وزير الشؤون الدينية يتحدث عن وجود نحو 100 أحمدي جزائري بولاية البليدة، ودرك ولاية المسيلة يكتشف خلية تستغلّ الوسائط الإلكترونية الحديثة لنشر الإلحاد والزندقة بين الجزائريين أو على الأقل تشكيكهم في دينهم.. وحركة فرحات مهنِّي الانفصالية "الماك" تدخل في مواجهاتٍ مفتعَلة مع قوات الأمن بالأربعاء ناث إيراثن بتيزي وزو، في محاولةٍ يائسة لدفع السلطة إلى قمعها قصد الظهور بمظهر الضحيّة لتوسيع شعبيتها، وكذا إيجاد الذرائع لدعوة الخارج إلى التدخّل تحت غطاء "حماية الأقليات".
وإذا أضفنا إلى ما سبق انتشار التنصير، وكذا ظهور متشيّعين جدد بين الفينة والأخرى، فإنه يتبيّن بوضوح لأيِّ متابع أن هناك حركات هدّامة تستهدف الإسلام بالجزائر، والوحدة المذهبية للجزائريين، ووحدة وطنهم، وأنَّ الأخطار الطائفية والعرقية القائمة في المشرق العربي التي أخذت تفكِّك دوله، بدأت تظهر في الجزائر بدورها، وقد تستفحل هذه الأخطار المدعومة بقوة من الخارج وتصبح عاملا مهدِّدا للوحدة الوطنية مستقبلا، إذا وجدت المزيدَ من القبول بين الجزائريين، ولم تعالَج بالحكمة والحزم المطلوبين.
وعندما "يؤمن" مائة جزائري في ولاية واحدة فقط بأن هناك "نبيا!" بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهمته "إصلاح الإسلام"، فإن هذا يعبّر بجلاء عن الخواء الروحي الشديد الذي بات يعاني منه شبابُنا حتى أصبح فريسة لكل التيارات الدينية الهدّامة، وقد رأينا جانبا من هذا الفراغ منذ أيام من خلال ما سُرِّب من إجابات غريبة وسطحية لبعض طلبة البكالوريا، على أسئلة سهلة في امتحان التربية الإسلامية ببعض الشُّعب، ما يحتّم القيام بإصلاحات عاجلة تركّز على رفع مُعامِلها وساعات تدريسها وتحسين مضمونها، وليس "إصلاحات" مشبوهة تقزّم هذه المادة، وتحذف الآيات والأحاديث من مختلف المواد الدراسية، وتكون خيرَ عون لانتشار كل الحركات الضالة المُضِلة وتحويل شبابنا إلى فرائس سهلة لها.
وفي عالم السماوات المفتوحة على مختلف الفضائيات والوسائل الإلكترونية الحديثة المروِّجة لشتى المِلل والنِّحل والطوائف والحركات الدينية، علينا أن نتوقع سقوط المزيد من الجزائريين من ذوي المستويات المحدودة ضحايا لها، وهو تحدٍّ خطير يحتّم علينا تطوير استراتيجية فعّالة لمواجهته، وحماية أبنائنا منه.
ربّما لا تشكّل الآن أيٌّ من الحركات المذكورة أيَّ خطر جدّي بعدُ على الجزائريين الذين لايزالون متمسكين بدينهم وبوحدة مذهبهم ووطنهم، لاسيما وأن ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا من حروبٍ وفتن ذات أبعادٍ طائفية وعرقية ومناطقية جهوية، يدفعهم أكثر إلى التمسّك بوحدتهم ونبذ "الماك" والتنصير والتشيّع ومختلف مظاهر التطرّف، ومع ذلك ينبغي توخّي اليقظة والعمل على تحصين الجزائريين ضدها، انطلاقا من المسجد والمدرسة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني برمّته.
وبهذا الصدد، ينبغي أن تدرك وزارة الشؤون الدينية اليوم أن كسب معركة الوحدة المذهبية للجزائريين والتصدّي لشتى التيارات الوافدة، وكذا مكافحة التنطّع والتشدُّد، لا تتمّ فقط بالحرص على فرض الالتزام بالمرجعية المالكية في مساجد الوطن كلها وعلى الأئمة جميعا، بل تتمّ أيضا بتجديد الخطاب الديني والدعوي وتطويره وتخليصه من الروتين والنمطية والاجترار.
عن صحيفة الشروق الجزائرية
1
شارك
التعليقات (1)
احلام كسار
السبت، 18-06-201605:13 م
وماهو السبب.....؟؟ أبحث عن الممارسات.. لبعض المسلمين... الذين باعو الدين الحقيقي .وأقلامهم...من أجل الرز... والعيب. فيمذاهب الحق وأتباع المظللين وداعش وبوكو حرام ... والسلفين..... وووو. فهرب الناس .. لشيئ جديد....!!