سياسة عربية

وزراء وسفراء سابقون بموريتانيا يصدرون نداء لقمة نواكشوط

ندوة سابقة لعدد من الباحثين والبلدوماسين الموريتانيين حول القمة العربية
ندوة سابقة لعدد من الباحثين والبلدوماسين الموريتانيين حول القمة العربية
وجه عدد من الوزراء والسفراء السابقون بموريتانيا، نداء إلى القادة العرب تضمن مقترحات بمواضيع أكدوا ضرورة دمجها في جدول أعمال القمة العربية المقررة بنواكشوط يومي 25 و26 من الشهر المقبل.

محورية قضية فلسطين

وقال رئيس المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية، محمد ولد سيد أحمد فال، الذي تولى الإشراف على النداء، إن الاهتمام العربي بقضية فلسطين تراجع بشكل مقلق وخطير للغاية خلال السنوات الأخيرة، مضيفا في حديث لـ"عربي21"، أن قمة نواكشوط يجب أن تناقش بشكل جدي وواضح موضوع محورية القضية الفلسطينية والدفع بها للواجهة من جديد.

لكن النائبة في البرلمان الموريتاني عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، توتو بنت الطالب النافع، استبعدت أن يجد صوت الشارع العربي، المطالب بأن تكون فلسطين أولوية، صدى لدى القادة العرب في اجتماعهم.

ورأت بنت الطالب النافع، في تصريح لـ"عربي21" أن المقلق أن قضية فلسطين لم تعد أولوية لدى أي من البلدان العربية، مضيفة أن الأخطر من ذلك هو مجاهرة بعض المسؤولين العرب بوقوفهم في صف المناهضين للقضية الفلسطينية.

ودعت بنت الطالب النافع القادة العرب لامتلاك الشجاعة والضغط على النظام المصري من أجل إجباره على اتخاذ قرار بفتح معبر رفح بشكل دائم، وإنهاء الحصار الذي قالت إن النظام الحاكم حاليا في مصر يفرضه على غزة.

وأضافت: "آمل أن يقتنع قادة الدول العربية أن فلسطين يجب أن تكون في الأولوية، وأنها قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى، وبدون تحرير الأقصى، لن تكون هناك تسوية في المنطقة"، داعية المشرفين على جدول أعمال القمة العربية إلى إبراز القضية الفلسطينية، وإلى السعي لاتخاذ قرارات جديدة وأساسية بشأن الحصار المفروض على قطاع غزة، خصوصا أنه في جانب منه حصار عربي، كما قالت.

تعديل ميثاق الجامعة العربية

وأكد الدبلوماسيون والوزراء السابقون في ندائهم؛ على ضرورة إعادة النظر بشكل جذري في مؤسسات جامعة الدول العربية وإجراءات عملها، ومن ضمنها آليات التصويت واتخاذ القرارات وتنفيذها، بالإضافة إلى تعديل ميثاق الجامعة بما يضمن تفعيل مشاركة وانخراط منظمات المجتمع المدني و"إعلاء القيم السامية لحقوق الإنسان، وتعزيز مشاركة المرأة العربية والشباب العربي"، وفق ما جاء في النداء.

مرصد للأزمات السياسية

وأكد الموقعون على النداء؛ ضرورة نقاش مسألة تحييد العمل العربي الاقتصادي عن العراقيل السياسية، وإنشاء "مرصد عربي للوقاية من الأزمات السياسية والدينية والمجتمعية"، يمثل "خزان أفكار" و"قوة اقتراح" ويضم فريقا مصغرا من "خيرة" علماء الدين والسياسة والاجتماع.

كما تضمنت المقترحات إنشاء وتفعيل آلية لاستشراف الأزمات وتقويضها، بدل الاكتفاء بتسييرها عند نشوبها، إلى جانب تبني استراتيجية لتفعيل وتمكين اللغة العربية في الأقطار العربية، وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية، وإعلاء مفهوم دولة القانون، واحترام الحقوق الأساسية للإنسان والقيم الديمقراطية.

وكذلك مراجعة بنية البرلمان العربي وإعطائه دورا تشريعياً يتجاوز المهام الاستشارية، وإعادة النظر في الميثاق العربي لحقوق الإنسان ونظام محكمة العدل العربية.

تشخيص لحال العرب

ورأى الدبلوماسيون والوزراء السابقون في ندائهم؛ أن النظام العربي يواجه إشكالات جمة للاضطلاع بوظائفه الأساسية الأمنية والتنموية والتنسيقية، اعتبروا أنها باتت تهدده مخاطر جمة من قبل بعض القوى الإقليمية المنافسة "التي أصبحت تقوم بوظائف النظام العربي".

وأضاف النداء أن المواطن العربي يعيش "حسرة وغيرة حينما يشاهد يوميا انتظام وانسيابية ونجاعة وديمقراطية تكتلات إقليمية اتحادية أو "ما قبل اتحادية"، بأوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا، يجمعها ويوحدها من أسباب ودواعي ومقومات الاتحاد والاندماج تاريخيا وجغرافيا ولغويا ودينيا واستراتيجيا ما هو أقل بكثير مما كان ينبغي أن يكون وَقُودَ الوحدة العربية الغائبة والمنتظرة".

تحديات عربية

ورأى الموقعون على النداء، أن العالم العربي يواجه تحديات استراتيجية تجسدها "خطورة الصورة النمطية التي تسعى جهات نافذة إلى إلصاقها بالعربي المسلم، كإرهابي وكمتطرف همجي، فضلا عن الاختراق السافر الذي يتعرض له العالم العربي من قبل القوى الأجنبية التي يلاحظ داخلها تناميا كبيرا للمتشبثين بنهج صراع الحضارات".

كما أشار النداء إلى التحديات الأمنية الناجمة عما سموه "تصاعد الإرهاب التكفيري وتفشي مظاهر الغلو والتطرف الديني والصراعات المذهبية".

كما تحدث الموقعون عن مخاطر الأوضاع الأمنية التي شهدتها بعض الأقطار العربية، وهو ما تسبب في التهديد بتنامي حالات الدول الفاشلة في المنطقة، مطالبين أيضا بضرورة إيجاد حلول للإشكالات الاجتماعية التي قالوا إنها ناتجة عن إشكالية التعاطي مع طموح الأجيال الصاعدة ومتطلبات المجتمع الجديد في ظل "عولمة متوحشة".
التعليقات (0)