“التايمز” تكشف تفاصيل اللحظات الحاسمة في الانقلاب الفاشل
لندن – عربي2120-Jul-1611:40 AM
0
شارك
تركيا- أ ف ب
كشف مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اللحظات الحاسمة في العملية الانقلابية الفاشلة، التي استطاع الرئيس النجاة منها بأعجوبة، حيث لم يكن بينه وبين الموت سوى دقائق معدودة.
وكتبت مراسلة صحيفة “التايمز” حنا لوسيندا سميث من إسطنبول قائلة إن “العناصر المارقة من القوات الخاصة، التي كانت لديها أوامر باعتقال أردوغان، وإحضاره إلى العاصمة أنقرة حيا أو ميتا، داهمت الفندق الذي كان يقيم فيه في منتجع مرمريس، الذي غادره قبل 15 دقيقة لركوب طائرته الرئاسية، وقامت مجموعة مكونة من 25 جنديا تقريبا بالهبوط من مروحية إلى الفندق، في عملية مشابهة لتلك التي تم فيها أخذ ثلاثة جنرالات رهائن من حفلة زفاف في نادي للنخبة في مدينة إسطنبول قبل ساعة”.
ويورد التقرير نقلا عن المتحدث الرئاسي إبراهيم كالين، قوله إن المهاجمين بحثوا عن الرئيس غرفة تلو غرفة، وسألوا عنه، مشيرا إلى أن أحد حراس الرئيس، الذي بقي في الفندق، قتل في تبادل لإطلاق النار، وجرح آخر.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم تحذيرات المخابرات العامة بأن هناك عملية انقلابية في وقت مبكر من الساعة الرابعة مساء يوم الجمعة، إلا أن الرئيس لم يكن مدركا بأن هناك عملية انقلابية إلا بعد أن تحركت الدبابات على جسر البسفور، بعد التحذير بست ساعات.
وتلفت الكاتبة إلى أن أول رد فعل للرئيس كان تسجيل رسالة صوتية لإرسالها وتعميمها على الإعلام، إلا أن طاقمه واجه مصاعب فنية، وبعد 45 دقيقة استطاع ربط الرئيس بهاتف نقال، حيث تحدث من خلال تطبيق “فيس تايم”، في إشارة للوضع الخطير، حيث تسمر الأتراك أمام شاشات التلفاز، مشيرة إلى أنه لم يتم الكشف عن مكان الرئيس في ذلك الوقت.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21”، بأن أردوغان غادر الفندق، وركب طائرته الخاصة، متوجها نحو إسطنبول، بعدما قدم خطابه في الساعة 12.30، أي بعد ساعتين من بدء الانقلاب، لافتا إلى أنه حتى عندما غادر كان المتمردون يسيطرون على مطار أتاتورك، حيث تحكموا بالمدارج، وحركة الطيران، وحشروا المسافرين الفزعين.
وتذكر الصحيفة أن طائرتي “إف- 16” طاردتا طائرة الرئيس في الجو، وتم وقفهما عندما غيّرت طائرة الرئيس الإشارة الجوية إلى تلك التي تستخدمها الطائرات التجارية التابعة للخطوط الجوية التركية، مشيرة إلى أن تطبيقا يستخدم لمتابعة حركة الطيران أظهر أن طائرة الرئيس دارت دورة على ارتفاع “تي كي 8456” قريبا من بحر مرمرة، جنوب إسطنبول، وبعد دورتين اتجهت مباشرة نحو إسطنبول.
وتبين سميث أنه في الساعة التي نزلت فيها طائرة الرئيس، أي 2.30 صباحا، كان مؤيدوه قد تدفقوا إلى المطار، بعدما لبوا نداءه على الهاتف النقال، بالخروج إلى الشوارع، والوقوف أمام الانقلابيين، حيث تدفق الآلاف في ساحة تقسيم نحو المنطقة التي عادة ما تعقد فيها تظاهرات ضد الحكومة، وعلى جسر البسفور فتح الجنود النار على المواطنين الذين تحدوا قرار منع التجول.
وينوه التقرير إلى أن أردوغان تحدث في خطاب انتصار في المطار، وقال إنه لم يذهب، وأضاف أن المحاولة الانقلابية هي “منحة من الله” ستعطيه الفرصة لتنظيف البلاد من جماعة فتح الله غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى الأمريكي، والمتهم بالوقوف وراء العملية الانقلابية الفاشلة.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم خطاب أردوغان، إلا أن الدراما لم تنته، حيث ظل أردوغان في مطار أتاتورك، الذي أدار منه العمليات حتى تم تأمين الشوارع، وفي إسطنبول احتل الجنود مباني “سي أن أن”، لكنهم فشلوا في إعادة البث؛ لأن العاملين رفضوا مساعدتهم، وظلت صور الأستديوهات الفارغة تظهر على الشاشة، في الوقت الذي كانت فيه الحشود تتزايد أمام المنبى، وخلال دقائق استطاع أحدهم الدخول إلى المبنى.
وتذكر الكاتبة أن الانقلابيين في أنقرة استخدموا القوة الضاربة لتنفيذ خطتهم، وقصفوا البرلمان أكثر من مرة، وداسوا على المتظاهرين بالدبابات، مشيرة إلى أنه عندما أجبر الانقلابيون على الاستسلام مع حلول الصباح، تم سحل الكثير من الجنود على يد الحشود الغاضبة، وتم اعتقال أكثر من 100 جنرال حتى الآن، أي ما معدله ثلث جنرالات الجيش التركي.
وبحسب التقرير، فقد ظهر في البداية أن المخططين كانوا من قادة الصف الثاني، ضباطا وعقداء، وظهر الآن أن عددا من المتآمرين هم جنرالات كبار، وبعضهم يدير الحرب ضد حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، لافتا إلى أنه تم التأكيد من أن الطيارين اللذين أسقطا الطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر، هما من ضمن المعتقلين العسكريين البالغ عددهم ثلاثة آلاف عنصر، بالإضافة إلى اعتقال مساعد الرئيس أردوغان للشؤون الجوية يوم أمس في أنطاليا، حيث كان يحمل وثائق مزورة.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أنه بحسب الصحافة التركية، فإن وزارة التعليم التركية قررت عزل 15200 من مؤسسات التعليم العالي، وعزل 8777 شخصا من قوات الأمن التركية، وطالبت باستقالة 1577 من عمداء الجامعات، وتم عزل 257 شخصا يعملون في مكتب رئيس الوزراء، وأعلنت وزارة الشؤون الدينية عن عزل 492 من الوعاظ والمدرسين الدينيين، كما أعلنت وزارة العائلة والشؤون الاجتماعية عن عزل 393 شخصا.