روت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، قصة 10 أشقاء سوريين قاتلوا مع ثوار المعارضة، وتفاصيل مثيرة بعد انضمامهم إلى الكتائب المقاتلة ضد نظام بشار الأسد، إلا أنها قالت إن حكايتهم انتهت بأنهم "أصبحوا مخدوعين ومتفرقين".
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته "
عربي21"، فقد كانت بداية هؤلاء الأشقاء من محافظة إدلب، إذ سارعوا هناك للانضمام إلى الفصائل العسكرية التي شكلها الثوار في
سوريا، للإطاحة بالنظام السوري، "مندفعين بالحماسة التي شهدتها بدايات الثورة، وقناعتهم بأنها الطريق لإزاحة النظام، وإعادة تشكيل الدولة السورية".
وقالت إنهم كانوا يعتقدون حينها بأن الإطاحة بالأسد ستؤدي إلى إعادة تقويم السلطة في سوريا، تتويجا للتيار الشعبي الذي خرج في بداية
الثورة السورية، الذي كان واضحا في شوارع درعا في أوائل عام 2011.
وتابعت بأن الأمور بالنسبة للأشقاء العشرة "كانت أكثر بساطة في ذلك الوقت، إلا أن تطورات الأزمة السورية جعلتهم لا يعرفون جيدا العدو من الصديق"، معتبرة أن هذه كانت الانعطافة الرئيسة للوضع في سوريا، بعدما تحولت الثورة عن طريقها بدخول تنظيم الدولة إلى الساحة، ثم دخول
روسيا، بحسب الصحيفة.
ووفقا للصحيفة، فقد تسللت خيبة الأمل ببطء إلى الأشقاء، وكان ذلك بسبب عوامل عدة. وبدأ ذلك مع إدراك أن خطوط الجبهة التي كانت قد ظهرت بدأت هشة وديناميكية في وقت مبكر من عام 2013، لتصبح بعد ذلك راكدة في وقت لاحق من ذلك العام.
وأوردت "الغارديان" أن الأشقاء توجهوا بعد ذلك إلى حلب ثاني أكبر مدن سوريا، ومركزها التجاري، للانضمام للفصائل الثورية المقاتلة هناك، ثم تحوّل بهم الأمر تدريجيا إلى أماكن شتى، بعدما شعروا بخيبة الأمل.
ونقلت الصحيفة عن أحدهم ويدعى رضا، حديثه عن موقف تعرّض له بصحبة خمسة من أشقائه، حين اعتقلتهم مجموعة مسلحة، وأخذت منهم أسلحتهم الشخصية، وكان يبدو أنهم سيقدمون على عمل شيء ما بشكل عنيف، لكنهم تراجعوا بعدما تأكدوا من هويتهم، وأنهم من إدلب، وأن لهم الكثير من الأشقاء وأبناء العمومة القادرين على الثأر، فتركوهم يرحلون.
وسردت الصحيفة ما وصل إليه حال الأشقاء في محطة رحلتهم الأخيرة؛ أنه بقي منهم ثلاثة أشقاء فقط على الساحة السورية حتى الآن، وذلك بعد مرور خمس سنوات على انطلاقة الثورة.
وأوضحت أن اثنين منهم يعملان في مركز طبي ميداني، والثالث يقاتل على إحدى الجبهات مع فصائل الثورة، بينما قتل أحدهم.. أما الستة الباقون، فنزحوا إلى أماكن مختلفة، ومنهم رضا الذي تحوّل إلى لاجئ في ألمانيا.
ونقلت الصحيفة كذلك عن رأفت، وهو أحد الأشقاء العشرة، قوله إنه لا يزال في حلب، لكنه فقد أمله في أن يرى أهداف الحرب قد تحققت، مضيفا أنه "بات من الصعب جدا الآن أن نرى ذلك.. خصوصا منذ تدخل الروس" في سوريا.