قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن ظروف استئناف "محور الصداقة بين موسكو وأنقرة مواتية للغاية"، مشيدا بـ"الموقف النبيل" للرئيس الروسي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا في 15 من تموز/ يوليو الماضي، ومعربا عن رغبته في زيادة التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 100 مليار دولار.
وأضاف أردوغان خلال الندوة الصحافية التي جمعته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسان بطرسبورغ، الثلاثاء، أن على أنقرة وموسكو استئناف الرحلات الجوية وإلغاء العقوبات على المواد الزراعية وفتح المقاولات التركية بروسيا.
وتابع: "سنطور التعاون المشترك مع
روسيا في مجالات الدفاع العسكري والطاقة النووية"، مشيرا إلى مشروع بناء محطة أكويو النووية الذي قال عنه إنه مشروع استراتيجي مهم لكلا البلدين.
وأكد أردوغان أن
العلاقات "إلى حد الآن بين البلدين مستقرة أكثر من أي وقت مضى"، مشددا على أن هذه العلاقات لا تنحصر فقط في الاقتصاد بل تتعداها إلى مجالات أخرى.
وأشار الرئيس التركي إلى أن "استئناف العلاقات التركية الروسية ضروري من أجل الكثير من المشاكل الإقليمية الملحة".
وحول الأزمة السورية، قال الرئيس التركي إن المفاوضات التي جرت بينه وبين الرئيس السوري اليوم لم تأت على ذكر الأزمة السورية، لكن "بعد المؤتمر سنناقشه بشكل مختلف".
من جانبه، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن "الجميع يدرك أن آراءنا حول التسوية في سوريا غير متطابقة، لكن سنناقش الأمر بحضور وزير الدفاع وباقي الأجهزة الأمنية.."، مؤكدا أن "أي تحولات ديمقراطية لا يمكن التوصل إليها إلا عن طريق الأساليب الديمقراطية وهذا هو موقفنا المبدئي".
وتابع: "لدينا هدف مشترك وهو تسوية الأزمة السورية، وبناء على هذا الموقف المشترك سنبحث عن حلول مشتركة ترضي الجميع".
وحول المبادلات الاقتصادية بين موسكو وأنقرة قال بوتين: "نحن لم نقدم على تسييس التعاون الاقتصادي"، مشيرا إلى أن "مشروع السيل التركي ليس بديلا للسيل الجنوبي لكنه تطوير للعلاقات الاقتصادية مع
تركيا وأوروبا".
ولفت بوتين إلى أن التعاون التركي الروسي لا يقتصر فقط على الطاقة بل هو متنوع يشمل الزراعة والصناعة وغيرها من القطاعات.
وأشار الرئيس الروسي إلى رغبة موسكو باستئناف العلاقات مع أنقرة بشكل كامل، وقال: "نريد ذلك وسنعمل على تحقيقه"، وتابع: "الحياة تتطور بسرعة، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه المتغيرات.. على مستوى الحكومة، اتخذنا قرارا يتعلق بالتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية ما بين 2016-2019، وإذا لم تكن هناك بنود تحتاج إلى تنسيق طويل بين الوزارات بخصوص هذا البرنامج سنعمل على تنفيذه".
بدوره كشف الرئيس التركي عن حجم
المبادلات التجارية بين أنقرة وموسكو وقال إن التبادل التجاري قبل الأزمة التركية الروسية قارب الـ35 مليار دولارا، لكن بعد الأزمة انخفض التبادل إلى 28 مليار دولارا، لكن "نستهدف معدلات تبادل تجاري مشتركة بقيمة 100 مليار دولار مستقبلا"، بعد "استئناف العلاقات التي ستعزز معدلات التبادل التجاري بين البلدين".
وكانت العلاقات بين موسكو وأنقرة تدهورت بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية عند الحدود السورية، ما حمل روسيا على اتخاذ تدابير اقتصادية ضد تركيا.
وتفيد أرقام أعلنها الكرملين أن المبادلات التجارية بين البلدين تراجعت بنسبة 43% إلى 6,1 مليارات دولار (5،5 مليارات يورو) بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو الماضيين.
لكن بعد أشهر من الخصومة وتبادل الهجمات الكلامية بين الرئيسين، تجاوبت موسكو بسرعة مع بادرة أنقرة وأمرت برفع العقوبات المفروضة على القطاع السياحي التركي الذي يعتبر أساسيا في اقتصاد هذا البلد، وقد تضرر كثيرا جراء مقاطعة السياح الروس الذين تراجعت أعدادهم بنسبة 93% في حزيران/يونيو بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام 2015.