مقالات مختارة

من تحمل فاتورة سفريات الرئيس؟!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
من حق كل مصري أن يسأل: من تحمل فاتورة سفر وإقامة وإعاشة الوفد الإعلامي والشعبي المرافق للرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة؟! 

السؤال طرح أكثر من مرة، ومع كل سفرية، ولم يتلق الرأي العام أية إجابة تكظم غيظه وتجعله أكثر صبرا على كل هذا الاستفزاز الذي لا يطاق!  ولم تتجرأ أية وسيلة إعلام (خاصة أو حكومية)، صحيفة أو فضائية، على أن تقول للناس إنها تحملت فاتورة مراسليها الذين رافقوا الرئيس.. الكل بلع لسانه!! 

غياب الشفافية في هذه المسألة، لا يعفي الرئيس من استحقاقات هذه الظاهرة بكل تفاصيلها: الرئيس ـ مثلا ـ لم يقدم تقريرا للبرلمان عن سفرياته المتكررة خارج البلاد، وعن ضرورتها وجدواها وما حققته من مصالح، فما أعرفه أن ميزانية رئاسة الجمهورية، خاضعة لرقابة المؤسسات المنتخبة، ولرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.. وكل ما نأمله، أن نرى يوما استجوابا للرئيس أمام البرلمان، عقب كل سفرية له خارج البلاد.. وما إذا كانت تستحق أن يسافر الرئيس بنفسه، أم يكفي بديلا عنه تمثيل سياسي أو دبلوماسي أقل مثل رئيس الوزراء أو وزير الخارجية، على أن يقدم في كل حالة، تقرير للبرلمان يناقش جدوى الزيارة وتكلفتها، وأن يخضع الشق المالي منها، لتدقيق المؤسسات الرقابية بما فيها البرلمان.  المشهد الذي نراه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، يقدم صورة تؤصل الانطباع بأن مؤسسة الرئاسة، تمارس أنشطتها على خلفية مؤسسات "ديكورية" أو "كمالة عدد"! 

فالمشاريع الكبرى والأكثر صخبا وإنهاكا للاقتصاد المنهك أصلا، والموضوع على جهاز التنفس المالي الخليجي.. مثل قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية.. وغيرها من صفقات شراء من الخارج بالمليارات، لم تعرض على البرلمان، ولا يعرف عنها الأخير شيئا أكثر مما يعرفه عوام ناس، من خلال برنامج "خمسة لقلبك" للزميل أحمد موسى على فضائية رجل مبارك الشهير محمد أبو العينين.. وهى سابقة لا تحدث إلا في الأنظمة التي لا ترى في البلد الذي تحكمه، إلا مساحة جغرافية لا يسكنها إلا الحكام.. يعنى خالية من الشعوب! 

ليس من المعقول أبدا، أن تُفرض على الناس كل يوم المزيد من الضرائب، ولم يبق إلا أن تحصل رسوم على تنفس الهواء، بدون أن يقدم لهم في المقابل خدمات تحترم آدميتهم.. فيما تنفق السلطة بسخاء، على أنشطة لا جدوى ولا معنى لها، ولا فائدة منها.. وأقصى ما يمكن فهمه، أنها ممارسات تفترض بلاهة العالم، وأنه سيصدق بـ"الزفة البلدي" أن مصر "قد الدنيا"! 

العين على الخارج.. والرهان عليه، وبهذه الطريقة يشير إلى أن مصاب البلد أكبر بكثير مما نشاهده كل يوم من سياسات عبثية.. وربنا يستر.

المصريون المصرية

1
التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 23-09-2016 09:55 م
بالطبع ليست خزانة الدولة فهي منهوبة ومفلسة وليست رئاسة الجمهورية فهي ايضا منهوبة ومسروقة وليست خزانة دولة الجنرالات المسيطرين علي الجيش الذين لا هم لهم إلا ملء كروشهم المتعفنة فمن يتحملها إذا ؟ إنة بالطبع رجل الشارع البسيط الذي يدفع تكاليف مجون السيسي و حاشيتة من خلال الضرائب والإتاوات التي يفرضها السيسي ويصدق عليها برلمان البيادات .