المنطقة العربية بين مطرقة "الشمس الإيرانية" و"القمر التركي"!
حميدة بالسعد07-Apr-1611:13 AM
0
شارك
أردوغان روحاني تركيا إيران أ ف ب
مدخل تاريخي لعلاقة إيران بتركيا
إن المطّلع على تاريخ العلاقات بين الجمهورية التركية والجمهورية الإيرانية، سيقف على تاريخ طويل من الخلاف والصراعٍ، لأجل إثبات نظرية النفوذ على منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً المنطقة العربية، وفي ذلك التاريخ يتبين أن ذلك الصراع بدأ بعد معركة «جالديران سنة 1514»، والتي ارتسمت بعدها الحدود الجغرافية بين الدولتين، لتتوالى من بعدها سلسلة الحروب والصراعات السياسية والاجتماعية، التي نشبت بين الإمبراطورية العثمانية والدولة الصفوية ما بين (1623 ـ 1636) من أجل السيطرة على العراق والتي انتهت أخيراً بانتصار العثمانيين.
ويسرد المراقبون إلى أنه ومنذ تأسيس مصطفى أتاتورك لـ «تركيا» الحديثة عام 1923، دخلت العلاقات التركية الإيرانية مرحلة التهدئة، وتوقف الصراع المبني على الأساس المذهبي الذي كان حجة الحروب التاريخية بين الدولتين، بل على العكس، كان شاه إيران رضا بهلوي يعتبر «أتاتورك» مثالاً يُحتذى به في السعي نحو العلمانية والعلاقة بالغرب، وتحديثه «لإيران الصفوية» الغارقة في أوهامها المذهبية.
وقد علق بعض الباحثين على العلمين التركي والإيراني السابق لثورة 1979 بأنهما يرمزان إلى تنافس الشمس ( العلم الإيراني) والقمر ( العلم التركي) على قيادة المنطقة.
اندلعت الثورة الإيرانية الإسلامية بقيادة آية الله الخميني سنة 1979 ، وقد أعقبت الثورة على نظام الشاه ثورة ثقافية واجتماعية واقتصادية. في حين حافظ حزب العدالة والتنمية التركي على مقومات الجمهورية التركية التي أسسها كمال أتاتورك سنة 1923 في محاكاة للأنظمة السياسية الغربية، ولم يقم حزب العدالة والتنمية إلا بتنسيب مبدأ العلمانية المتشددة والمعادية للدين في محاولة منه إلى تخفيف حدّة الصراع القائم في تركيا على أساس عرقي وهووي.
في الجانب المقابل لهتين القوتين الإقليميتين عاشت المنطقة العربية منذ احتلال العراق سنة 2003 ومع موجة الثورات العربية سنة 2011 هزات جيوسياسية حولت المنطقة إلى حالة هشاشة سياسية وأمنية مفتوحة أمام كل أنواع التدخل العسكري والأمني والسياسي من جانب القوى الإقليمية. وتظهر إيران وتركيا كأبرز قوتين إقليميتين تتنافسان على استثمار النتائج وتجييرها لمصلحة توسيع الدور الإقليمي أو البحث عن حلفاء جدد من جهة وعلى التموقع في هذه الرقعة من جغرافية دول الربيع من جهة أخرى، خاصة بعد نجاح الإسلام السياسي في الوصول إلى السلطة في عدد من دول الربيع العربي ( مصر وتونس مثلا) والذي يعتبر حدثا محفزا لكلا النظامين الإيراني والتركي لتصدير نموذجهما "للحكم".
ساعد على تحفيز هاتين القوتين في ممارسة دور إقليمي معين، هشاشة الوضع في دول الربيع التي شهدت انتكاسات بسبب نجاح قوى الثورة المضادة النسبي، واستعداد هذه الدول نفسها لمحاكاة هذين النموذجيين . مما دفع كلًّا من تركيا ( الديمقراطية التي لا تخلو من اعتبارات للمواءمة مع الهوية الإسلامية بدرجة أو بأخرى) وإيران (التي يغلب وصفها بالثيوقراطية أي نموذج الدولة الدينية بدرجة أو بأخرى) لانتهاج سياسات خاصة بهما ( تتراوح بين سياسات القوة الصلبة العسكرية والقوة الناعمة) للترويج لنموذجهما في المنطقة رغبة من كلٍّ منهما في التفرد لتصبح القوة الإقليمية المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعدّ أحد أهم محاور التنافس بين تركيا وإيران في المنطقة حيث يقدم كل نموذج نفسه على أنه النموذج السياسي الأكثر ملائمة.
وللترويج لنموذج سياسي معين ، تعتمد كل دولة على مجموعة من الوسائل والأدوات والمحفزات لتبني تلك السياسة. لذلك قبل المرور إلى الجزء المخصص لبيان الأدوات والوسائل المعتمدة من كلا القوتين الإقليميتين للترويج لنموذجهما السياسي ، وجب التعريف بإيجاز بالنظام السياسي لكل من إيران وتركيا.
I – النظام السياسي لكل من إيران وتركيا
1. النظام السياسي الإيراني:
ورد التعريف بالنظام السياسي لجمهورية إيران الإسلامية في المادة الخامسة من دستور الثورة لسنة 1979 حيث جاء فيه : " في زمن غيبة الإمام المهدي تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتقي البصير بأمور ألعصر، الشجاع القادر على الإدارة والتدبير"
ويتضح من خلال هذا التعريف الدستوري أن النظام السياسي في إيران يقوم على مفهوم "ولاية الفقيه" وهي تعني تولي رجال الدين الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة في المادة الخامسة من الدستور لتسيير الشأن العام والقدرة على إدارة شؤون الأمة
.
ويعتبر "النراقي" ( توفي سنة 1245 هـ) أول فقيه بحث التفصيل في مسالة ولاية الفقيه وجعل منها مسألة فقهية مستقلة وقال بوجوب الدور السياسي للفقهاء في كتابه "ولاية الفقيه"
ثم تبلورت النظرية في شكل نظام سياسي على أيدي آية الله الخميني الذي ألف كتابه "الحكومة الإسلامية " سنة 1969 والتي تدخل بنا مباشرة إلى ولاية الفقيه كما نظّر لها الإمام النراقي.
يقول الخميني في كتابه " لو قام الشخص الحائز لهاتين الخصلتين ( العلم بالقانون والعدالة) بتأسيس الحكومة، تثبت له نفس الولاية التي كانت ثابتة للرسول الأكرم – ص- ويجب على جميع الناس إطاعته. فتوهم أن صلاحيات النبي في الحكم كانت أكثر من صلاحيات أمير المؤمنين وصلاحيات أمير المؤمنين أكثر من صلاحيات الفقيه، هو توهم خاطئ وباطل". مستخلصا أن الفقهاء هم ورثة الأنبياء وأمناء الرسل، فالولاية قابلة للانتقال والتوريث أيضا.
يتبين إذن من خلال فحص الدستور الإيراني لسنة 1979 ومن خلال تعريفه للسلطات التي تحكم إيران ( التنفيذية والتشريعية والقضائية) أنها تمارس صلاحياتها بإشراف "ولي الأمر المطلق وإمام الأمة"، فكل السلطات تخضع لولي الأمر حسب نص المادة الدستورية، ويؤسس لذلك في المادة الثانية من الفصل الأول إذ يجعل الإيمان بـ"الإمامة والقيادة المستمرة" إلى جانب الإيمان بالله والوحي والميعاد باعتبارها أركان نظام الجمهورية الإسلامية.
بعد بيان ملامح النظام السياسي الإيراني من خلال دستور الثورة، عملت إيران على التوسع تحت اسم تصدير الثورة ونشر المذهب الشيعي باعتباره الأصح دينيا وسياسيا.
2. النظام السياسي التركي:
يستند النظام السياسي التركي الحالي في الأساس إلى التقاليد العلمانية التي أرساها مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك سنة 1923. والذي نص دستورها في المادة الثانية : " جمهورية تركيا هي دولة ديمقراطية علمانية اجتماعية تحكمها سيادة القانون، مع مراعاة مفاهيم الوئام العام والتضامن والعدل الوطنيين، واحترام حقوق الإنسان، والولاء للقومية التي نادى بها أتاتورك، وتستند إلى الركائز الأساسية المبينة في الديباجة".
حتى مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم ، اتبع مسارا معتدلا غير معاد للغرب يتبنى رأسمالية السوق ويسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد صرّح رجب طيب أردوغان في إحدى خطاباته بأن "حزبه الحاكم سيواصل السير على طريق حماية القيم الجمهورية ومن بينها العلمانية" . وحين أطلق البعض لقب العثمانيون الجدد على حزب العدالة والتنمية، ردّ داوود اوغلو في خطاب ملقى إلى نواب الحزب سنة 2009 مؤكدا هذه الصفة قائلا : " نعم نحن العثمانيون الجدد. ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله حتى في شمال إفريقيا .. وقد أعطيت أوامري إلى الخارجية التركية بأن يجد ساركوزي كلّما رفع رأسه في إفريقيا سفارة
تركية وعليها العلم التركي" .
يتبين إذن بعد تفكيك الدستور التركي المعمول به حتى في مدة ولاية حزب العدالة والتنمية ، إن النظام السياسي التركي بقي علمانيا متجاوبا مع النظم السياسية الحديثة وان كان ذا مرجعية إسلامية في نظر البعض بدرجة أو بأخرى.
وهو فارق جوهري بينه وبين النظام السياسي الإيراني حيث ينتهج الحزب سياسة توافقية تميزه عن بقية حركات الإسلام السياسي التقليدية سواء داخل تركيا أو خارجها.
تعيش المنطقة العربية اليوم لحظات مفصلية في تاريخها ومستقبلها السياسي وفي رسم معالم "الشرق الأوسط الموسع" والذي تتقاسم هندسته ثلاث قوى رئيسية في المنطقة وما على العرب إلا التحالف معها أو مواجهتها: "إسرائيل" بمشروعها المدعوم غربيا والذي لا يختلف في توصيفه اثنان، "إيران" بمشروعها المذهبي المتمثل في تصدير الثورة ونشر التشيع في العالم ، "تركيا" "العدالة والتنمية" التي تحمل مشروعا "سنيا" حضاريا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ينظر للعرب كشركاء في المنطقة لا كخصوم وتتشارك معهم في تاريخ واحد وتتطلع لمستقبل تعاون مشترك تأمل أن يكون شبيها بتجربة الاتحاد الأوروبي؟
II- أسباب الترويج لكلا التجربتين
إن أي سياسة خارجية يتم تبنيها من قبل أي دولة تكون مستندة إلى عدد من الدوافع أو المحفزات لتبني تلك السياسة من قبل زعماء المنطقة العربية.
1. أسباب ترويج النموذج الإيراني: تتلخص الأسباب في المعطيات التالية:
العداء الظاهري لكل من أمريكا وإسرائيل والخروج بإيديولوجية إيرانية مضادة من اجل التغلغل والتوسع المضاد في المنطقة للتخلص من الفكر الصهيوني والرأسمالي والشيوعي
تحقيق الحلم الإيراني القديم المعروف "بالمد الثوري" والذي يهدف إلى إنهاء الصراعات التي تسبب فيها غياب الدين
تقوية موقفها في الملف النووي مع القوى الدولية وما تخصيب الاورانيوم إلا محاولة من إيران لاكتساب تأييد دول الإقليم لحق امتلاك سلاح نووي أسوة بإسرائيل
مشروع الشرق الأوسط الإسلامي: بعد المبادرات الأمريكية في المنطقة في 2003 كمشروع الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الموسع الذي عاد للظهور مرة أخرى بعد اندلاع الثورات العربية، عملت إيران على ترويج مشروع الشرق الأوسط الإسلامي والذي يعتمد على ركيزتين لقيامه ونجاحه حسب الموقف الإيراني طبعا: أولا : ركيزة إيديولوجية تتمثل في اعتقاد النظام الإيراني بضرورة قيام الحكومة العالمية الإسلامية وكون إيران دولة ثيوقراطية سوف تقوم بالتمهيد لذلك. ثانيا : وهي ركيزة إستراتيجية تتمثل في حزام امني يكون أداة ردع لمحاولات الاختراق للداخل من جانب أعدائها أو محاصرتها باستخدام دول المنطقة.
2. أسباب ترويج النموذج التركي: تتلخص الأسباب عموما في ثلاث معطيات :
الطموح الغربي: وتتمثل في اعتبار الولايات المتحدة النموذج التركي نموذجا مرجعا للنظم العربية التي تلت موجة الربيع العربي خاصة من ناحية علاقة الدين بالدولة وعلاقة دولة إسلامية بالعالم الغربي
الطموح التركي: ارتكاز العدالة والتنمية في إعادة صوغ العلاقات التركية مع الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل عام على أساس الهوية الإسلامية.
الطموح العربي: لقد وضع حزب العدالة والتنمية التركي منذ توليه الحكم حزمة من السياسات الإصلاحية على المستوى السياسي والاقتصادي وبناء المؤسسات ودعم الديمقراطية وتعزيزها للمطالبة بإصلاح الدولة في العالم العربي. مما جعل من النموذج التركي محط انتباه دول الشرق الأوسط وتحديدا المعارضة في الدول العربية التي جعلت من تركيا نموذجا تتمنى تحقيقه في بلدانها.
III- أدوات الترويج للنموذجين التركي والإيراني :
تعمد إي دولة للترويج إلى سياساتها إلى اعتماد وسائل وأدوات تنقسم بدورها إلى القوة الصلبة والعسكرية لخوض الحروب أو القوة الناعمة وهي الأنسب والأقدر على تنفيذ السياسات والترويج لأي نموذج سياسي.
1. أدوات الجانب الإيراني للترويج لنموذجها السياسي:
2. لترويج نموذجها السياسي اعتمدت إيران القوى الصلبة والناعمة على حد سواء:
الأداة الدبلوماسية الرسمية: متمثلة في وزارة الخارجية وما يتبعها من سفارات. يقول الخميني في هذا الصدد " إننا لا نعني بتصدير الثورة حشد الجيوش بل نريد أن نوصل صوتنا إلى العالم ووزارة الخارجية هي المسؤولة عن القيام بهذا الدور". وقد عملت وزارة الخارجية الإيرانية منذ الثورة على الملحقيات الثقافية في المنطقة لترويج نموذجها وعلى الإنتاج السينمائي وتوزيعه في المنطقة أيضا من خلال تنظيم الأسابيع الثقافية.
الديبلوماسية الشعبية: وهي تتوزع على وسائل الإعلام والانترنت والمؤتمرات والندوات . ففي ملف الإعلام مثلا تم إنشاء قناة "العالم" سنة 2003 التي تقوم على تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها : الدفاع عن إيران والثورة الإسلامية ، تصدير الفكر الشيعي ونقد الحكومات العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي
أما بالنسبة لعالم الانترنت فقد أنشئ موقع الكتروني خاص بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي باسم "الصحوة الإسلامية" متخصص في نشر النموذج الإيراني. كذلك أقيمت ندوات ومؤتمرات وهي عبارة على أدوات حوار يتم بوساطتها عرض المادة السياسية المراد ترويجها. فقد عمدت طهران ، وعلى مدى ثلاثة أيام خلال الفترة” 28 – 30 جانفي 2012 ، على تنظيم مؤتمر بعنوان” الصحوة الإسلامية والثورات”، حيث حضره المئات من أعضاء الحركات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية ، وتحدث فيه كبار القادة الإيرانيون، وفي مقدمتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، وتركز محور اهتمام المؤتمر على تأكيد مقولة رئيسة، مفادها أن الصحوة الإسلامية التي كانت الثورة الإيرانية في إيران أبرز تجلياتها، هي التي تسببت في إحداث الثورات الجارية في العالم العربي، والتي تتجه لإنتاج أنظمة حكم إسلامية على شاكلة النظام السائد في طهران.
أدوات القوة الصلبة/ العسكرية: تمثل هذا الدعم في :
- تقديم التدريب والدعم المالي والفني للمعارضة ( مثلا يتم دعم حزب الله اللبناني سنويا بـ 100 مليون دولار / كذلك دعم تقني وتدريب احترافي لقوات الأمن السوري / تدريب أحزاب الله الخليجية وأحداث اضطرابات في البحرين والكويت / زيادة النفوذ الإيراني في العراق ...)
- دعم المعارضة والجماعات الشيعية عسكريا
- السعي نحو امتلاك السلاح النووي...
2. أدوات الجانب التركي للترويج لنموذجها السياسي :
تعتمد تركيا غالبا على أدوات القوة الناعمة للترويج لنموذجها السياسي. وتنقسم هذه الأدوات إلى :
أدوات ذات طابع ديبلوماسي رسمي : يقوم بهذا الدور شخصيات رسمية في الدولة ( رؤساء / وزراء/ سفراء..)
- إقامة علاقات دبلوماسية مفعلة بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق مع الدول العربية عموما ودول الخليج خصوصا. ( مثلا العمل على إنشاء منطقة للتجارة الحرة واتفاق تأشيرة مماثلة لتأشيرة "شنغن" الأوروبية تشمل الشرق الأوسط ومنطقة الخليج الفارسي وتركيا)
- التدخل التركي في القضايا الإقليمية المحورية كقضية فلسطين، وهنا تطرح تركيا نفسها على أنها الدرع المضاد للطموحات الإسرائيلية والإيرانية
- الوساطة لحل المشكلات الداخلية ( مثلا خريطة الطريق التي اقترحها اردوغان سنة 2011 للتوصل إلى حل للقضية الليبية والتي تتلخص في محاور ثلاث: وقف إطلاق النار، وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق فوري لعملية التحول الديمقراطي لجميع القوى السياسية)
- تأييد المبادرات الدولية للترويج للديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ودعمها
- جملة الإصلاحات التي تتبعها تركيا لتحقيق الحلم في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أدوات ذات طابع ديبلوماسي شعبي: يساهم فيها الإعلام والمجتمع المدني أساسا
- الحركات الفكرية العابرة للقوميات كحركة فتح الله غولن: يقول غولن " أن التعليم هو عنصر محوري لإنجاح جهود الإصلاح" وتعزيز الاتصال والحوار بين تركيا والعالم
- جمعية رجال أعمال تركيا والدول العربية والتي تعمل على تعزيز الشراكة القائمة على المصالح المشتركة
- تسهيل عملية الاتصال بالشعوب العربية من خلال إلغاء التأشيرة مثلا عن عدد من الدول العربية ( سوريا ولبنان والأردن وتونس واليمن وليبيا )
- الإعلام : عمل حزب العدالة والتنمية التركي إيمانا منه بدور الإعلام في الترويج الثقافي والسياسي لنموذجه على إنشاء قناة تركية ناطقة باللغة العربية TRT سنة 2010 ومن أهم أهداف القناة هو التواصل مع العالم العربي والتعريف بتركيا وفتح آفاق التعاون الإعلامي المشترك بين تركيا والعالم العربي.
نلاحظ من خلال الأدوات المستعملة من طرف كلا البلدين لترويج نموذجهما السياسي أنها تتشابه عموما، غير أن النموذج التركي ارتكز بالأساس على القوة الناعمة ، بينما استخدمت إيران في العديد من المناسبات (وآخرها الانخراط في دعم النظام السوري ودعم حزب الله عسكريا وتقنيا وماليا في حربه مع النظام السوري ) القوة الصلبة ودعمت الجماعات الراديكالية وامتلكت السلاح النووي الذي يمكن اعتباره أداة ردع لإسرائيل وأيضا عنصر تهديد للأنظمة الأخرى في نفس الوقت.