دعا كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية بجنيف
محمد علوش، الأحد، مقاتلي المعارضة الأحد للرد على ما وصفها بهجمات الجيش السوري على المدنيين، مشيرا إلى أنه "من حق" فصائل المعارضة أن ترد على أي انتهاك من جانب النظام لوقف الأعمال القتالية السارية في مناطق سورية عدة، موضحا أن تعليق مشاركة وفده في المفاوضات "وارد".
وقال علوش لوكالة "فرانس برس" في مقر إقامته في جنيف "لدينا أكثر من ألفي خرق (من قوات النظام) منذ 51 يوما.. ومن حق الفصائل أن تدافع عن نفسها بقدر ما تستطيع"، داعيا إياها إلى "الاستعداد بشكل كامل والرد على الاعتداءات الموجهة من قبل النظام وحلفائه".
ونفى علوش أن يكون موقفه بمثابة دعوة لخرق وقف الأعمال القتالية المستمر في
سوريا منذ 27 شباط/ فراير بموجب اتفاق أمريكي روسي، علما بأنه يتعرض مؤخرا لخروقات متكررة تهدد بانهياره خصوصا في محافظة حلب في شمال سوريا.
وأضاف "هناك بند في الهدنة يجيز الرد على الاعتداءات بالمثل ومنع حشد القوات (العسكرية) وعدم السعي لكسب أراض جديدة.. وكل هذا لم يلتزم به النظام"، لافتا إلى أن هجوم قوات النظام على حلب يعني أن "الهدنة بالنسبة إلى النظام منتهية".
وتأتي هذه التصريحات بعد تغريدات نشرها علوش صباحا على حسابه على موقع تويتر، قال فيها "إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام (...) ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".
وتابع في تغريدة ثانية "نحن معكم جميعا، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة، أنا شخصيا مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف".
وعلوش الذي عين كبيرا لمفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات في كانون الأول/ ديسمبر، ينتمي إلى "جيش الإسلام"، الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق. ويعد "جيش الإسلام" من أبرز الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الأعمال القتالية.
ونشر علوش هذه التغريدات غداة إعلان عضو مفاوض في وفد الهيئة العليا للمفاوضات أن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا نقل إلى وفد المعارضة اقتراحا ينص على بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته إليهم، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.
وأثار اقتراح دي ميستورا سلسلة من ردود الفعل المنددة من قبل عدد من الناشطين والفصائل، من بينها حركة أحرار الشام الإسلامية النافذة في سوريا والتي أشارت في بيان إلى "انفصال واضح بين عمل الهيئة (المفاوضة) والواقع على الأرض" مشددة على أن "الإطاحة بنظام الأسد" يشكل "إحدى أهم ثوابت الثورة".
وردا على سؤال عما إذا كان تعليق المشاركة في مفاوضات جنيف من بين الخيارات المطروحة أمام وفد المعارضة، قال علوش "كل شيء وارد وسنختار ما هو الأنسب"، مضيفا "لدينا أوراق كثيرة.. والخيارات مفتوحة على كثير من الاحتمالات".
وقال "نحن ننظر إلى الأرض (الميدان) في سوريا، إذا كانت الأجواء هناك مريحة ونفذت الإجراءات (إدخال المساعدات وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين) فبطبيعة الحال ستكون الأجواء مريحة في جنيف".
وشدد علوش على أنه "لا يمكن مقايضة شعب مقابل رجل"، مضيفا "موضوع بشار الأسد لا يمكن المساومة عليه ولا يمكن القبول به مطلقا في المرحلة الانتقالية.. وكل الهيئات السياسية والعسكرية لا تملك هذا التنازل".
وأعرب عن أسفه لكون "الدول التي تقول عن نفسها إنها صديقة للشعب السوري أرادت أن تحل مشاكلها ومصالحها الاستراتيجية وغير الاستراتيجية على حساب دماء السوريين" متسائلا "كيف يمكن للدول أن تقايض بين شعب بأكمله مقابل رجل يجلس على الكرسي مع عصابة تسلطت على البلاد والعباد؟".
ويلتقي وفد المعارضة دي ميستورا مساء غد الإثنين في جنيف، للمرة الثالثة منذ انطلاق جولة المحادثات الراهنة، على أن يعقد المنسق العام للهيئة رياض حجاب مؤتمرا صحافيا بعد الظهر لإعلان حصيلة المواقف والمشاورات في الساعات الأخيرة.