الأخوان "بكراوي" اللذان أعلنت السلطات البلجيكية عنهما كمنفذي تفجيرات مطار بروكسل قبل أيام، بجنسية بلجيكية لكن بأصول عربية وإسلامية في النهاية. الأخوان معروفان لدى الشرطة في بروكسل على خلفية قضايا جنائية سابقة متعلقة بالسرقة والسطو المسلح، وذلك قبل أن يتحولا من الجرائم الجنائية إلى طريق التطرف الفكري والإرهاب.
وهنا تبرز عوامل جديدة بين إرهاب أيديولوجي كامن، بغض النظر عن مستوى التدين من عدمه، وبين عملية تطرف سريعة جدا بل أسرع بكثير من المعتاد في التطرف الفكري الذي كان يمر عبر تطورات، لا سيما أن أغلب الإرهابيين محليا وإقليميا ودوليا هم في العقد الثاني من العمر وربما أقل. ولما للسياق الأيديولوجي من عامل حيوي أساس، يبقى التطرف الديني هو العلامة الأبرز في عمليات الإرهاب.
أما السؤال الدولي المهم فهو التأثير الأيديولوجي في الجيل الثالث أو حتى الرابع من المهاجرين الأوروبيين، وتناسل الأيديولوجيا المحلية في الإقليم كما لو كانت "فيروس" كامنا أخذ دوره، إثر تداعيات إرهاب المنطقة بطبيعة الحال. واللافت أيضا التكتل الإرهابي العائلي والتسلسلي محليا كما هو دوليا، كذلك مشاركة النساء في الإرهاب كعنصر مساعد لتسهيل المهمات الإرهابية.
في الحقيقة لم تعد صورة الإرهابيين نموذجية كما كانت من قبل بسبب هذا التسارع في التحول، وبالتالي يزيد من حجم الأزمة وتركيبتها وتعقيدها. يضاف إلى أن هوية المنفذين كجزء من النسيج الاجتماعي الأوروبي المتغلغل يجعل من الصعب على الأمن الأوروبي والعالمي على أية حال، محاربة الإرهاب والكشف بدقة عن إرهابيين محتملين. هذا الإرهاب العالمي لا يمكن له أن يتجاهل حقيقة أن الإرهابيين سواء المنفذين منهم أو المحتملين هم مواطنون أوروبيون بخلفيات وأعراق مختلفة غالبها إسلامي.
الإرهاب عابر القارات هذا لا يمكن محاربته عسكريا فحسب، فالعلاج العسكري أو الدفاعي لا يقضي على كامل المرض على أية حال، بل إن فيروسات منه قد تنشط مع العلاج. وإن استطاعت أجهزة الأمن أن تحد أو تعرقل أعمال الإرهاب إلى حد ما من خلال تتبع الشبكات، إلا أنه ليس سهلا تعقب ومحاربة الإرهاب أمنيا أو استخباراتيا، لا سيما مع تطور آليات فكر القاعدة الأبسط إلى داعش الأكثر تعقيدا، وإن كان هناك بعض التشابه الأولي في السلوكيات، هو الذي حول العدو البعيد إلى عدو محلي.
إلا أن التغيير هو أن العناصر ليست عابرة للقارات بل باستثارة الخلايا الموجودة أصلا. وكما كانت تفجيرات السعودية هي من عناصر داخلية فتفجيرات تركيا كذلك، وكذلك ما يحدث في أوروبا وبقية العالم.
الحرب ضد الإرهاب هي حرب مركبة ومعقدة. وفي حين تنسق الدول تجاه ما يمكن تسميته برأس الأفعى، إلا أنها في المواجهات الداخلية لصد أي هجوم محتمل فقد مرت وستمر بتحديات وتنسيق استخباراتي.
التعاون ضد الإرهاب العالمي يشترط الاتفاق على الأولويات في العقائد السياسية، قبل الاتفاق على مواجهة الإرهاب الذي نشط مع الفشل السياسي في المنطقة. العمليات الإرهابية الأخيرة على أوروبا تلقي بضوء آخر على سيطرة المقاربة الأمنية المجردة للأحداث على المقاربة السياسية منها التي تتعلق بقرارات حاسمة في شؤون دول الشرق الأوسط التي تعاني الحروب والفوضى.
عن صحيفة الاقتصادية السعودية
1
شارك
التعليقات (1)
صالح
الأربعاء، 30-03-201607:38 م
لماذاننسى اننا مستهدفون وفي هذه الحاله لن تكون الادوات مما يخطر على البال نحن مستهدفون بدليل انهم نعتو الاسلام بالارهاب وسموه الخطر الاخضر نحن مستهدفون لانهم زرعو ككيانا في وسطنا وارغمونا على الاستسلام له بعد ان مكنو
الازلام . مستهدفون حين افصح بوش بالقول حرب صليبيه ووالده سمى الحرب على العراق رؤى تتحقق والمقصود رؤى حزقيال التوراتيه مستهدفون بدليل اعلان كونددليزا رايس عن فوضى خلاقه لبناء شرق اوسط جديد ليتم اعادة الفرعونيه لمصر كهويه ونزعها من االعروبة والاسلام ثم التوجه لغيرها ليتحقق الانكفاء كما يخططون له باعادة الحال لما كان قبل ظهور الاسلام . هؤلاء المجرمون حثاله تركض خلف ملذات فيتم استدراجهم لجمعيات سريه لها ارتباط بداعش التي ترعاها امريكا لاثبات ان الاسلام ارهاب فهؤلاء وسائل لامريكا المطلوب الاسم والجسم والانتماء فقط بلا اهداف ايدولوجيه ولا غيره مما يحقق مبررا للحرب على الاسلام اينما يكون . للان يثبت ان كل من ينتمون لداعش ليسو باسلاميين بل اوغاد مستاجرين وداعش نفسها مكون غربي تديره عصابات تدعمها استخبارات فهل هذه الجرائم تنصر الاسلام طبيعي لا ولكنها للاستخدام الغربي وخونة الامه المستبدين فكل مناحي الحياه معطله لدينا الا نشاطا واحدا يتعلق بالارهاب واثباته ليدوم في حضن المسلمين لتاكيد شيطنة الاسلام وهكذا .