كمن يريد دخول الإسلام من الركن الخامس؛ يريد الحوثيون من مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية أن تبدأ من البند الخامس باستئناف مسار العملية السياسية من حيث توقفت في نهاية العام2014.. بمعنى يريدون الذهاب لمناقشة الدستور الجديد وشكل الدولة اليمنية الجديدة وتشكيل حكومة وحده وطنية.
حسنا، ندع السطور التالية تخبرني ما الذي سيحدث:
ستشكل حكومة وحدة وطنية من كل الأطراف وتذهب لممارسة مهامها من العاصمة صنعاء، في أول اجتماع سيتحدث رئيس الحكومة إلى وزراءه، وسيكتشف في الدقيقة الأولى أن: وزارات المالية، النفط، الداخلية، الخارجية، الدفاع، البنك المركزي، المحاكم، النيابات، القضاء، كلها بيد الحوثيين.. رئيس الدولة سيتكشف أن الجيش والأمن والمخابرات والقيادة العليا للقوات المسلحة والمعسكرات بأيديهم.. رئيس البرلمان لن يدخل إلى مكتبه لأنه تحت سيطرتهم المسلحة، رئيس مجلس القضاء الأعلى سيحددون له مهمة واحدة أن يوقع ويختم كل قرار وتوجيه يصدرونه، وبهذا سيحكمون البلاد بصفة شرعية، وسيكون اسمهم الدولة وليس الميليشيا !!.
لن يكون في اليمن أحد غير عبد أو مستعبد عند الجماعة الحوثية ذات النزعة الفاشية الاستعلائية، ربيبة المخابرات الأمريكية الإيرانية.. سيعود اليمنيون إلى بيت الطاعة وعصر الظلمات، سينتهي الكلام ويتوقف العلم ويتكاثر الجهل والخرافة، سيتجمد العقل وتنتشر إشاعات قدرات الرجل المصطفى من الله، كما يسوقون الآن أن عبد الملك الحوثي اصطفاه الله من بين الناس ليكون سيداً للجزيرة العربية، وهو الشاب الذي لم يغادر كهفه منذ خلقه الله، ولم ينل أي نصيب من العلم والمعرفة، لم يسمع يوماً عن مكان اسمه الجامعة أو يلمس شاشة كمبيوتر أو يأكل ساندويتش أو يلبس بنطال أو زار مكتبة أو رأى البحر، أو تعرف على مثقف، لا يعرف ما معنى اقتصاد أو دبلوماسية أو استثمار، لا يدري ما وظيفية البنك أو هيئة البريد.. ومع ذلك اصطفاه الله حاكماً علينا أو قاتلاً لنا !!.
لا جديد في مشاورات الكويت حتى هذه اللحظة، تباطأ الحوثيون في الوصول وتلكؤ في التفاوض تحت مبرر واحد هو البحث عن وقت يحقق لهم مكسب على الأرض ينعكس على أداءهم في طاولة الحوار، لكن تماسك الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حرمهم من النصر المأمول.. وهذا واضح من مطلبهم الوحيد طوال أسبوع كامل من المشاورات وهو إيقاف طيران التحالف، ليصفو لهم الجو في الانتشار وإعادة التموضع وتوزيع التشكيلات العسكرية في مناطق القتال.
فشلوا في كل شيء، وأكثر ما ضايقهم كان شهادة الممثل العسكري للأمم المتحدة الذي تحدث عن تحليق وليس قصف لطيران التحالف، حتى الخروقات كانت جميعها من جانب واحد هو الميليشاوي وكل ما تفعله المقاومة والجيش الوطني هو ردة فعل لا أكثر.
حتى وصلت الجرأة المجردة من الحياء أن يقول ممثل الحوثيين مهدي المشاط أنهم لن يوقفوا الحرب في تعز ويصف أهلها بـ"الدواعش"... تعز عاصمة اليمن الثقافية وأول مدينة عرفت التعليم ومن أبنائها عشرات الآلاف يحملون درجة الدكتوراه والماجستير أصبحوا في نظر ميليشيات إيران "دواعش".. والأكثر جرأة ووقاحة أن يقول الحوثيون إن قتالهم في تعز دفاع عن النفس.. قتلة ومجرمين وجانحين اجتماعياً خرجوا من الكهوف والجبال وقطعوا مسافة 600 كلم جنوبا للاعتداء على تعز وأهلها ويسمون ذلك دفاعاً عن النفس!!.
أما لماذا قالوا ذلك فلأنهم يعرفون أنهم صنيعة مخابرات الكبار، ولابد من تدليلهم دون حساب، ولا أدل على ذلك من ذهاب سفراء 18 دولة بما فيهم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن عشية أمس الخميس للاجتماع بممثلي الحوثيين ومراضاتهم بلغة ناعمة لكي يقبلوا بجدول الأعمال المقر في ديسمبر الماضي في مدينة بيال السويسرية.. حتى ولد الشيخ تحدث عن جرائمهم في تعز ووصفها بـ"الاشتباكات" وكأن من يقتل في بيته مع زوجته وأطفاله بقصف مدفعي وصاروخي يكون في عُرف الأمم المتحدة ضحية اشتباكات!.