حول العالم

نساء فلسطينيات يعملن بتربية النحل وإنتاج العسل

يؤمن المشروع دخلا لعائلات النساء الست - عربي21
يؤمن المشروع دخلا لعائلات النساء الست - عربي21
مع إطلالة كل صباح، تتجه ست نساء فلسطينيات من قرية كفر مالك، شرق رام الله، لمتابعة شؤون نحلهن لإنتاج العسل الطبيعي، كمشروع يشكل مصدر دخل لعائلاتهن.

بدأت النسوة المشروع قبل خمسة أعوام في القرية، عندما طرحت مؤسسة الإغاثة الزراعية الفلسطينية، وعن طريق المجلس القروي، عدة مشاريع خاصة بالسيدات، مدعومة من قبل المؤسسة، ومنها مشاريع مختلفة كان تربية النحل من ضمنها.

دعم دور المرأة في المجتمع

وتقول نداء سلامة، إحدى السيدات العاملات في هذا المشروع، لـ"عربي21": "الأمر في تلك اللحظة كان مجرد تجربة للتعرف على هذا النوع من العمل، قبل تعلم التعامل مع النحل، ومتابعة ما يقوم به عن قرب".

وقالت سلامة: "نحن ست نساء نتناوب في كل مرة بمجموعة تتكون من ثلاث أو أربع، للعمل في متابعة ما تنتجه النحلات التي تم وضعها في 35 خلية من أصل 42 كانت عندما افتتحنا المشروع".

أما نعمة حمايل، وهي عضو في المجموعة، فرأت أن "المشروع هذا يدل على أن المرأة ليست ضعيفة، وتستطيع القيام بأشياء كبيرة، مثلها مثل الرجل تماما، وتسطيع تربية النحل رغم الخطورة في التعامل معه واللسعات التي من الممكن أن يتعرض لها العامل في هذا المجال، حتى أننا نضطر في أحيان كثيرة لحمل الخلايا ونقلها وهي ثقيلة، ولكننا نتعاون فيما بيننا لتحقيق الهدف"، كما تقول.

نحلات كالأبناء

من جهتها، وصفت رحمة حمايل شعورها تجاه هذه النحلات، وقالت: "في كثير من الأحيان عندما أبتعد عن النحلات أشعر بالاشتياق لها، وكأنني أتعامل مع أطفالي الصغار، لذا انتهز الفرصة وأقوم بزيارتها، وأشعر بعلاقة قوية معها، خاصة في فترات جني المحصول".

وأنواع العسل الذي ينتجه النحل كثيرة، لكن النساء الست يقمن بإنتاج نوعين فقط، وعن ذلك قالت السيدة الرابعة منتهى بعيرات: "إن النحل الذي نقوم بتربيته ينتج نوعين من العسل، الأول وهو عسل "القميل" أو "الزُحّيف" ومسماه جاء من العُشبة التي تتجه لها النحلات من أجل سحب الرحيق منها، وهي موجودة في الجبال من حولنا".

والنوع الآخر هو عسل "السدر"، "وتنتجه النحلات عندما نقوم بنقل الخلايا الى أريحا في كل شهر تشرين أول/ أكتوبر وإبقائها هناك، لتذهب إلى شجر "السدر" لتنتج بعدها هذا النوع من العسل".

وتكمل بعيرات لـ"عربي21": "اليوم تنتج النحلات ما يُعيل ست أسر، ومتوسط كل أسرة سبعة أفراد، فنحن نبيع العسل حسب الانتاج وحسب وقت المحصول، ويساعدنا في التزود بالحاجيات الأساسية للأسر الست، بعد تقسيم المبلغ علينا جميعا".

وعبّرت بعيرات عن أملها بتلقي دعم في للمشروع "كوننا خسرنا أكثر من خلية، ولا يمكن للمشروع أن يسد المصروف للأسر وأن يشتري خلايا بدلا من التي تلفت"، وفق قولها.

عسل طبيعي محدود في السوق

من جهته، قال طارق أبو لبن، مدير التسويق في وزارة الزراعة الفلسطينية، لـ"عربي21"، إن الوزارة "تولي الاهتمام في المشاريع الزراعية الخاصة بالنساء، فهناك برامج لدعمهن وتثقيفهن".

أما فيما يتعلق بالتسويق، فهناك برامج لعرض المنتجات في المعارض المحلية وأيام التسويق المختلفة في المحافظات الفلسطينية، "كما تتم مساعدة المزارعين بشكل عام في فتح أسواق داخلية جديدة، والرقابة على اي منافسة غير عادلة في السوق، وضمان اجراءات حماية المستهلك"، كما قال.

ويضيف أبو لبن: "هناك آليات مشددة للتعامل مع إنتاج النحل بشكل خاص، كون أعداد منتجي العسل هم اشخاص قلائل بشكل عام في فلسطين، والإنتاج محدود في هذا المجال، وهناك متابعة دائمة من قبل الوزارة للحفاظ على المنتج المحلي، وحماية المنتجين من الغش أو من المواد المستوردة التي لا تكون بجودة العسل المنتج محليا".

وعما تقوم بتقديمه الوزارة للنساء بشكل عام، ولمنتجي العسل بشكل خاص يجيب أبو لبن: "يتمثل الدعم أيضا بتوفير الارشاد في الانتاج والتسويق، وعقد دورات تدريبية وإرشادية للعاملين في هذا المجال، كما أن هناك عمل دورات من أجل تعبئة المنتج وتغليفه للحفاظ عليه أولا، ولتسهيل تسويقه".

وينهي حديثه قائلا: "تعمل الوزارة في حال وجود أي مساعدات مالية على تقديمها للمزارعين وخاصة النساء، وإذا ما توفرت مشاريع من ممول خارجي أو وزارات أو مؤسسات شريكة، فيتم ذلك، وما عدا ذلك فإن موارد الوزارة المالية محدودة، ولا تستطيع أن تقدم سوى قدراتها التي تم الحديث عنها"، وفق قوله.











التعليقات (0)