بوتين: سنصفي مسقطي الطائرة بسيناء.. وشكري: لسنا مذنبين
القاهرة- عربي21- حسن شراقي15-Mar-1611:30 AM
0
شارك
بوتين وجه بتصفيه مسقطي الطائرة الروسية في سيناء- أرشيفية
استبق الكرملين زيارة يقوم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، بتأكيده مساء الاثنين، أن تكليف الرئيس فلاديمير بوتين بتصفية المتورطين في إسقاط الطائرة الروسية بسيناء المصرية "غير محدود الزمن"، ما اعتبر، بحسب مراقبين، صفعة إلى رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في توقيت مقصود، برغم تودده الدائم إلى روسيا.
فقد أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، أن تكليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقضاء على المتورطين في تفجير الطائرة الروسية في سيناء "غير محدود الزمن".
وقال بيسكوف - في حديث للصحفيين - إن الرئيس بوتين أمر بعد مأساة طائرة الركاب الروسية في سيناء نتيجة عمل إرهابي في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بالعثور على الإرهابيين أينما كانوا، والقضاء عليهم، بحسب "روسيا اليوم".
وأشار بيسكوف إلى أن هذا الأمر "ليس محدودا زمنيا، ولا جغرافيا، ويعد هذا القرار أمرا عاملا للقائد الأعلى للقوات الروسية"، على حد تعبيره.
شكري في موسكو: لسنا مذنبين
في السياق نفسه، يتوجه وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الروسية موسكو، اليوم الثلاثاء، في زيارة تستغرق يوما واحدا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، إن "شكري سيجري فيها لقاءات مع رئيس مجلس الدوما "البرلمان"، ووزير الخارجية سيرجى لافروف، ووزير الصناعة والتجارة رئيس الجانب الروسي في اللجنة المصرية الروسية المشتركة".
واستبق شكري زيارته إلى موسكو، الاثنين، فقال - في مقابلة مع وكالة "نوفستي" الروسية للأنباء - إن مصر لا تعتبر نفسها مذنبة في تحطم الطائرة الروسية (A321) في سماء سيناء.
وأضاف: "نحن ضحية لهذه المأساة، وأحيانا نشعر بأنهم ينظرون إلينا كما لو أننا مذنبون، لكن في الحقيقة هذا ليس خطأنا، ومن الضروري أن تتخذ التدابير اللازمة من أجل تحديد سبب تحطم الطائرة، ومع ذلك لا نجلس مكتوفي الأيدي، ونعمل على ضمان الإجراءات الأمنية لطمأنة السياح".
وأردف بأن التحقيقات في تحطم الطائرة لم تكتمل بعد، وأن هناك العديد من الاحتمالات المختلفة، بما في ذلك "هجوم إرهابي".
وشدد على أن "التحقيقات جارية، ويجب ألا نتعجل قبل الإعلان عن نتائج التحقيق".
وأشار إلى أن مصر بدأت بالفعل في تنفيذ الإجراءات الأمنية الجديدة التي يوصي بها الخبراء الروس في مطار القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.
ومن جانبه أكد وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، الاثنين، أن روسيا لن تتأخر في استئناف حركة النقل الجوي مع مصر، عندما يكون كل شيء على ما يرام، مشيرا إلى أن موسكو سترسل خبراء إلى مصر لمراجعة إجراءات الأمان بمطاراتها.
وقال سوكولوف تعليقا على تصريحات شكري، إن مصر تنفذ بالفعل توصيات الخبراء الروس في مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، و"لم نتلق مثل هذه المعلومات الرسمية من سلطات الطيران المصرية بعد".
وأضاف أنه "بمجرد حصولنا على إخطار رسمي بوفاء سلطات الطيران المصرية بكل مطالب الجانب الروسي فيما يتعلق بأمان الطيران، سنرسل إلى هناك وفدا سيراجع الوفاء بهذه المطالب، وإذا كان كل شيء على ما يرام، فلن نتأخر في استئناف حركة النقل الجوي مع مصر".
الزيارة تتزامن مع الانسحاب الروسي من سوريا
إلى ذلك ذكرت تقارير إعلامية أن زيارة وزير الخارجية المصرية إلى روسيا تأتي في وقت حرج، إذ تتزامن مع القرار الروسي ببدء سحب القوات الروسية من سوريا.
ورجح مراقبون أن تضغط القاهرة من أجل "فرملة" تنفيذ هذا القرار ما أمكن، مشيرين إلى أن الزيارة ستشهد أيضا بحث قضايا ذات اهتمام مشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والقضية الفلسطينية وجهود مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي.
وتبحث الزيارة استئناف حركة الطيران بين روسيا ومصر، ومتابعة بناء المحطة النووية في الضبعة، ونتائج اجتماعات الدورة العاشرة للجنة المصرية الروسية المشتركة بالقاهرة، في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، وما تمخض عنها من اتفاقيات في الصناعة والاستثمار والطيران، والتعاون في المجال العسكري والأمني ومكافحة "الإرهاب".
احتمال قائم بالتدخل الروسي في سيناء
ويذكر أن سقوط الطائرة الروسية أودى بحياة 224 شخصا كانوا على متنها.
وقال السيسي - في خطابه بمؤتمر "رؤية مصر 2030" - إن من أسقط الطائرة الروسية في سيناء كان يهدف إلي إفساد العلاقات مع روسيا ودول أخرى، ما اعتبر اعترافا ضمنيا منه بإسقاط الطائرة بعمل إرهابي، وهو ما يصر عليه الروس.
ومن جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب يفجيني إليين، في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أن المخابرات الروسية لم تؤكد المعلومات التي نشرت في وسائل الإعلام الروسية حول تحديد هوية مفجري الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء.
وكانت وزارة الخارجية الروسية صرحت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 بحق بلادها في الدفاع عن نفسها استنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في أعقاب تفجير الطائرة الروسية A321 في سيناء، ما أثار التكهنات بشأن احتمال التدخل العسكري الروسي في سيناء تحت مظلة ملاحقة تنظيم الدولة "داعش"، الذي أعلن مسؤوليته عن تفجير الطائرة.