نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على القيادي الذي عينه
تنظيم الدولة على رأس مقاتليه في
الصومال، كما عرجت على مسيرته "الإرهابية" قبل التحاقه بالتنظيم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن صاحب هذا المنصب يدعى
عبد القادر مؤمن، وهو واعظ متطرف مر من السويد وبريطانيا إلى الصومال، حيث أعلن ولاءه لتنظيم الدولة بعد عدة سنوات قضاها في صفوف
حركة الشباب "الإسلامي" المتطرف التابعة لتنظيم القاعدة.
ويؤكد المراقبون أن المراهنة على تعيين عبد القادر مؤمن قرار محفوف بالمخاطر، خاصة أن زعيم حركة الشباب أحمد ديري، كان قد أكد ولاءه لتنظيم القاعدة عندما تولى زمام الحركة في عام 2014.
وذكًرت الصحيفة بأن مؤمن وُلد في منطقة صومالية متمتعة بحكم شبه ذاتي تسمى بونتلاند، ولم يتم تحديد تاريخ ميلاده، وكان قد عاش في السويد، قبل أن يستقر في إنجلترا ويحصل على الجنسية البريطانية.
وفي مدينتي لندن وليستر، عرف هذا الشخص كداعية "متحمس" يسرب في خطاباته، سواء تلك التي يلقيها في المساجد الخارجة عن السيطرة أو في أشرطة الفيديو المنشورة على الإنترنت، مفاهيم تحرض على العنف والانتقام.
وعلى الرغم من أنه كان مراقبا من قبل الاستخبارات البريطانية، احتك مؤمن بعناصر إرهابية خطيرة وربط علاقات مع محمد إموازي؛ واحد من أشهر جلادي تنظيم الدولة الملقب "بجون الجهادي"، ومع ميخائيل أديبولاجو، أحد قتلة الجندي لي ريغبي، في شوارع لندن في شهر مايو/ آذار 2013.
ولفتت الصحيفة إلى أن مؤمن توجه بعد ذلك إلى الصومال لينضم في عام 2010 إلى صفوف حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، وقد حاول كل من إموازي وأيبولاجي اللحاق به إلا أن محاولاتهما باءت بالفشل.
وقد تواترت معلومات أفادت بأن مؤمن بادر بحرق جواز سفره البريطاني ساعة وصوله إلى الصومال، حيث تحول بسرعة إلى داعية في حركة الشباب الإسلامي. ويصفه مات برايدن، مدير مركز ساهان للبحوث والدراسات المتمركز في النيروبي قائلا "ربما ينجح عبد القادر مؤمن في استقطاب وبرمجة العقول لكنه لن يكون قائدا لامعا."
وفي عام 2012، أرسل مؤمن إلى منطقة جبلية في الأرضي الصومالية، قرب منطقة بونت لاند، لتعزيز حماس المقاتلين المحليين التابعين لحركة الشباب الإسلامي، الذين يقودهم محمد سعيد أتوم.
وبينت الصحيفة أن الضعف العسكري أدى بأتوم إلى تسليم نفسه للسلطات الصومالية عام 2014. حينها بدأ مؤمن بأخذ مكانه تدريجيا على رأس فصيل بونتلاند، التي يفصلها الموقع الجغرافي عن بقية عناصر الحركة إلى حد تحولها إلى كيان مستقل أو يتيم.
واغتنم مؤمن فرصة انعزاله في جبال جوليس، ليجعل من نفسه "قائدا عسكريا" على الرغم من عدم امتلاكه أي خبرة في ساحات القتال، وأعلن عن انشقاقه عن الحركة وانضمامه إلى صفوف تنظيم الدولة في أكتوبر/ تشرين الثاني عام 2015، مما تسبب في انقسامات عنيفة داخل المجموعة الأولى.
وأضافت الصحيفة أن أسباب انشقاق مؤمن لا تزال مبهمة. وقدمت مجموعة الأزمات الدولية، في مذكرة أعدت بعد أكتوبر/ تشرين الثاني 2015، تفسيرا معقولا لهذه الحادثة ورد فيه أن "ضم المؤمن يمكن أن يعتبر محاولة وقائية يسعى من خلالها التنظيم إلى تعيين "زعيم روحي" كفيل بنشر إيديولوجية هذه المنظمة في المنطقة."
ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، تمكن مؤمن من توسيع قاعدة مجموعته عبر خطف أطفال صغار تتراوح أعمارهم بين 10 و15، يقوم بالتأثير في عقولهم وغسل أدمغتهم لإجبارهم على القيام بمهام قتالية.
وتجدر الإشارة إلى أن مجوعته لا تزال صغيرة جدا ومعزولة في جبال جوليس، ومن المرجح أن يكون ذلك قد ساهم في إنقاذه من فرع الأمنيات، الذي يقصد به شبكة الاستخبارات التابعة لحركة الشباب الإسلامي، المكلفة بإخماد كل محاولة تغلغل لتنظيم الدولة على الأراضي الصومالية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن مركز أبحاث هدسون في واشنطن نشر هذا الأسبوع مقالا للباحثين دافيد جارتشتاين روس وناثانيل برو عبرا فيه عن أن "بصمة تنظيم الدولة في الصومال بقيادة مؤمن محدودة جدا."