مدونات

بأي سيناء تحتفلون؟

سيناء بين فكّي كماشة الجيش المصري
سيناء بين فكّي كماشة الجيش المصري
تحتفل مصر بعيد تحرير سيناء هذه البقعة المباركة التي خاطب منها موسى عليه السلام ربه، بوابة مصر الشرقية، أرض الفيروز، جزء مصر الآسيوي، سيناء التي تملك وحدها حوالي 30% من سواحل مصر.

هذه الأرض التي قال عنها الجغرافي الأشهر في تاريخ مصر والعرب الدكتور جمال حمدان: "سيناء أطول سجل عسكري معروف في التاريخ"، احتلت سيناء بالكامل في عصرنا الحديث مرتين الأولى في عام 1956 والثانية في عام 1967، وفي كل مرة كان الجيش المصري ينسحب إلى الأراضي المأهولة بالسكان مدن القناة التي كان أهلها البواسل يقفون كحائط سد أمام أي محتل.

حررت سيناء - ما عدا أم الرشراش - وكان من المنتظر أن نعمرها ونستثمرها ونتعلم من تجربة تكرار احتلالها، التي تخبرنا بأن من يحمي سيناء هم أهلها الساكنين بها، مثلها في ذلك مثل مدن القناة، إلا أننا كمصريين فوجئنا بإهمال شديد يرقى إلى درجة التعمد تعرضت له أرض الفيروز وأهلها طوال حكم المخلوع مبارك، حتى إذا قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير استبشرنا وقلنا إن سيناء ستتغير وتتطور، وانتظرنا وأنتظر أهلنا في سيناء هذا التغيير على أحر من الجمر.

التغيير تم بالفعل بعد الثالث من يوليو 2013، وهو تغيير جذري في طريقة التعامل مع سيناء و أهلها، أرض الفيروز تحولت إلى أرض الموت، اكتست رمالها الرائعة بدماء أهلها و جنود الجيش، لتتحول إلى منطقة حرب مجنونة لم تشهد مصر لها مثيل على مدار تاريخها، الخبر الوحيد الذي قد تسمعه في يومك عن سيناء هو مقتل مصريين على أرضها، أو انفجار عبوات ناسفة في أشخاص أو مركبات، أو نسف منازل لأهلنا هناك، صور وأخبار بشعة تتداول عن مجازر تتم هناك.

والمؤسف أن تسمع بعض الدعوات التي تدعو إلى تهجير أهل سيناء من أراضيهم، وإخلاء سيناء من أي ساكن، هل هذا معقول؟ هل هذا هو الحل الذي سيقضي على الإرهاب؟ بدلا من أن أحاول إصلاح الذراع أبادر إلى قطعها !!!!!!!!!

من نحارب هناك، سؤال يسأله الكثير من أهل مصر، من المستفيد من إشعال الحرب في سيناء؟ هل لهذه الحرب الطاحنة نتيجة إلا الدمار؟ دمار مادي ونفسي على أهلنا في سيناء، دماء نقود سلاح نفقدهم يوميا هناك، والأهم من كل ذلك نفقد انتماء أهلنا هناك، الإعلام يشن حملات التخوين و الاتهام بعدم الوطنية على أهلنا في سيناء في محاولة دنيئة لشطب السطور العظيمة التي سطروها والتضحيات التي قدموها في حرب التحرير، لا نتيجة لها إلا إشعارهم بأنهم ليسوا من ضمن الجماعة المصرية، ولن ينجحوا في هذا أبدا فأهلنا في سيناء أدرى بوطنيتهم و مصريتهم ممن يتهمونهم.

سيناء الآن منطقة حرب خطره، خالية من أي استثمار بدلا من أن تكون قبلة أهل الاستثمار، فحتى السياحة التي تشكل الاستثمار الرئيسي فيها انتهى أمرها، أهل سيناء في معاناة حقيقية، وقعوا بين مطرقة الدولة وسندان الإرهاب، في ابريل 2013 بلغ عدد سكان سيناء 597 ألف نسمة يعيشون في ظروف إنسانية غاية في الصعوبة، يعيشون بين قصف المدافع، وصوت الطائرات الحربية وانفجارات الألغام، التهديد بالموت أصبح أسلوب حياة، المرافق تعاني من شلل شبه تام.

فبأي سيناء نحتفل؟!
 
2
التعليقات (2)
A.N
السبت، 30-07-2016 05:13 ص
قتل السيناويه يدمي القلوب
محمد رمضان
السبت، 30-04-2016 02:46 م
سيناء ماتحررتش أصلا. واتفاقية كامب ديفيد شاهدة على كدة.