اقتصاد عربي

"فاو": الأمن الغذائي بسوريا في غاية الخطورة

قال المدير العام لـ"فاو"،غرازيانو دا سيلفا: يحتاج نصف السكان الذين ما يزالون في سوريا إلى مساعدات غذائية- أرشيفية
قال المدير العام لـ"فاو"،غرازيانو دا سيلفا: يحتاج نصف السكان الذين ما يزالون في سوريا إلى مساعدات غذائية- أرشيفية
حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من تفاقم أزمات الأمن الغذائي وسوء التغذية في سوريا، ووصفت الأوضاع هناك بأنها في "غاية الخطورة".

وأشار المدير العام للمنظمة، غرازيانو دا سيلفا، إلى أن الأوضاع في سوريا في غاية الخطورة، حيث بلغ عدد النازحين داخليا 6.5 مليون شخص، بينما فر أكثر من 4.8 مليون آخرين إلى البلدان المجاورة وغيرها كلاجئين، كما يحتاج نصف السكان الذين ما يزالون في سوريا إلى مساعدات غذائية.

وقال إن المنظمة تعمل مع شركائها لتعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود للأشخاص الأكثر عرضة للخطر. ليس فقط للحد من الآثار، ولكن أيضا لوضع الأساس المتين لعملية التعافي التي تلي انتهاء الأزمة".

وأوضح أن النزاعات تعرقل جهود مكافحة الجوع في منطقة الشرق الأدنى حيث تتضاعف معدلات انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد، من ارتفاع مخاطر ندرة المياه وحالة الموارد الطبيعية الصعبة التي تزداد تفاقما بسبب تغير المناخ.

وأكد خلال كلمته بالاجتماع الوزاري في مؤتمر الفاو الإقليمي الثالث والثلاثين لمنطقة الشرق الأدنى، أن 15 من الدول الـ19 الأعضاء بمنظمة الفاو في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حققت الأهداف التي نصت عليها الأهداف الإنمائية للألفية، والتي تمثلت في تخفيض عدد السكان الذين يعانون من سوء التغذية بمعدل النصف، فيما عانت الدول التي تعاني من الصراعات من تراجع خطير في حربها على الجوع مثل العراق وسوريا واليمن، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضاف "أما بالنسبة للمنطقة ككل، فقد عانت من ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بنسبة 30 بالمائة. وتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، ليصل إلى 33 مليون حاليا".

وشدد دا سيلفا على أن من بين أخطر التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هو الارتفاع غير المسبوق في ندرة المياه، إذ يصل نصيب الفرد من المياه العذبة إلى 10 بالمائة فقط من المعدل العالمي، وما تزال قضية ندرة المياه تتفاقم، وذلك بسبب زيادة عدد السكان في المناطق الحضرية وتحويلها من القطاع الزراعي، الأمر الذي يتسبب بحدوث تبعات سلبية على الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي.

وبالإضافة إلى ذلك، يفاقم التغير المناخي من أوضاع الموارد الطبيعية الشحيحة في المنطقة، فهو يزيد من مستوى التعرض للأخطار الطبيعية، مثل الجفاف، حسبما يؤكد المدير العام للفاو.

ولفت إلى أن المبادرات الإقليمية الثلاث لمنظمة الفاو وهي مبادرة بناء القدرة على الصمود من أجل تحسين الأمن الغذائي والتغذية، ومبادرة الزراعة المستدامة صغيرة النطاق من أجل تحقيق تنمية شاملة، ومبادرة ندرة المياه، قد بدأت تؤتي ثمارها، حيث جاءت هذه المبادرات كاستجابة لمجموعة من التوصيات التي تم إقرارها في المؤتمر الإقليمي السابق، الذي عقد عام 2014.

ودعا مدير "فاو" الدول الغنية للقيام بدورها وبذل جهود أكبر في تعبئة الموارد في المنطقة للتغلب على التحديات التي تفرضها حالة عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن.

وقال إننا بحاجة لمزيد من الدعم من الدول الغنية في المنطقة بغية مساعدة أنفسهم والدول المجاورة لهم بشكل أفضل.
التعليقات (0)