سياسة عربية

25 شهيدا في حلب السبت والنظام يسيطر على مخيم حندرات

معظم الضحايا تبقى تحت الأنقاض بسبب خروج الدفاع المدني عن الخدمة ـ أرشيفية
معظم الضحايا تبقى تحت الأنقاض بسبب خروج الدفاع المدني عن الخدمة ـ أرشيفية
قتل 25 شخصا على الأقل في غارات عنيفة شنها الطيران الروسي والسوري السبت على مناطق في حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، والثوار يخسرون السيطرة على مخيم حندرات في الشمال وتقدم لقوات النظام وتحالفه الطائفي.

وقالت مصادر إعلامية سورية، إن من بين القتلى سبعة أشخاص كانوا ينتظرون دورهم أمام أحد المخازن لشراء لبن رائب في حي بستان القصر.

وأشارت المصادر ذاتها إلى انتشار أشلاء من الجثث مبعثرة على الأرض وبركة من الدم بينما اكتظت العيادات بأعداد الجرحى.

الغارات الأعنف

وتواصلت الغارات التي تنفذها طائرات حربية سورية وروسية على الأحياء الشرقية من مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي منذ إعلان الجيش السوري بدء هجوم على هذه الأحياء، متسببة بمزيد من الحرائق وسقوط الأبنية والضحايا.

واشتد القصف الجوي خلال الليل وهذا الصباح على أحياء عدة في شرق حلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

وكان المرصد أحصى الجمعة 47 قتيلا بينهم سبعة أطفال "في ضربات للطائرات المروحية السورية وغارات للطائرات الروسية على أحياء القاطرجي والكلاسة والأنصاري والمرجة وباب النيرب والصاخور والمعادي وبستان القصر وطريق الباب والفردوس وغيرها في القسم الشرقي من مدينة حلب".

وقالت مصادر من المعارضة السورية وأحد عمال الإنقاذ إن طائرات حربية شنت موجة جديدة من الضربات الجوية المكثفة على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب يوم السبت ليواصل الجيش السوري المدعوم من روسيا هجوما كبيرا لاستعادة المدينة بأكملها.

وقال سكان في شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة إن المنطقة تتعرض لأشرس قصف خلال الحرب منذ أعلنت الحكومة عن العملية الجديدة التي سقط فيها عشرات القتلى خلال اليومين الماضيين.

وأضاف مسؤولون بالمعارضة أن الضربات الجوية المكثفة يوم السبت أصابت أربع مناطق على الأقل في شرق المدينة حيث يقيم أكثر من 250 ألف نسمة. وتقول المعارضة إن معظم الضربات كانت من تنفيذ طائرات روسية.

ويقول سكان إنه يجري استخدام أسلحة أكثر تدميرا من أي أسلحة استخدمت في المنطقة من قبل وإن مباني كثيرة انهارت تماما. وتظهر صور لمواقع انفجارات حفرا في الأرض باتساع وعمق عدة أمتار.

وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في شرق حلب: "الغارات مستمرة ومكثفة والآن هناك طيران في الجو". وأضاف أن "فرق الدفاع المدني تتعامل مع الأحداث لكنها لا تكفي لتغطية هذا الكم الكارثي".

وقال مسؤول كبير في (الجبهة الشامية) المعارضة ومقرها حلب في تصريحات إن الجيش يستخدم أسلحة تهدف فيما يبدو لتدمير المباني. وأضاف: "معظم الضحايا تبقى تحت الأنقاض بسبب خروج أكثر من نصف الدفاع المدني عن الخدمة".

ويقول الجيش السوري إنه يستهدف مواقع المعارضة بالمدينة وينفي قصف مدنيين.

وقال أحد سكان حلب: "كل صاروخ عم يعمل مثل هزة أرضية عم نحس فيها قد ما كان القصف بعيد".

وأعلن الجيش السوري بدء هجوم على الأحياء الشرقية في حلب التي يحاصرها منذ شهرين تقريبا، وأوضح مصدر عسكري الجمعة أن العملية البرية لم تبدأ بعد، إنما العمليات حاليا تركز على "الاستطلاع والاستهداف الجوي والمدفعي".

وأضاف المرصد أنه تمت السيطرة على مخيم حندرات نتيجة لقصف مكثف للقوات السورية والقصف العنيف المستمر من قبل الطائرات الروسية والسورية.

حندرات

وانتزع الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه منطقة إلى الشمال من حلب يوم السبت فأحكم حصاره على شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة في ظل قصف جوي مكثف وهجوم كبير تدعمه روسيا.

وتمثل السيطرة على مخيم حندرات الواقع على مبعدة بضعة كيلومترات عن حلب أول تقدم بري كبير للحكومة في الهجوم الذي أعلنته يوم الخميس. ويقول سكان الشطر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة إن الطيران الحربي يقصف بقوة لم يسبق لها مثيل.

وبذلك يكون الجيش قد سيطر على مخيم للاجئين الفلسطينيين على ربوة مرتفعة تشرف على أحد الطرق الرئيسية المؤدية لحلب. وظل مخيم حندرات في قبضة مقاتلي المعارضة لسنوات.

وقال مسؤول في إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في حلب: "سقطت حندرات". وجاء في بيان للجيش يؤكد تقدمه في المنطقة أن "أعدادا كبيرة من الإرهابيين قتلوا".

وأفادت أنباء بمقتل العشرات في شرق حلب منذ أن أعلن الجيش عن الهجوم الجديد في وقت متأخر يوم الخميس مما بدد ما تبقى من أمل في إحياء وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا.

انهيار الهدنة

 وظل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يناشد روسيا الأسبوع الماضي وقف الضربات لكن النداء قوبل بالتجاهل.

ويمثل انهيار جهود صنع السلام وقرار الرئيس السوري بشار الأسد بدء هجوم شامل على آخر منطقة حضرية كبيرة في أيدي المعارضة نقطة تحول على ما يبدو في صراع يصيبه الجمود منذ سنوات. ويبدو الأسد وحلفاؤه أكثر عزما مما مضى على سحق المعارضة المسلحة التي بدأت قبل قرابة ستة أعوام.

ويقول سكان شرق حلب إنهم يتعرضون لأشرس قصف منذ بدء الحرب وإنه تستخدم فيه قنابل أقوى.

وذكر مسؤولون في المعارضة أن ضربات جوية عنيفة أصابت أربع مناطق على الأقل في شرق حلب يوم السبت وإن طائرات روسية تنفذ أغلب الضربات. وأظهرت لقطات فيديو لمواقع الانفجارات حفرا عميقة وواسعة.

وتقول قوى غربية ومنظمات إغاثة دولية إنها تخشى على حياة أكثر من 250 ألف مدني يعتقد أنهم محاصرون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب المنقسمة منذ سنوات إلى جزء تسيطر عليه المعارضة وآخر تحت سيطرة الحكومة.

ويقول الجيش إنه لا يستهدف إلا المقاتلين.

وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في شرق حلب السبت: "الآن هناك طيران في الجو".

وأضاف أن فرق الدفاع المدني تتعامل مع الأحداث لكنها لا تكفي لتغطية هذا الكم الكارثي.

تحت الأنقاض

حاصرت دمشق وحلفاؤها ومن بينهم مقاتلون شيعة من إيران والعراق ولبنان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شيئا فشيئا هذا العام وحققت هدفها بحصار المنطقة بالكامل هذا الصيف بدعم جوي من روسيا.

وقال قائد جماعة عراقية مقاتلة موالية للحكومة السورية في منطقة حلب إن الهدف هو السيطرة على حلب بأكملها خلال أسبوع.

وقال دبلوماسي غربي يوم الجمعة إن السبيل الوحيد لسيطرة الحكومة على المنطقة بسرعة هو تدميرها بالكامل: "بطريقة فظيعة ووحشية ستترك آثارا لأجيال".

وقال مصدر عسكري سوري إن العملية التي تم الإعلان عنها في وقت متأخر من مساء الخميس مستمرة وفقا للخطة الموضوعة. وأضاف يوم الجمعة أنها قد تستمر لفترة.

ولدى سؤاله عن الأسلحة المستخدمة قال: "يستخدم الجيش أسلحة تتناسب مع طبيعة الأهداف التي يتم ضربها للمجموعات الإرهابية وحسب نوع التحصينات" مثل الأنفاق والمخابئ و"تحديدا مقرات قيادة المجموعات".

وقال مسؤول كبير في (الجبهة الشامية) المعارضة ومقرها حلب في تصريحات إن الجيش يستخدم أسلحة تهدف فيما يبدو لتدمير المباني.

وأضاف: "معظم الضحايا تبقى تحت الأنقاض بسبب خروج أكثر من نصف الدفاع المدني عن الخدمة".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إنه وثق مقتل 72 شخصا منذ يوم الجمعة من بينهم خمسة أطفال. وقال السلمو إن عدد القتلى يزيد عن مئة.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن إحياء وقف إطلاق النار يتوقف على كل الأطراف المعنية وليس فقط "التنازلات الروسية أحادية الجانب".

وأضاف في مقابلة مع برنامج (فيستي أون ساترداي) التلفزيوني الإخباري: "ليس بالإمكان التحدث عن إحياء وقف إطلاق النار إلا بشكل جماعي".
التعليقات (0)