سياسة عربية

انتقادات لقيادي بالإخوان حول الجمعية الوطنية.. والأخير يعتذر

الرجاء عدم استخدام الصورة
الرجاء عدم استخدام الصورة
توالت ردود الفعل عقب نشر “عربي 21” تقريرا حول موقف جماعة الإخوان المسلمين المصرية من الكيان الجديد المرتقب ظهوره خلال الفترة المقبلة تحت اسم “الجمعية الوطنية للشعب المصري”، والذي انفردت “عربي 21” بنشر تفاصيله، السبت قبل الماضي، والذي أعلنت الجماعة رفضها لهذا الكيان.
 
 وأثارت تصريحات القيادي البارز في جماعة الإخوان صابر أبو الفتوح جدلا واسعا بين بعض القوى الرافضة للانقلاب العسكري، والتي قال فيها إنه “لم ير فصيل يتحرك إلا بتوجيه مباشر أو غير مباشر من المخابرات، وإن تحرك بحسه الوطني يغلب عليه الطابع العلماني، ويتحرك بهذه الكيفية، أو أنه يتحرك من خلال داعم خارجي من خلال دولة من الدول المعادية لمصر”.
 
 وكتب القيادي بالجماعة الإسلامية إسلام الغمري، تدوينة على حسابه على موقع “الفيسبوك”، :” الإخوان مطالبون بتوضيح موقفهم من هذه التصريحات التخوينية والإقصائية والاستعلائية التي تصب في صالح الانقلاب وتضر بالمصلحة الوطنية”، على حد قوله.
 
 وقال حزب الأصالة :” نشرت صحيفة عربى 21 تقريرا حول رفض جماعة الإخوان للجمعية الوطنية للشعب المصري، وجاء في طياته تصريح منسوب إلى السيد صابر أبو الفتوح، وبعيدا عن الموقف من الجمعية الوطنية ورفضها أو قبولها فأننا نرفض شكلا وموضوعا هذا التصريح الذي يتهم كل القوى السياسية إما أنها علمانية أو مأجورة للمخابرات بشكل مباشر أو غير مباشر”.
 
 واستطرد– في بيان له الأحد- قائلا، :” لسنا هنا بصدد الرد على صاحب التصريح أو الدفاع عن أنفسنا وعما عانيناه ونعانيه ليس من أجل دعم الإخوان أو قضيتهم، بل من أجل تحرير مصر وحرية شعبها وكرامة والحفاظ على هويتها”.
 
 وتابع “الأصالة” :” لكن صدور مثل هذا التصريح منذ ساعات دون تكذيب له أو تعليق من جماعة الإخوان يجعلنا نطالبهم بتوضيح موقفهم من مثل هذه التصريحات، والتي لها دلالات خطيرة لن نتطرق لها قبل تلقي رد وتعليق على مثل هذه تصريحات”.
 
 بدوره، قال رئيس المكتب السياسي للإخوان المسلمين في الخارج الدكتور عمرو دراج :” لمن يتهمنا بالخيانة والعمالة ليحبط أي عمل وطني حقيقي، أقولها بأعلى صوت. لا تصالح مع نظام إرهابي قاتل ولا تراجع عن العمل مع كل من يسعى لإسقاطه”.
 
 كما انتقد زعيم حزب غد الثورة أيمن نور تصريحات “أبوالفتوح”، قائلا- في تغريدة على “تويتر”- :”ما بالكم بأمة تنازع فيها العقلاء والساسة، فحققوا لخصومهم ما فشلوا فيه، مزقتهم الفرقة وتصدر المشهد كل ثرثار وجاهل ومروج للإفك أو صاحب هوى.. أفيقوا”، وفق قوله.
 
 من جانبه، وجه القيادي في جماعة الإخوان صابر أبو الفتوح اعتذارا عن هذه العبارة التي قالها بشأن ما فهمه البعض بأنه اتهام بالتخوين أو غيره، مشدّدا على أنه لم يقصد تجريح أي كيان أو شخص، خاصة أنهم اعتادوا في “الإخوان” على عدم تجريح الهيئات أو الأشخاص.
 
 وقال “أبو الفتوح”?—?في تصريح لـ”عربي 21"- :” ما صدر مني قد يكون زلة لسان من شخصي، ولا يمثل جماعة الإخوان بأي شكل من الأشكال، خاصة أنني لست متحدثا رسميا باسمها، وأنا اعتذر عما قيل، وأرجو قبول الاعتذار”.
 
 وتابع :” إلا أنني أود أن أوضح، ما فهم من كلامي أنني اتهم واضعي وثيقة الجمعية الوطنية بأنهم عملاء للمخابرات، فهذا لم يدر ببالي على الإطلاق، أنما أردت التأكيد فقط على ضرورة التفرقة بين الرؤى الوطنية المخلصة أو المبادرات الجادة التي تأتي من جانب رفقائنا في الثورة ورافضي الانقلاب وبين ما تقوم به أجهزة المخابرات والجهات الأمنية”.
 
 وأكمل :” لا يخفى على أحد محاولة سلطة الانقلاب من خلال مخابراتها وأجهزتها الأمنية الترويج لما يسمى بمبادرات أو أن هناك مفاوضات تجري للمصالحة مع جماعة الإخوان، وهذا كلام بائس ويائس، ولا توجد من الأساس أي مفاوضات تجري بين النظام القاتل والقوى الثورية بكافة أطيافها وأشكالها، وهذا هو ما قصدته من كلامي”.
 
 واختتم القيادي بالإخوان تصريحه بالقول:” أؤكد مرة أخرى على احترامنا وتقديرنا لكل رفقاء الثورة والنضال حتى لو اختلفت بعض الآراء، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ومعنا سنكمل ثورتنا”.
 
 وجدد نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير تأكيده على “تقدير جماعة الإخوان الكامل لكافة الأطياف والفصائل والشخصيات الوطنية العاملة لنصرة الثورة والحريصة على وطنها وشعبها، وأن منهج الجماعة عبر تاريخها عدم تجريح الشخصيات والهيئات وعدم التخوين”.
 
 وقال في بيان له إن “الجماعة كانت دوما وستظل بإذن الله تعالى جزء من العمل الوطني ساعية مع كل المخلصين إلى وحدة صفه، وداعية الجميع إلى التعاون على خير مصر وشعبها مبتعدة عن كل ما يشق الصف الوطني ويشغله بأمور توهن من قوة العمل ووحدة الكلمة”.
 
 وأردف:” تحترم الجماعة أي أطروحات سياسية أو اقتراحات هيكلية تأتي من أي طرف وتقدر إخلاص الجميع، ولكنها ترى أن الالتفاف والتمسك بما يحافظ على وحدة الصف أولى في هذه المرحلة من تحقيق ما قد يراه البعض أولى بالتقديم”.
 
 وأضاف :”وعليه، فإن الجماعة ترى أنه قد يكون من غير المناسب في هذه الفترة الخلاف حول مسميات أو تشكيلات جديدة راجية وآملة تأجيلها إلى وقت يسمح بالحوار الهادئ وتكون فيه كل الظروف السلبية التي تحيط بالعمل الوطني بعد الانقلاب الغادر في 3 تموز/ يوليو 2013 قد انتهت”.
 
 وأكد “منير” أن الجماعة “تحيي الحراك المستمر وتثمن ما يقدمه الشباب والمرأة المصرية من ثبات نادر وصمود في وجه الانقلاب كما تحيي الجماعة صمود وثبات كافة المعتقلين، وعلى رأسهم فضيلة المرشد العام والرئيس الصامد المنتخب الدكتور محمد مرسي وكل المعتقلين من كافة التيارات، فك الله أسرهم وحيا الله صمود وثبات أسرهم”.
 
 وشدّد على أن الإخوان “لن تفرط أو تساوم على استمرار الحراك ومقاومة الانقلاب بكل الوسائل السلمية وعدم إضاعة حقوق الشهداء والمصابين والمعتقلين أو المساومة على مطالب الشعب المصري وتحقيق أهداف ثورة يناير 2011 العظيمة”.
 
 واختتم نائب المرشد العام للإخوان بقوله :”تعيد الجماعة التأكيد على أن من يمثلها أو يتحدث باسمها فضيلة القائم بالأعمال ومن حدده في رسالته الصوتية الأخيرة”.
0
التعليقات (0)