سياسة عربية

الآلاف يفرون من المعارك في جوبا.. واجتماع طارئ لمجلس الأمن

الأمين العام للأمم المتحدة وصف المعارك في جنوب السودان بأنها "غير معقولة"
الأمين العام للأمم المتحدة وصف المعارك في جنوب السودان بأنها "غير معقولة"
فر آلاف السكان في جوبا عاصمة جنوب السودان الأحد من المعارك المكثفة التي تدور رحاها بين القوات النظامية والمتمردين السابقين، في حين يتبادل المعسكران الاتهام بالمسؤولية عن أعمال العنف الجديدة هذه،فيما يجري مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة لبحث التطورات في جنوب السودان.

وتهدد هذه المواجهات التي أوقعت حتى الآن 150 قتيلا على الأقل منذ يومين، اتفاق السلام الهش الموقع في 2015 في هذه الدولة الفتية التي احتفت السبت بمرور خمس سنوات على استقلالها.

وأعلن دبلوماسيان أن مجلس الأمن الدولي يجري مشاورات مغلقة الأحد ابتداء من الساعة 16.30 بالتوقيت المحلي (20.30 ت غ) لبحث التطورات في جنوب السودان إثر المعارك العنيفة التي تجري في العاصمة جوبا.

من جهته وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء جديدا حث فيه قادة جنوب السودان على وقف المعارك التي وصفها بأنها "غير مقبولة". 

ودعا بان كي مون رئيس جنوب السودان ونائبه إلى اتخاذ "إجراء حاسم" لاستعادة السيطرة على الأمن في العاصمة جوبا وحثهما على إصدار أوامر لقواتهما بوقف الاشتباكات والعودة إلى الثكنات.

وأضاف بان في بيان "أشعر بإحباط شديد جراء استئناف القتال رغم التعهدات التي قدمها قادة جنوب السودان"، وتابع "هذا العنف الذي لا معنى له غير مقبول وقد يقوض التقدم الذي أحرز حتى الآن في عملية السلام."

وجنوب السودان ممزق منذ نهاية 2013 بسبب نزاع أوقع آلاف القتلى ونحو ثلاثة ملايين نازح، وتجدد العنف في جوبا اليوم الأحد، وقالت القوات الموالية لريك مشار نائب الرئيس إن قوات الرئيس سلفا كير هاجمت مقر إقامته مما أثار المخاوف من العودة إلى الحرب الأهلية بعد خمس سنوات من الاستقلال عن السودان، ولم تقدم أي معلومات بعد حول عدد الضحايا المحتملين الأحد.

وتحدثت الأمم المتحدة عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و"أسلحة هجومية ثقيلة". ورصدت أيضا مروحية قتالية فوق جوبا. ودفعت هذه التطورات الأمنية سكان العاصمة إلى البقاء في منازلهم أو الهروب إلى خارج المدينة، بحسب ما أفاد شهود.

وأعلنت السفارة الأمريكية أن "الوضع شهد تدهورا كبيرا في جوبا"، ودعت الأمريكيين إلى ملازمة منازلهم.

وأضافت على صفحتها على "فيسبوك" أن "معارك عنيفة تدور بين القوات الحكومية والمعارضة، خصوصا في ضواحي المطار ومواقع بعثة الأمم المتحدة في حي جبل وفي مختلف مناطق جوبا".

ويتواجه في هذه المعارك الجنود التابعون للرئيس سلفا كير والجنود التابعون لزعيم المتمردين السابق ونائب الرئيس الحالي رياك مشار.

وكانت المواجهات بدأت الخميس إثر اشتباك بين الطرفين أوقع خمسة قتلى، ثم استؤنفت مساء الجمعة وأسفرت عن "أكثر من 150 قتيلا" كما قال رومان نيارجي المتحدث باسم رياك مشار. وسمع إطلاق النار من أسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من أنحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة. وما لبث أن توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه.

وفي إطار الاتفاق على تقاسم السلطة وقع في آب/ أغسطس 2015 ، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في نيسان/ أبريل 2016 إلى جوبا، حيث أعيد تعيينه نائبا للرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.

وامتدت المواجهات الأحد إلى غرب العاصمة حيث يملك الجانبان قواعد عند سفح جبال كوجور وقرب مخيم للأمم المتحدة.

وزاد تمددها مع تقدم ساعات النهار إلى مناطق أخرى في العاصمة وخصوصا حي غوديلي الذي أقام فيه مشار مقر قيادته وحي تونغبينغ المركزي قرب مطار جوبا الدولي.

وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها إلى جوبا بسبب "الوضع الأمني المضطرب" بحسب بيان للشركة.

واتهم وزير الإعلام مايكل ماكوي بعد ظهر الأحد المتمردين السابقين بالمسؤولية عن المواجهات مؤكدا أن الحكومة "تسيطر على جوبا بالكامل" في حين تسمع الطلقات في المدينة.

وبحسب الوزير فان سلفا كير يمكن أن يدعو إلى وقف لإطلاق النار في وقت لاحقا من يوم الأحد. وقال ماكوي "آن فخامة الرئيس سيعلن وسيفرض على قواته وقفا لإطلاق النار من جانب واحد. ونأمل أن يفعل نائب الرئيس الأول الأمر ذاته".

وفي وقت سابق الأحد ألقى المتحدث باسم مشار مسؤولية المواجهات الأخيرة على الجنود الحكوميين، وقال جيمس غاتيت داك إن "قواتنا تعرضت لهجوم في قاعدة جبل" وصدته، وأضاف أن مروحيات قتالية ودبابات قد استخدمت لقصف قاعدة مشار.

ويؤوي مخيم للأمم المتحدة، الذي بات صباح الأحد قرب منطقة المعارك، 28 ألف نازح. ولجأ سكان المنطقة الأحد إلى المخيم. وبحسب عاملين إنسانيين فان طلقات أصابت داخل المخيم وأصابت العديد من المدنيين.

كما اتجه مدنيون مع أطفالهم وأمتعتهم المتواضعة إلى قاعدة أخرى للأمم المتحدة قرب المطار.

وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة. وخلافا للسنوات السابقة، لم ينظم أي احتفال بذكرى الاستقلال، بسبب نقص الأموال، كما أعلن رسميا.

ورغم اتفاق السلام لعام 2015 تستمر المعارك في العديد من مناطق البلاد.
التعليقات (0)