بعد أن بدأ الروس باستخدام قاعدة
حميميم العسكريّة في الساحل السوري، شكل النظام "كتيبة الخدمة" للاعتناء بالجنود الروس، لكن سرعان ما تحوّل هؤلاء لـ"خدم" لدى الروس، من أصغرهم رتبة إلى أعلاهم، كما يقول أحد المجندين السابقين ضمن هذه الكتيبة.
وروى أحد المنشقين عن هذه الكتيبة، وهو المساعد "جهاد.ح"، في حديث لـ"
عربي21"، ما شاهده قائلا: "تعرضت للذل والمهانة بعد قدوم الروس، فلم أستطع الاستمرار في هذه الخدمة، وتركت كل شيء خلفي، وعدت لدياري، فقد كنت أعمل سائقا عند العميد "ع.م" منذ 20 عاما، وكانت وظيفتي تقتضي إيصاله من المنزل إلى الكتيبة، والعكس.. كان يتعامل معي بشكل رسمي للغاية، ولم يوجّه لي الإهانات".
لكنه يبين أنه بعد أن تم فرز العميد لـ"كتيبة الخدمة" أصبح عصبيّا ومتوترا أغلب الأحيان، فقد كان الضبّاط الروس يوجهون الأوامر لضباطنا، الذين كانوا يعرفون جيّدا أن من يكسب ود الروس سيلقى نتائج جيدة؛ لذا كانوا يتسابقون إلى تقديم الخدمات؛ فمنهم من كان يقيم الولائم للروس، ومنهم من كان يدعوهم لرحلات سياحيّة على حسابه، لكنّ كلّ هذا لم يرفع من شأن
الضباط السوريين في نظر الروس، وفق قول جهاد.
وحول طبيعة عمل العميد "ع.م" في كتيبة الخدمة، يوضح الجندي المنشق أنه في البداية انتشر خبر عمل الضابط مع رائد روسي مرافقا له في اللاذقية وجبلة، حيث يتولّى أمر الترجمة للرائد الروسي الذي يكثر الذهاب للمدينة بغرض التسوّق، "لكنني رأيته بأمّ عيني يقود السيارة بينما يجلس الرائد الروسي في الخلف بصحبة فتاتين، لم أصدّق في البداية، حتى تكرر المشهد أمامي عدّة مرات".
ورجح جهاد أن يكون العميد "ع. م" هو من يقوم بتأمين الفتيات للضبّاط الروس، وهذا ما جعله يخاف من نظرة الجميع له، ما جعله متوترا للغاية، مضيفا: "لذا بعد أن ضقت ذرعا بطريقة تعامله معي، طلبت نقلي لأي مكان آخر، فقام بضربي قائلا: تريد أن تنتقل لتفضحني".
كما أكد أصحاب محلات في جبلة، القريبة من قاعدة حميميم، لـ"
عربي21"، أن الضباط الروس يتنقلون دائما برفقة ضبّاط سوريين يتعاملون معهم بخوف ورضوخ، حيث يقول "نادر.ت"، وهو صاحب مكتبة في جبلة: "كثيرا ما يأتيني الروس بغرض خدمات الطباعة، ودائما يكونون برفقة الضابط أو الجندي الروسي عقيد أو مقدّم أو عميد من
الجيش السوري، ويقوم هؤلاء بالترجمة للضباط الروس، وهم من يقودون السيارات ويتصرفون كخدم لديهم"، على حد وصفه.