سياسة عربية

الأهالي في حلب: "سامحونا سنموت بعد قليل"

طال القصف قوافل إغاثة للأمم المتخدة الأسبوع الماضي
طال القصف قوافل إغاثة للأمم المتخدة الأسبوع الماضي
"يعيش داخل قبر يسمى بيتا، إن حالفه الحظ خرج منه كيوم ولد، وهو يحمد الله لأنه خرج، فجاره دُفن وعائلته تحت حجارة القبر أي البيت"، بهذه الكلمات يصف الناشط الإعلامي محمد حلواني واقع حياة المدنيين في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الثوار، والتي تتعرض لحصار وتصعيد عسكري غير مسبوقين.

ويضيف حلواني على صفحته الشخصية على "فيسبوك بلهجة محلية، معبرا عن حالة الذعر التي تسود أوساط المدنيين: "شلون بدي أوصف الوضع ما بعرف، بجوز تكون رسالتنا الأخيرة، سامحونا".

في داخل المدينة لا حديث للناشطين إلا عن الموت وعن أرقام الضحايا، التي تحصدها أسراب الطائرات الروسية والسورية الحربية التي لا تكاد تفارق سماء المدينة، وهم على هذا الحال منذ الإعلان عن انتهاء الهدنة قبل أيام.

ووفقا للناشط الإعلامي يحيى الرجو، فإن الحديث عن أرقام دقيقة لعدد الضحايا "لم يعد ممكناً"، لأن الأرقام مرشحة للزيادة مع كل دقيقة في المدينة "المنكوبة"، الذي أضاف في تغريدة أخرى "في غضون أسبوع قصفت الطائرات الحربية أكثر من 1000 نقطة، أي عار هذا على الإنسانية".

وهذا ما أكده مراسل قناة الأورينت محمد الخطيب بقوله: "لا رقم حقيقيا لأعداد الشهداء، الحصيلة غير معروفة بسبب كثرة الغارات". ويضيف عبر تويتر: "كمواطن تعيش في حلب، أنت بحاجة لدرجة عالية من اللامبالاة، ‏تخيل أن ينقبض قلبك خوفا مئة مرة، وتركض لا إراديا في كل مرة لتحتمي".

وعبر هاشتاغ  #HolocaustAleppo(أي محرقة حلب)، يؤكد الخطيب أن القصف سيغير معالم المدينة، موضحا أن "ملامح المدينة تغيرت كليا بفعل القصف. الأنقاض تملأ الشوارع وفرق الدفاع المدني عاجزة عن رفع كل هذا الدمار".

وفي الاتجاه نفسه، أشار العامل في الدفاع المدني، ليث فارس، إلى عجز فرق الدفاع المدني عن الإنقاذ، وقال: "لم نعد نستطيع الاستجابة للكوارث. أيام حلب كأنها أيام القيامة بكل ما تعنيه الكلمة".

بدوره، سخر مدير وكالة "شهبا برس" الإخبارية، مأمون الخطيب، من الصمت العربي حيال ما يجري في حلب، وغرد قائلا: "حتى بان كي مون لم يشعر بالقلق، هل هذا يعني أن العالم أعطى رخصة لروسيا وللأسد حتى يحرقوا حلب". وأردف متحدياً: "يراهن "ذيل الكلب" بشار على صمت العالم، ويراهن من بقي في حلب حياً على الله حسبه ونعم الوكيل".

ولم تعد تأثيرات الحصار الشغل الشاغل لنشطاء المدينة، ففي حضرة الموت لا وقت للحديث عن غيره. "سنموت بعد قليل"، يغرد الناشط المدني أبو البراءين من داخل الأحياء الشرقية بشكل مقتضب.

كما استنكرت منظمة الدفاع المدني السوري في حلب، القصف العنيف الذي تعرضت له ثلاثة مقرات تابعة لها في اليومين الماضيين، الأمر الذي أدى إلى خروج مركزين عن الخدمة، ودمار خمسة آليات.

وفي بيان لها، دعت المديرية، التي سبق لها وأن حصلت على جائزة "رايت لايفليهود" أو ما تسمى بـ"جائزة نوبل البديلة"، الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى حماية المدنيين وطواقم الإسعاف من القصف "الهمجي" الذي تتعرض له مدينة حلب.
1
التعليقات (1)
يوسف
الإثنين، 26-09-2016 11:58 ص
بل قل لا سامحكم الله لكل الفصائل من حر و اسلامي لان الملحد و الكافر و المشرك و القومجي و الحرامي كلهم توحدوا تحت راية واحدة و انتم تشهدون ان لا اله الا الله و محمد رسول الله و ما زلتم بالف راية, تقاتلون النظام بين الاطفال و الشيوخ و النساء فيصب غضبه عليهم و تتركون الساحل ينعم بالامن و السلام رغم ان الطبيعة الوعرة خير حام لكم و تهديد قرية في الساحل افضل من تحرير كل حلب لان تحريرها يعني دمارها, اتكلوا على ربكم و وحدوا راياتكم و اذهبوا الى جحر الافعى جزاكم الله خيرا,