رياضة دولية

الغارديان: أحداث يورو 2016 بمرسيليا تذكرنا بمثلها قبل 18 سنة

شغب الجمهور الإنجليزي عام 1998 - أرشيفية
شغب الجمهور الإنجليزي عام 1998 - أرشيفية
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا بمناسبة أحداث الشغب التي وقعت مع بداية كأس الأمم الأوروبية في فرنسا، بعد عودة إنجلترا لأول مرة لمرسيليا منذ أن قام جماهيرها بأحداث شغب في كأس العالم 1998، في البلد نفسه والشهر نفسه، قبل مباراته مع منتخب تونس وبعدها.
 
وعرضت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، بهذه المناسبة، بعض الشهادات لمن كان شاهد عيان على تلك الأحداث، وهم: مصور الغارديان توم جانكنس، وصحفيّها آمي لاورنس، وتوم دافياس أحد مشجعي منتخب إنجلترا.
 
يقول مصور الغارديان توم جانكسن: "منذ أن خرجت من محطة القطار بدا لي أن المدينة في حالة غليان، كما بدا القلق واضحا في وجه سائق التاكسي الذي ركبت معه عندما طلبت منه إيصالي إلى فندق بالميناء القديم، فأنزلني في أقرب نقطة يمكنه الوصول إليها، ثم ولى مدبرا، ولم ينتظر لأسلمه أجرته".
 
"كان الميناء في حالة من الفوضى، وكانت الجماهير تملأ الشوارع، حجزت غرفة في الفندق من أحد الحراس المسلحين في غرفة الاستقبال، ثم انطلقت لأسجل الأحداث".
 
"كانت الأوضاع مهيأة للتوتر؛ فمن جانب، كانت جماهير الإنجليز مستعدة لارتكاب أفعال همجية مع ارتفاع حرارة الشمس في ذلك الشهر، ومن جانب آخر، كان آلاف المهاجرين من أصول شمال أفريقية، المساندة لمنتخب تونس، مستعدة للعنف؛ بسبب سنوات العنصرية الممارسة ضدهم من قبل السلطات المحلية، وبين الطرفين كانت الشرطة في حالة من التوتر، ومستعدة لمواجهة التطورات".
 
"تلاقت الأطراف الثلاثة في الواجهة البحرية من الميناء القديم، فاختلطت العلب المرمية بالأعلام المحروقة، لم يسبق لي أن رأيت شيئا مثل هذا، لم أعرف حتى أين أقف، فلم أكن مستعدا لمواجهة الشغب. لم تكن معي خوذة أو كمامة، كانت أول مرة أتذوق فيها الغاز المسيل للدموع، طعم لن أنساه ما حييت".
 
"ولكن أحد أبرز المشاهد التي لن أنساها أبدا عن تلك الأمسية هي صورة تلك العجوز الفرنسية بصحبة كلبها، التي أصرت على المرور من بين الجماهير الغاضبة وقوات الشرطة التي تقاوم الشغب. بالنسبة لي لن تكون فرنسية إذا لم تحاول العبور".
 
كما نقلت الصحيفة تجربة توم دافياس، أحد مشجعي المنتخب الإنجليزي، حيث قال: "كانت تجربة إنجلترا في كأس العالم 98 محل جذب جميع أصناف المشجعين الإنجليز، فكان حضورهم كبيرا في ذلك الصيف في فرنسا، وكان من بينهم الكثير من محدثي الشغب".
 
"بدأت بوادر التوتر في الليلة التي سبقت مباراة منتخبنا مع منتخب تونس... حتى منتصف اليوم كانت مرسيليا في هيأتها الطبيعية، توجهت أنا والمجموعة التي كانت معي إلى شاطئ برادو، الذي يبعد قرابة الميل عن ملعب فيلودروم، حيث عرضت المباراة على شاشة كبيرة".
 
"تبدو الأجواء صاخبة، ولكن ودية، وكانت الجماهير تشجع مع بعض منتخباتها، ولكن انقلبت الأجواء رأسا على عقب عندما تقدمت إنجلترا في المباراة، فرميت علينا بعض العلب من جهة مشجعي المنتخب التونسي، وبدأت جماهير إنجلترا تركض في كل الاتجاهات على الشاطئ، حتى قدوم الشرطة ورمي الغاز مسيل الدموع بشكل عشوائي".
 
كما نقلت الصحيفة رواية آمي لاورنس، الذي قال: "من وجهة نظر صحفي كان يتابع المباراة من داخل ملعب فيلودروم، لم تتجمع لدي صورة واضحة عن الوضع خارج الملعب، خاصة في عصر ما قبل مواقع التواصل الاجتماعي وعصر الإنترنت الضعيف، حيث كانت الأخبار تأتي ببطء".
 
"أتذكر ذلك الصحفي من رومانيا الذي قرأ اسمي وجنسيتي في شارة الاعتماد، فسألني: 'لماذا يقوم الإنجليز بهذا؟ لماذا؟ كانت علامات الحيرة بادية على وجهه، كما أتذكر شعور الحيرة والخجل التي اعترت رابطة الصحفيين".
 
الغارديان

الرابط: https://www.theguardian.com/football/2016/jun/10/trouble-marseille-1998-violence-england-euro-2016
التعليقات (0)