خلص تقدير موقف، نشره معهد واشنطن للدراسات، إلى أن
تنظيم الدولة بعث عدة رسائل، من خلال شنه هجمات داخل معاقل نظام
الأسد، مثل
طرطوس وجبلة.
ووقعت ثلاثة تفجيرات في محطة للحافلات في طرطوس، التي عادة ما تكون مكتظة في ساعات الصباح، حيث انفجرت سيارة مفخخة، ثم فجر انتحاريان نفسيهما، فيما شهدت
جبلة أربعة تفجيرات أخرى. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 100 في جبلة و48 في طرطوس.
وقال المعهد: "تسعى الجماعة إلى توجيه رسائل مختلفة. الأولى للعلويين، حيث يريد التنظيم أن يبيّن لهم أن نظام الأسد لا يتمكن من حمايتهم. وفي النهاية، لم يهاجم التنظيم المدن الساحلية القريبة من بانياس واللاذقية، اللتين تسكنهما جاليات أكبر من السنة".
وفي حالة اللاذقية، فقد "أدت تدفقات المشردين داخليا إلى جعل السنة الغالبية بين السكان، ومن المرجح أن يفضل التنظيم تجنب خطر وقوع إصابات كبيرة في صفوف السنة هناك. كما أن الجهود الأمنية التي يبذلها النظام هي أكثر جدية في بانياس واللاذقية، حيث ثارت الأحياء السنية في تمرد مسلح في الفترة 2011-2012، ولم يكن ذلك هو الحال في جبلة وطرطوس".
وأوضح المعهد أن إرسال مثل هذه الإشارات العنيفة للعلويين قد يكون له العديد من التداعيات. فمن المرجح أن يأمل قادة تنظيم الدولة بأن الجنود العلويين الذين يخدمون في المناطق الساخنة على الجبهة الشرقية (في دير الزور، وتدمر، على سبيل المثال) سيرفضون القتال إذا لم تُمنح حماية أفضل لأسرهم في طرطوس وغيرها من المدن. حتى إن النظام قد يقرر إعادة نشر القوات في المناطق الشرقية باتجاه الساحل.
كما يهدف التنظيم، بحسب المعهد، إلى إثارة السخط ضد النظام، وإلى قيام العلويين بالانتقام ضد السنة.
وقال إنه في 21 شباط/ فبراير، أثّرت هجمات التنظيم في حمص على الأحياء العلوية، وأثارت استياء قويا ضد السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، حيث ندد الناس بفساد الضباط وعدم كفاءتهم. وفي الوقت الراهن، لا يشمل مثل هذا النفور بشار الأسد نفسه، إلا أن ذلك قد يتغيّر إذا استمرت الهجمات. وفي الوقت نفسه، إن قيام العلويين بالانتقام من السنة قد يقوّض النظام وجيشه؛ لأن العديد من أهل السنة لا يزالون يقاتلون إلى جانب الأسد.
وفي يوم الاثنين، هاجم العلويون مخيم "الكرنك" في طرطوس، الذي هو موطن لـ400 عائلة سنية من حلب وإدلب. ووفقا لمصادر غير رسمية، قتل سبعة أشخاص من السكان السنة.
وأشار إلى أن الرسالة الأكثر أهمية التي يوجهها تنظيم الدولة يُفترض أن تكون إلى موسكو. فالقاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في
سوريا متواجدة في [ميناء] طرطوس، في حين تقع جبلة بالقرب من القاعدة الجوية الرئيسية لروسيا في حميميم.
وبين أن موسكو تحاول أيضا إعادة تأهيل قاعدة الغواصات السوفيتية القديمة في جبلة. ووفقا لمحطة "بي بي سي"، أظهر تنظيم الدولة بالفعل نمطا في استهداف البنية التحتية الروسية، كان آخرها مطار "طياس" بين حمص وتدمر.
ويدرك قادة التنظيم جيدا أن مساعدة موسكو مكّنت الجيش السوري من استعادة تدمر، وهذا الأخير يركز حاليا على دير الزور؛ لذلك فإنهم يهدفون إلى تضخيم الثمن الذي يتكبده الروس نتيجة تدخلهم وفرض انسحابهم من ساحة المعركة السورية، أو على الأقل من الجبهات الشرقية.
وأخيرا، فإن التفجيرات التي وقعت يوم الاثنين توجه رسالة إلى الجماعات المتمردة الأخرى. فعلى الرغم من أن أهداف تنظيم الدولة وأساليبه تختلف في كثير من الأحيان عن تلك التي تتبعها مختلف الفصائل السورية المناهضة للأسد، إلا أنه لا يزال يريد أن يُعدّ بأنه زعيم الحرب ضد النظام وروسيا والطائفة العلوية. لذلك يستمر في محاولته إظهار نفسه بأنه أكثر فعالية وأكثر قسوة من «جبهة النصرة» -ذراع تنظيم «القاعدة- التي هي حاليا منافسته الرئيسة على هذا اللقب.