سياسة عربية

النظام يقول إنه دخل تدمر بعد معارك عنيفة مع "الدولة" (شاهد)

تنظيم الدولة نشر صورا لصد عناصره محاولات دخول النظام- تويتر
تنظيم الدولة نشر صورا لصد عناصره محاولات دخول النظام- تويتر
تتواصل منذ أيام معارك عنيفة في محيط مدينة تدمر، شرقي حمص، بين قوات النظام ومليشيات شيعية، مدعّمة بالطيران الروسي من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن قوات النظام السوري دخلت مدينة تدمر الخميس في مسعى لانتزاعها من مسلحي التنظيم، إذ عرضت القناة صورا من خارج المدينة التاريخية التي يسيطر عليها التنظيم منذ أيار/ مايو الماضي.

وأفاد المراسل الحربي الروسي يفغيني بودوبني، بحسب وكالة "سبوتنيك"، بدخول وحدات من جيش النظام السوري لمدينة تدمر من الشرق، تلى ذلك اشتباكات في الشوارع مع مسلحين.

وكتب بودوبني الذي يتابع الأحداث من تدمر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "دخلت وحدات من الجيش السوري وقواته الرديفة شرق مدينة تدمر، تلى ذلك معارك في الشوارع".

وفي تغريدة جديدة أوضح المراسل الحربي الروسي أن سرية "صقور الصحراء" تتقدم نحو مركز مدينة تدمر، مضيفا أن القوات السورية تقدمت إلى مجمع تدمر الفندقي دافعةً المسلحين إلى مركز المدينة.

من جانبها، نفت شبكة "الدرر الشامية"، المقربة من المعارضة السورية المسلحة، أي تقدم لقوات الأسد على أحياء مدينة تدمر، مؤكدين أن المعارك الآن مازالت على أطراف المدينة بالرغم من الخسائر التي تكبدها تنظيم الدولة إلا أنه مازال يسيطر ناريًّا على محيط جبل هيان.

وأعلن تنظيم الدولة عبر وكالة "أعماق" تدمير ثلاثة سيارات رباعية الدفع لقوات النظام في منطقة الدوة غربي مدينة تدمر إثر استهدافها بصاروخ موجه.

يأتي ذلك بعد يومين من تفجير أحد عناصر التنظيم نفسه وسط تجمّع لقوات "مغاوير البحر" في منطقة الدوة غربي تدمر، ما أسفر عن مقتل وإصابة 70 عنصرا من النظام بالتفجير، أعلن التنظيم تدمير عدد من آليات النظام في المنطقة ذاتها.


ونشر التنظيم صورا تظهر جثثا لعناصر من قوات النظام بجانب آليات معطوبة بالكامل، كما نشر صورا أخرى تظهر صد مقاتليه لهجمة قوات النظام بأسلحة مختلفة.

وأكدت شبكة "الدرر الشامية"، المقربة من المعارضة السورية المسلحة، تقدم قوات النظام عبر مليشياته التي تقاتل في شرق حمص التقدم على مشارف مدينة تدمر والسيطرة على عدة نقاط.

ولفتت الشبكة إلى أن قوات الأسد والميليشيات التي تساندها استطاعت مساء الأربعاء التقدم من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة والسيطرة على القصر القطري ومنطقة المثلث "تحويلة طرق تدمر حمص دمشق" وعدة نقاط محيطة بجبل "هيان".

وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قالت إن قوات النظام تقدّمت على عدة محاور في تدمر، مشيرة إلى أن النظام يسعى خلال الفترة القادمة لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر بالكامل بعد 11 شهرا من سيطرة التنظيم عليها.

وأفادت "سانا" أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها سيطرت على جبل الهيال ومثلث تدمر الاستراتيجي، وعلى مناطق أخرى من الجهتين الغربية والجنوبية للمدينة.

"سانا" نقلت عن مصدر عسكري قوله إن "الجيش -بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية- أحكم سيطرته الكاملة على السفوح الشمالية والغربية لجبل الطار غرب قلعة تدمر بنحو 3 كم، بعد تكبيد تنظيم داعش خسائر فادحة بالعتاد والإرهابيين".

كما قالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن طيران الجيش السوري دمّر آليات لتنظيم الدولة على طرق تدمر - السخنة، في حين ذكر ناشطون أن الطيران الروسي وحده من يقوم بتلك الغارات.

ووفقا لـ"سانا"، فإن جيش النظام دمّر أيضا آليات ومقرات لتنظيم الدولة في منطقة سد وادي أبيض، وغرب حقل شاعر بريف تدمر، وفي قرية أم صهيريج شرق مدينة حمص.

"شبكة سوريا مباشر" الإخبارية، كشفت بدورها أن بارجات روسية شاركت بقصف تدمر بصواريخ "كاليبر" البالستية.

فيما قالت قناة "أورينت" الإخبارية إن "الطيران الروسي شنّ أكثر من 100 غارة جوية خلال 24 ساعة الماضية، استهدفت الطريق الواصل بين مدن تدمر والسخنة والرقة".

وأوضحت القناة أن الطيران الروسي ألقى قنابل عنقودية على مناطق "وادي الأحمر"، "حي المتقاعدين"، و"العامرية" في مدينة تدمر، ما أسفر عن مقل مدنيين، وإلحاق أضرار بالغة بالمباني.

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال، الأربعاء، إن "المعارك وصلت إلى محيط مدينة القريتين الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة".

وبحسب المرصد، فإن "تنظيم الدولة زرع كميات كبيرة من الألغام في محيط تدمر ومعظم أحيائها، في محاولة لتأخير دخول قوات النظام إلى المدينة".

"الدولة" يدعو المدنيين لمغادرة تدمر

من جانبه، دعا تنظيم الدولة الخميس حوالي 15 ألف مدني في مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، إلى مغادرتها مع احتدام المعارك مع قوات النظام عند مداخلها الغربية، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.  

ومع اقتراب الجيش السوري من المدينة، فقد دعا تنظيم الدولة وفق المرصد السوري، "عبر مكبرات الصوت من تبقى من المدنيين في المدينة إلى الخروج منها نتيجة وصول الاشتباكات إلى تخومها".

وبحسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، فقد بقي 15 ألف مدني في تدمر من أصل 70 ألف نسمة قبل سيطرة تنظيم الدولة عليها.

وأوضح عبد الرحمن: "فر غالبية السكان، ولم يبق إلا الفقراء منهم".

ووفق المرصد، فقد عمد تنظيم الدولة إلى "زرع كميات كبيرة من الألغام في محيط المدينة ومعظم أحيائها في محاولة لتأخير دخول قوات النظام إليها".

وتتواصل الاشتباكات العنيفة عند مداخل المدينة الغربية يرافقها قصف مكثف من الطائرات الحربية الروسية والسورية. 

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة واصلت تقدمها باتجاه مدينة تدمر بعد إحكامها السيطرة على جبل الطار غربي المدينة".

وقطع الجيش السوري الأربعاء، إحدى طرق إمدادات تنظيم الدولة من المناطق الجنوبية الغربية إلى المدينة.

وتعد معركة تدمر وفق عبد الرحمن "حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية من تنظيم الدولة، وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا"، أي مساحة تصل إلى ثلاثين ألف كيلومتر مربع.

ويسيطر تنظيم الدولة على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ أيار/ مايو 2015.

وكانت وسائل إعلام معارضة للنظام السوري أشارت إلى أن موجة نزوح تشهدها مدينة السخنة شرقي تدمر، بعدما تعرّضت لقصف عنيف من قبل الطيران الروسي.

وكانت وزارة الدفاع الروسية ذكرت أن "استعادة السيطرة على مدينة تدمر من شأنه فتح الطريق نحو دير الزور والرقة، ويهيئ الظروف للسيطرة على حدود العراق".

وجددت الوزارة في بيان لها التأکيد على إبقاء عدد كاف من القوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين.

يذكر بأن مدينة تدمر تتعرض لقصف جوي مدفعي عنيف حيث وثقت تنسيقية المدينة 900 غارة جوية استهدفتها خلال أسبوعين فقط.













































التعليقات (0)