صحافة دولية

وثائق ضرائب مسربة لشركات في الخارج تفضح كبار السياسيين

ميدل إيست آي: الوثائق تحتوي على معلومات عن شركات مرتبطة بعائلات وأصدقاء مبارك - أرشيفية
ميدل إيست آي: الوثائق تحتوي على معلومات عن شركات مرتبطة بعائلات وأصدقاء مبارك - أرشيفية
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا حول تسريب جديد لوثائق ضرائب، تعود لشركات في الخارج "في ملاذات ضريبية"، يفضح حجم التعاملات لحوالي 140 سياسيا من أنحاء العالم كله، من بينهم 12 زعيم دولة حاليا أو سابقا، حيث وصل عدد الوثائق المسربة من شركة "موساك فونسيكا" في بنما إلى 11.5 مليون وثيقة.

ويشير التقرير إلى أن صحيفة "زوت دويتشه تسايتونغ" اليومية الألمانية حصلت على ذلك الكم الكبير من الوثائق من مصدر مجهول يوم الأحد، وشارك الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين الوثائق مع الإعلام.

ويكشف الموقع عن أن من بين الأسماء التي وردت في الوثائق رئيس الوزراء الأردني السابق علي أبو الراغب، ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، كما ورد اسم رئيس السودان السابق أحمد علي الميرغني ورئيس الوزراء المؤقت السابق ونائب الرئيس السابق للعراق إياد علاوي.

ويلفت التقرير إلى أن الوثائق تحتوي على معلومات عن شركات مرتبطة بعائلات وأصدقاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والزعيم الليبي السابق معمر القذافي، ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

ويذكر الموقع أن الوثائق تكشف عن خيوط إسرائيلية كثيرة، وتكشف أشخاصا يحملون الجنسية الإسرائيلية، بالإضافة إلى بنوك ومؤسسات إسرائيلية استخدمت هذه الشركة لتسجيل شركات في مناطق تعد ملاذات من الضرائب في أنحاء العالم، بحسب ما قالته صحيفة "هآرتس".

ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن بنك "هابوعاليم" يظهر في الوثائق المسربة، حيث استخدم البنك هذه الشركة لإدارة بعض صناديق الاستئمان، من خلال شركة أطلق عليها "بوعاليم ترست سيرفيسز"، التي تم إغلاقها عام 2011، مشيرا إلى أن الوثائق تحتوي على مراسلات تتعلق بنشاطات بنك "لئومي" في جزيرة "جيرسي" وجزر القناة الإنجليزية. 

وبحسب الموقع، فإن الولايات المتحدة تدرج 33 شخصا وشركة وردت أسماؤهم في الوثائق على قوائمها السوداء، مثل الشركات الإيرانية وحزب الله اللبناني، بحسب ما أورده الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، لافتا إلى أن إحدى الشركات التي ورد اسمها في التسريب، تقوم بتزويد طيران النظام السوري بالوقود، ليقوم بقصف مواطنيه وقتل الآلاف، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس".

وينقل التقرير عن الخبير الاقتصادي غابريال زوكمان من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي ألف كتاب "ذي هيدن نيشنز: ذي سكيرج أوف تاكس هيفنز"، قوله: "تظهر هذه الوثائق مدى تغلغل الممارسات المؤذية والإجرام في عالم ملاذات الضرائب". 

ويضيف زوكمان، الذي شارك في تحقيق الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، أن نشر الوثائق المسربة سيساعد الحكومات في فرض "مقاطعة قوية" على الدول التي تسجل فيها تلك الشركات، وعلى الشركات التي توفر سرية للشركات التي تستخدم ملاذات الضرائب، بحسب ما أوردته "هآرتس".

ويورد الموقع أن الوثائق، التي تمتد تواريخها من 1975 وحتى العام الماضي، توفر ما وصفه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين بأنه "عرض لم يسبق له مثيل داخل عالم ملاذات الضرائب". 

ويكشف التقرير عن أن التحقيق في ملايين الوثائق أظهر أنها تعود إلى حوالي 214 ألف شركة في الخارج "في ملاذات الضرائب"، بحسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، مشيرا إلى أن مصدر تلك الوثائق هو شركة "موساك فونسيكا" للمحاماة، التي تتخذ من بنما مقرا لها، ولها مكاتب في أكثر من 35 بلدا حول العالم، وقالت عنها صحيفة "الغارديان" إنها رابع أكبر شركة متخصصة في الاستثمارات في الملاذات الضريبية. 

ويستدرك الموقع بأنه بالرغم من أن معظم المعاملات هي معاملات قانونية، بحسب ما قاله الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، إلا أنه يتوقع أن يكون لها صدى سياسي على العديد ممن تم الكشف عن هوياتهم.

ويفيد التقرير بأنه من بين التحقيقات التي فتحها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، بحسب ما أورده الاتحاد:

- قيام مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لا يرد اسمه شخصيا في الوثائق، "بتحريك ما يقارب ملياري دولار من خلال البنوك وشركات الظل". 
- الملفات المتعلقة بشركات في الملاذات الضريبية ومرتبطة بعائلة الرئيس الصيني شي جين بنغ، الذي قاد حملة قوية ضد الفساد في بلاده.
- كما تظهر الوثائق بأن رئيس وزراء آيسلندا سيغمندر غانلاغسون وزوجته امتلكا شركة في ملاذ ضريبي، تتعامل بما قيمته ملايين الدولارت من سندات البنك الآيسلندي خلال الأزمة الاقتصادية التي مرت بها آيسلندا.

ويورد الموقع أنه بحسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، فإنه ينكب على دراسة الوثائق المسربة فريق مؤلف من 370 صحافيا من أكثر من 70 دولة، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" إن شركة "موساك فونسيكا" قالت إنها عملت "فوق الشبهات" لمدة 40 عاما، ولم يتم توجيه أي تهمة لها بارتكاب مخالفات جنائية.

ويستدرك التقرير بأن صحيفة "هآرتس" قالت في تقرير لها إنه تم تغريم شركة "موساك فونسيكا" في "فيرجين أيلندس" البريطانية مبلغ 37500 دولار؛ بسبب خرقها لقوانين غسيل الأموال، وذلك لأن الشركة قامت بتسجيل شركة باسم ابن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لكنها لم تخبر عن علاقتها بهما حتى بعد أن تم توجيه تهم بالفساد لكليهما.

وينقل الموقع عن حكومة بنما قولها إنها ستتعاون مع أي تحقيق سيتم عقب هذا التسريب، وأضافت في بيان لها: "ستتعاون الحكومة البنمية بكل نشاط مع أي طلب في المساعدة في حالة رفع قضايا قانونية".

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن مصدر الوثائق المسربة ليس واضحا، لافتا إلى أنها تبدو أكبر تسريب للمعلومات في التاريخ الحديث، حيث وصل حجم المعلومات إلى 260 جيجا بايت، بحسب صحيفة "الغارديان"، في الوقت الذي وصل فيه حجم وثائق ويكيليكس إلى 1.7 جيجا بايت فقط.
التعليقات (0)