سياسة عربية

جدل بالمغرب حول عنف الكرة وابن كيران يعتبره جريمة (شاهد)

رغم أهمية القرار إلا أنه يظل غير قابل للتطبيق لأن الإلتراس جماعات هلامية ـ أرشيفية
رغم أهمية القرار إلا أنه يظل غير قابل للتطبيق لأن الإلتراس جماعات هلامية ـ أرشيفية
قال رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، إن "ما وقع في ملعب الدار البيضاء كان مؤلما ومؤسفا وهو فعل إجرامي مس عددا من أبنائنا وتسبب في جرح واعتقال الآخرين"، فيما اعتبر الباحث في الرياضة منصف اليازغي أن حظر "الإلتراس" ليس حلا.

وشدد ابن كيران، خلال حديثه أثناء افتتاح مجلس الحكومة الخميس 24 آذار/مارس، على خلفية أحداث الشغب العنيفة الأخيرة بمدرجات ملعب محمد الخامس بالبيضاء، أن "ما وقع أساء إلى صورة المغرب وإلى الرياضة ببلادنا".

وأردف ابن كيران: "نحن كدولة لا يمكن أن نتساهل في التلاعب بأرواح المواطنين الأبرياء الذين ذهبوا ليستمتعوا بمشاهدة مباراة في كرة القدم، فإذا بهم يفقدون أرواحهم أو تفقدهم أسرهم فيدخلون في متاهة الجروح والإعاقات والسجون"، مشيرا إلى أن "إيقاف هذه الكرة في رأيي أهون من هذا".

وتابع أن "الدولة مصرة على إيقاف هذا المد الإجرامي"، منبها القائمين على هذا الأمر إلى ضرورة "مراجعة طريقة تدبيرهم لهذا الشأن، وأن ينظروا إلى الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الأمور ويعملون من جهتهم على إيقافها".

                                       

الحظر ليس حلا

من جهته قال الباحث في السياسة الرياضية، منصف اليازغي: "لا يمكن أن نتهم جميع (الإلتراس) بالعنف أو بإثارة الشغب، فهناك مجموعات تشتغل بهدوء وتحاول تأطير الجماهير الكروية في مدن مختلفة بعيدا عن العنف".

وتابع منصف اليازغي في تصريح لـ"عربي21"، إن قرار الحظر لم يأت بناء على واقعة واحدة، بل جاء بعد سلسلة من الأحداث التي تضافرت وأفرزت هذا القرار.

وأوضح اليازغي صاحب دراسة "مخزنة الرياضة ـ كرة القدم نموذجا"، أنه "رغم أهمية القرار، إلا أنه يظل غير قابل للتطبيق لأن الإلتراس جماعات هلامية وليس لها إطار قانوني يؤطرها فهي ليست جمعيات".

واعتبر اليازغي أن "القرار الذي اتخذته ولاية (محافظة) الدار البيضاء الثلاثاء الماضي، إجراء تدبيري جاء في وقت يهاجم فيه الجميع الإلتراس، والأجواء مشحونة ضدها".

واستبعد الباحث أن "يتطور الوضع الحالي إلى مواجهة بين السلطات العمومية وبين رابطات المشجعين"، وشدد على أن "صورة الإلتراس تضررت بشكل كبير بفعل أحداث السبت الماضي".

ودعا اليازغي إلى "عرض نتائج التحقيق بشكل كامل أمام المغاربة"، مسجلا أن المسؤوليات عما جرى يتقاسمها الملعب السيء، والإلتراس بسبب الفوضى، وبعض التقصير من رجال الأمن.

حظر الإلتراس

قررت سلطات العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية تجميد أنشطة "الإلتراس" المحسوبة على الفرق الرياضية، والتي تشتغل خارج إطار القوانين، وذلك على إثر الأحداث الأليمة التي شهدها المركب الرياضي محمد الخامس السبت، والتي أسفرت عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 76 آخرين وتسجيل خسائر مادية.

وقال بيان لسلطات الدار البيضاء، إنه تم اتخاذ هذا القرار حرصا من السلطات العمومية على ضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم وصيانة الأمن العام، مضيفا أنه تقرر، أيضا، إغلاق المركب الرياضي محمد الخامس ابتداء من يوم 28 آذار/مارس الجاري، لإعادة تأهيله من خلال إصلاح بنياته التحتية وتحديث مرافقه الرياضية والإدارية، وذلك رغبة في توفير فضاء رياضي ملائم بمواصفات ومعايير عصرية.

تجهيز الملاعب

ومن جانبها قررت وزارة الشباب والرياضة المغربية تجهيز الملاعب الرياضية وتحسين شروط استقبال الجماهير الرياضية من خلال جرد الحاجيات المتعلقة بوسائل التكنولوجيا الحديثة (كاميرات المراقبة، مراقبة الولوج للملاعب عبر البوابات الإلكترونية، تحديث نظام بيع التذاكر، ترقيم الكراسي...)، من طرف لجنة مشتركة بين الاتحاد المغربي لكرة القدم والشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، مشيرة إلى أنه يتم حاليا إعداد دفتر تحملات لمباشرة المساطر الجاري بها العمل لإنجاز هذه التجهيزات.

وشددت الوزارة على أن التصدي لظاهرة الشغب أمر معقد، وأن الحد من تداعياتها يقتضي اعتماد مقاربة تشاركية ومسؤولة، تشمل جميع القطاعات المعنية ومختلف المتدخلين في الحقل الرياضي، مؤكدة انخراط الوزارة في المجهودات المبذولة وطنيا، لمحاربة هذه المعضلة غير الأخلاقية بكل الوسائل المتاحة.

وكان شخصان لقيا حتفهما فيما أصيب 49 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة السبت الماضي، إثر مشاداة وشجار اندلع بين مجموعتين من أنصار فريق الرجاء البيضاوي داخل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، عقب المباراة التي جمعت فريقهم بفريق شباب الريف الحسيمي بالدوري المغربي.
التعليقات (0)