قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان “الانتقام المتهور لأردوغان”، إن الرئيس التركي رد على المحاولة الانقلابية الفاشلة بعملية انتقام عشوائية.
وتشير الافتتاحية إلى أنه بحسب آخر الإحصائيات، فإنه تم عزل أو اعتقال 35 ألفا من قيادات الجيش، بينهم 100 جنرال، بالإضافة إلى العاملين في سلك القضاء، لافتة إلى أنه تم تعليق عمل 15 ألف موظف في وزارة التعليم، وإلغاء رخصة 21 ألف معلم، وطلب من 1500 عميد كلية في الجامعات الاستقالة.
وتصف الصحيفة عملية التطهير بالمذهلة في مداها وعمقها، التي طالت الطبقات السياسية ورجال الأعمال، بالإضافة إلى الحكومة، مشيرة إلى أن “عدد الذين تورطوا من هؤلاء في التمرد العسكري نهاية الأسبوع غير معروف، وليس معروفا إذا كانت الديمقراطية التركية الهشة قادرة على مواجهة هذا التحدي، وفيما إن تحولت إلى دولة شمولية بالفعل، وهو أمر مهم للولايات المتحدة، أن تعرف إن استعادت تركيا عافيتها، لتواصل عضويتها في حلف الناتو”.
وتجد الافتتاحية، التي ترجمتها “عربي21”، أنه في مثل هذه الظروف، فإن المرء يحذوه الأمل بقائد مستعد وراغب بتوحيد الشعب تحت حكم القانون، ويؤكد القيم الديمقراطية، ويعالج المظالم التي دفعت المتآمرين في المقام الأول، مستدركة بأنه “حتى هذا الوقت، فإن أردوغان مصمم على الرسوب في امتحان القيادة”.
وتذكر الصحيفة أن “أردوغان أشار إلى إمكانية تفعيل حكم الإعدام بعد الانقلاب، وقال بعد الهجمات الإرهابية لشبكة (سي أن أن) إن الشعب التركي يبدو متقبلا لفكرة أنه (يجب قتل الإرهابيين)، وبالطبع، فإن أي حمام دم تقوم به الحكومة سيزعزع استقرار تركيا أكثر، ويحكم الغطاء على إرث أردوغان؛ باعتباره الرجل الذي دمر وعود تركيا بأن تكون نموذجا للديمقراطية المسلمة”.
وترى الافتتاحية أن المحاولة الانقلابية زادت من السلوك السلطوي، الذي يصل حد جنون العظمة، وأصبح علامة على قيادة أردوغان، لافتة إلى أن هذا السلوك دفعه إلى السيطرة على الإعلام، ومهاجمة أعدائه الحقيقيين والمتخيلين.
وتورد الصحيفة نقلا عن أردوغان قوله إن الانقلاب من تدبير رجل الدين الذي يعيش في بنسلفانيا، عبد الله غولن، الذي كان حليفه قبل أن يختلفا في السنوات الثلاث الأخيرة، وتطالب الحكومة بتسليمه، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تقول إنها ستنظر في الطلب في حال قدمت أدلة تثبت تورطه.
وتنوه الافتتاحية إلى أن الإدارة الأمريكية شجبت الانقلاب خلف الأضواء وفي العلن، وأكدت ضرورة استمرار الحليفين ملتزمين بقتال تنظيم الدولة، رغم الخلافات بينهما.
وتقول الصحيفة إن “السؤال الذي لم تتم الإجابة عنه هو ما الذي يجب عمله بالسلاح النووي التكتيكي في قاعدة إنجرليك، جنوب شرق تركيا؟ فقد تم اعتقال قائد القاعدة وعدد من مساعديه؛ بتهم المشاركة في العملية الانقلابية، ويقول الأمريكيون إن الأسلحة آمنة، وليست لديهم خطط لنقلها”.
وتختم “نيويورك تايمز” افتتاحيتها بالقول إن “على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي السير على حبل رقيق، فمن ناحية يقدمان الدعم لتركيا، ويشجعان أردوغان على اتباع حكم القانون والمبادئ التي توحد ما بين تركيا وأوروبا، فالناس الذين ملأوا الشوارع يوم السبت خرجوا للدفاع عن المؤسسات الديمقراطية، وكذلك عن أردوغان، وسيكون من الحكمة الإصغاء إلى هذه الرسالة”.