سياسة عربية

استعدادات لتطبيق اتفاق خروج الثوار من الزبداني بريف دمشق

استخدام النظام والمليشيات المتحالفة معه سلاح التجويع في الزبداني ومضايا - أرشيفية
استخدام النظام والمليشيات المتحالفة معه سلاح التجويع في الزبداني ومضايا - أرشيفية
تنتظر الفصائل السورية المحاصرة في مدينة الزبداني، بريف دمشق، إخلاء مقاتليها، ونقلهم إلى مدينة إدلب في الشمال السوري، وفق الاتفاق المبرم بين جيش الفتح وممثل عن الحكومة الإيرانية في وقت سابق من هذا العام، ويشمل كفريا والفوعة اللتين يحاصرها جيش الفتح بريف إدلب، والزبداني ومضايا اللتين تخضعان لحصار قوات النظام السوري وحزب الله بريف دمشق.

وقال الصحفي عمر محمد، من أبناء مدينة الزبداني، لـ"عربي21" إنه من المنتظر تنفيذ قرار إخلاء المدينة وخروج ثوارها الى مدينة ادلب؛ بعد انقضاء أيام عيد الفطر، وذلك وفق تسريبات غير رسمية، ومن دون بيانات تشرح الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذ بنوده قبل نحو ثلاثة أشهر.

وأضاف: "تم تمديد الهدنة في مطلع شهر رمضان، على أن يتم تفريغ مدينة الزبداني بشكل كامل، والتي تضم مقاتلين فقط، مقابل تخفيف الحصار على كل من بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين، واللتين تأويان قرابة 45 ألف مدني ما بين نازح وصاحب أرض".

وأشار الإعلامي السوري إلى أن مقاتلي مدينة الزبداني يخضعون لحصار خانق ضمن مساحة لا تزيد عن كيلو متر مربع واحد، في ظل إحراق حزب الله اللبناني مئات الهكتارات من السهول المزروعة بالأشجار المثمرة والتي تقدر بحوالي 900 هكتار.

وتحدث عن الأسباب التي دفعت مقاتلي المعارضة من أهالي الزبداني إلى ترك مدينتهم رغم مقاومتهم طيلة السنوات الماضية، فقال: "سيتمكن حزب الله وقوات النظام أولا وآخرا، بالقوة أو بالسياسية من السيطرة على مدينة الزبداني التي لم يبق منها سوى كيلو متر مربع واحد، وسيفعل ذلك حتى لو اضطر لإحراق الزبداني ومضايا بمن فيهما"، لذلك قرر الثوار، الذين لا يتجاوز عددهم مئتي مقاتل، الخروج مقابل تخفيف الحصار على المدنيين في بلدة مضايا، وفق قوله.

وأضاف: "إلى هذه اللحظة يبقى كل ذلك محض خطط، وليس لها مكان على أرض الواقع، ومن المحتمل أن تتغير الأمور في اللحظة الأخيرة، لأن النظام وحزب الله لم يتقيدا ببنود الاتفاق منذ إبرامه، ودائما هناك حالات خرق للهدنة وبشكل شبه يومي".

من جانبه، قال مصدر عسكري من ريف دمشق، فضل عدم كشف هويته، أن النظام والقوات الداعمة له تسعى إلى تفريغ كامل الريف الدمشقي"، مشيرا إلى أن الزبداني ليست إلا بداية المخطط الرامي إلى التغيير الديموغرافي.

ولا يستبعد المصدر، في حديث لـ"عربي21"، طرح هذا السيناريو على بلدة مضايا وأغلب مناطق القلمون، بالإضافة الى كل من مدينتي معضمية الشام وداريا بالغوطة الغربية.

وأكد المصدر العسكري أن المسؤول عن عمليات المفاوضات في مدينة الزبداني بالنيابة عن النظام السوري وحزب الله؛ هو رئيس أركان الفرقة الرابعة اللواء علي ضرغام، بمساعدة أحد أبرز شخصيات حزب الله المعروف بـ"الحجي". وتهدف العملية الى فتح طريق من جنوب سوريا إلى لبنان المجاور.
التعليقات (0)