" ما أثار جدلا واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعد أن أكد أن الرسم "يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون".
وأضاف قبل أن يغلق صفحته الشخصية أن "الذين غضبوا من هذا الرسم هم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري".
وتابع أن النوع الثاني "إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".