نصائح تخفيف الوزن لا تقتصر على مقدمي البرامج التلفزية المصريين، بل انتقلت العدوى إلى
فنزويلا، حيث يضطر السكان هناك لتناول أطعمة غنية بالبروتين وبنسبة قليلة من الكربوهيدرات، ويعرف النظام الغذائي بنظام
مادورو، ويبدو كأنه نظام مخصص لنجوم هوليوود، إلا أن الضرورة تستدعي اتباعه، بعد انهيار نظام المساعدات الغذائية في البلاد.
وكتب جيمس هيدر تقريرا في صحيفة "التايمز" عن الطريقة المثلى لتخفيف الوزن على طريقة مادورو، "كل مانجا واشرب ماء"، مشيرا إلى أن النظام يحتوي على المانغا والموز والحساء المصنوع من جذور النباتات.
ويقول الكاتب إنه مع توقف المساعدات الغذائية لم يجد السكان في الأحياء الفقيرة طعاما ينتاولونه سوى فاكهة المانجا التي تثمر في الصيف.
والتقى هيدر مع أم عاملة في حي فقير حول العاصمة كاراكاس، التي قالت: "خسر زوجي 6 كيلوغرامات من وزنه، ولا يأكل أولادي سوى المانجا، مانجا ومانجا، وإن لم تتوفر فيأكل خضارا مغلية؛ لأنه لا يوجد زيت طعام لقليها".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن شعارا جداريا كتب على الشوارع الرئيسية في العاصمة مفاده: "في الثورة لم يعد البروتين حاجة كمالية"، لافتا إلى أن الحكومة كانت في بداية ما عرف بالثورة البوليفارية فاخرت بتراجع نسبة
فقر التغذية لدى الأطفال.
وتذكر الصحيفة أنه بعد 17 عاما، فإن الثورة تبدو اليوم في حالة مهتزة، ويحاول الناس التكيف مع الوضع، حيث أصبح السكان يبحثون عن الطعام في حاويات القمامة، فيما يحاول شبان الحصول على المانجا من الشجر المنتشر في الشوارع باستخدام العصي.
ويلفت الكاتب إلى أن نقص الطعام لم يؤثر في البشر فقط، بل كان تأثيره على الحيوانات أيضا، فبحسب صحيفة 2001، فإن خيول السباق تعاني من الجوع، ونشرت صورة لخيول في ملعب سباق الخيول في سانتا ريتا متعبة وجائعة، وقالت الصحيفة إن ستة منها ماتت جوعا، و 15 أخرى في حالة حرجة.
ويقول هيدر إن الأطفال في الأحياء الفقيرة لم يعودوا يذهبون إلى المدارس، حيث إنهم جوعى، ولا يستطيعون التركيز، أو أن عائلاتهم طلبت منهم الوقوف طوال اليوم في طوابير أمام محلات شبه فارغة.
وينقل التقرير عن المنسقة التعليمية في مدرسة ست خوسيه أوبريرو الثانوية في أكبر أحياء الفقر أنتيمانو، بلقيس كوزمان، قولها: "بسبب الأزمة الاقتصادية، فنحن في حالة حرجة الآن"، وتضيف أن "الطعام هو المشكلة"، حيث إن فنزويلا، التي اعتمدت على سياسة دعم المواطنين بناء على الموارد النفطية التي لم تستخدمها لتنويع الاقتصاد، وجدت نفسها غير قادرة على دفع ثمن الطعام الذي تستورده؛ بسبب تراجع أسعار النفط العالمي.
وتنوه الصحيفة إلى أن العائلات ترسل أبناءها في بعض الأيام، للوقوف أمام الطوابير للحصول على المعونة الحكومية، مشيرة إلى أن العائلات لم تعد تستطيع شراء أحذية لأبنائها، أو مسحوق لغسيل ملابسهم، أو طعام لغذائهم المدرسي، وأحيانا لا يتوفر الماء للحمام؛ بسبب ارتفاع نسبة البطالة.
ويورد الكاتب أن كوزمان لاحظت تراجع عدد الطلاب في تشرين الأول/ أكتوبر، حيث انخفض حضورهم بنسبة 60%، وتقول: "اتصلنا بالأولاد، فأخذ بعضهم يقول إنه يشعر بالكآبة ويبكي"، وتم إخراج الأولاد الكبار من المدرسة للبحث عن عمل ليساعدوا عائلاتهم، لافتا إلى أن من بين الذين يأتون للمدرسة يرسل أربعة أو خمسة يوميا إلى بيوتهم؛ بسبب شعورهم بالجوع، حيث يقولون: "لم نتناول العشاء ولا الفطور"، وبعضهم يقع مغشيا عليه.
ويفيد التقرير بأن مدرسة كوزمان تظل أفضل حالا من مدارس الحكومة، حيث إنها تحصل على معونات من جمعيات دينية، مستدركا بأنه رغم محاولاتها توفير الطعام الخفيف أثناء اليوم الدراسي، إلا أن الغياب مستمر، وتتوقع أن يزيد وبنسبة 73%، منوها إلى أن من يحضر للمدرسة من الطلاب يتردد بالعودة إلى بيته في نهاية اليوم، حيث إن الجوع والبطالة والفقر خلق توترا وعنفا منزليا.
وبحسب الصحيفة، فإن لدى فنزويلا أعلى نسبة قتل في العالم، التي تقدر بـ120 حالة لكل 100 ألف، ولديها أعلى نسبة تضخم، التي يعتقد أنها 700%، مبينة أنه بسبب عدم الاستثمار بالقطاعات غير النفطية، فإن النفط سينخفض بنسبة 8% هذا العام.
ويذكر هيدر أن الحكومة بدأت ببيع احتياطي الذهب لتوفير المال؛ من أجل دفع فواتير البضائع المستوردة، وتراكم الديون لكل من الصين والدول الأخرى، مشيرا إلى أنه بسبب نقص الطعام والدواء، وحتى ورق الحمام، فإن الناس يتدافعون على المحلات كلما سمعوا عن وصول شحنات، حيث إن هذا الأمر يعني للكثيرين الانتظار من منتصف الليل حتى الضحى لتأمين الحاجات الأساسية، وعندما تنتهي المواد القليلة في البيت، وتغلق المحلات، يزداد الغضب الذي يقود إلى العنف.
ويشير التقرير إلى أن الشرطة تقوم بإطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين، وتتجاهل صرخات "نحن جوعى"، لافتا إلى انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لشاحنات تتعرض للنهب، حيث تمر الشرطة دون أن تتدخل.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الكثيرين استمعوا لنصيحة الرئيس مادورو، وهي تربية الدجاج وزراعة الخضراوات في بيوتهم، مستدركة بأن الدجاج لا يتوفر طعام كاف له.