صحافة دولية

دراسة: تنظيم الدولة مسؤول عن 26% من الهجمات الإرهابية عالميا

واشنطن بوست: العنف في هجمات التنظيم عادة ما يكون دمويا وقاتلا- أرشيفية
واشنطن بوست: العنف في هجمات التنظيم عادة ما يكون دمويا وقاتلا- أرشيفية
ذكرت دراسة أمريكية أن تنظيم الدولة وحلفاءه مسؤولون عن نسبة 26% من الهجمات الإرهابية خلال الـ13 عاما الماضية. 

وجاء في دراسة أعدها "المعهدالوطني لدراسة الإرهاب والرد عليه" أن التنظيمات الجهادية قتلت ما بين عام 2002 و2015، أكثر من 33 ألف شخص، وجرحت 41 ألف شخص.

ويعلق الكاتب آدم تيلور في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" على تلك الدراسة قائلا: "لو  تم استبعاد الهجمات التي نفذها أشخاص غير معروفين، فإن نسبة الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة عالميا تصل إلى 13% من مجمل العمليات الإرهابية، في الفترة ذاتها التي تشير إلى مسؤولية التنظيمات الجهادية عن 26% من القتلى، و28% من الجرحى، و24% من الأشخاص الذين اختطفوا، وشملت العمليات تلك التي نفذها تنظيم الدولة، وقبله تنظيم القاعدة في العراق، وتلك العمليات التي نفذها أشخاص مرتبطون بتنظيم الدولة".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن معدة الدراسة والباحثة مع معهد دراسات الإرهاب والرد عليه، بالتعاون مع جامعة ميريلاند إرين ميللر، لاحظت أن هناك عددا من الهجمات الإرهابية ربما تداخلت مع تنظيم القاعدة، قبل أن ينفصل تنظيم الدولة عنه، ويصبح المنافس الحقيقي له، لافتا إلى أن المعهد اعتمد في بياناته على تقارير إخبارية، منوها إلى أن بعض الهجمات الإرهابية لم يتم الانتباه لها، خاصة الهجمات القديمة، أو تلك التي نفذت داخل الدول الممزقة مثل سوريا.

وتستدرك الصحيفة بأن الدراسة تكشف عن ملامح وتفاصيل مهمة، حيث وجد الباحثون مثلا أن الهجمات الإرهابية التي نفذت حتى نيسان/أبريل عام 2013، ونفذها التنظيم السابق عن تنظيم الدولة كان مكانها العراق، وكانت بنسبة 95% تقريبا، لافتة إلى أنه بعد هذا التاريخ أعلن زعيم التنظيم في العراق عن توسيع نشاطاته، وضم إليه جبهة النصرة في سوريا، التي انفصلت عنه لاحقا.

ويلفت تيلور إلى أن شهر نيسان/أبريل 2013، يعد علامة على بدء توسع عمليات تنظيم الدولة، ليس في المجال الجغرافي فقط، ولكن في عدد الهجمات وأشكال العنف، مشيرا إلى أن معهد مكافحة الإرهاب والرد عليه وجد أن هناك 32 هجوما نفذها التنظيم، منها 10 نفذت في يوم واحد، مبينا أن كل هذه الهجمات التي نفذت في الفترة ما بين 2013 إلى 2015 وقعت في العراق.

وينوه التقرير إلى أن التنظيم شهد توسعا آخر في منتصف عام 2014، الذي أقسمت فيه جماعات البيعة والولاء للتنظيم، وأخذت تنفذ هجمات باسمه، حيث جاءت الزيادة النسبية في آذار/ مارس 2015، عندما أعلن تنظيم بوكو حرام النيجيري عن الولاء لتنظيم الدولة، لافتا إلى أن هذا التنظيم، المعروف بقسوته الشديدة، زاد من معدل الهجمات المنسوبة لتنظيم الدولة، ونفذ حوالي 400 هجوم، قتلت 4 آلاف، منهم ألف مهاجم، وتشير التطورات الأخيرة إلى أن علاقة بوكو حرام مع تنظيم الدولة باتت معقدة إن لم تكن متوترة.

وتستدرك الصحيفة بأنه في الوقت الذي تم فيه التركيز على الهجمات التي ينفذها أشخاص بمفردهم، أو من يطلق عليهم "الذئب المتوحد"، فإن المحللين توصلوا إلى أن هذه الهجمات لا تمثل إلا نسبة 1% من مجمل العمليات التي سجلت في الفترة ما بين 2002 و2015، لافتة إلى أن هذه العمليات نفذت بشكل عام في مناطق لم يكن التنظيم قادرا على العمل فيها بسهولة، وبينها 8 هجمات وقعت في الولايات المتحدة، و6 في فرنسا، وتوصل الباحثون إلى أن المهاجمين استخدموا الأسلحة النارية في ثلثي هذه الهجمات.

ويورد الكاتب أن الباحثين لاحظوا أن نوع العنف الذي مارسه تنظيم الدولة والجماعات المتحالفة معه يختلف عن العنف الذي مارسته الجماعات الأخرى، مبينا أنه في هجمات التنظيم عادة ما يكون العنف دمويا وقاتلا، حيث إن نسبة 74.7% من الهجمات المنسوبة لتنظيم الدولة كانت قاتلة، مقارنة مع نسبة 51.4% منسوبة لمنظمات جهادية أخرى.

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أنه يموت 7.3 أشخاص في هجمات تنظيم الدولة، مقارنة مع 2.1 شخص في عمليات لمنظمات أخرى، لافتة إلى أن تنظيم الدولة عادة ما يعتمد في هجماته على الانتحاريين، أو محاولة أخذ رهائن، وقام بتنسيق نسبة 38.5% من الهجمات، مقارنة مع 13.3% منسوبة لجماعات جهادية أخرى.
التعليقات (0)