لم تكد الذكرى الأربعون لمقتل الشاب الإيطالي "
جوليو ريجيني" تمر، وأصابع الاتهام تشير بقوة إلى قيام
الشرطة المصرية بتعذيبه لدرجة القتل، حتى كُشف النقاب عن قيام الشرطة المصرية بتعذيب مواطن مصري حاصل على الجنسية
الألمانية، في قسم العامرية بالإسكندرية، مما يهدد حياته بالخطر.
وتقدم المحامي عامر رمضان وكيلا عن "
صفوت كرم نسيم"، ألماني الجنسية، ويحمل جواز رقم "cg6j11hvm"؛ بتظلم إلى المحامي العام لنيابات غرب الإسكندرية برقم 98 لسنة 2016، ذكر فيه أن رئيس مباحث قسم العامرية أول بالإسكندرية، خالد السقا، قام باحتجاز نسيم لمدة ستة أيام دون وجه حق، بعد قرار النيابة بالإفراج عنه، مما تسبب في تدهور حالته الصحية.
وأشار البلاغ إلى أن "نسيم" مريض بنسبة عجز 100%، ومعه ما يدل على ذلك من ألمانيا، كما أنه يتقاضى معاشا مقابل ذلك من ألمانيا.
وشكا المحامي من أن رئيس مباحث القسم لم يعر "نسيم" أي اهتمام خاصة عند طلب الأدوية والعلاجات الخاصة بأمراضه المزمنة، التي يحتاج إليها يوميا، بأمر الأطباء، مما كاد يودي بحياته، وعندما قام نسيم بتحرير محضر بالواقعة تم حفظه، وعند التظلم عادت الأوراق من جديد إلى وكيل النيابة الذي حفظها بعد أن طلب التحريات من المشكو في حقه، عن نفسه!
وكشف المحامي رمضان أن الأسباب التي أدت إلى تظلمه، هي عدم إرسال النيابة الأوراق لطلب تحريات الأمن العام، والاكتفاء بتحريات المشكو في حقه، وكذلك عدم سؤال النيابة المشكو في حقه كأنه شخص لا تنطبق عليه القوانين، وأيضا عدم استعلام النيابة من الأمن الوطني، الذي عرض عليه "نسيم" تاريخ عرضه عليه، وهو ما يؤكد احتجازه دون إذن من النيابة.
وأضاف المحامي أنه بعد صدور قرار النيابة بالإفراج عن "نسيم"، التمس من المحامي العام التحقيق في الموضوع عن طريق نيابة غرب الإسكندرية أو عن طريق قاضي تحقيق مستقل، وعدم إرسال الأوراق إلى نيابة العامرية مرة أخرى، لمعرفته المسبقة بقرار النيابة من الآن، إذ إنها تطمئن إلى تحريات المشكو في حقه عن نفسه، مما يخرجها من منزلة الحكم إلى منزلة الخصم.
هذا، ولم يتم تصعيد الموضوع إعلاميا حتى الآن، ولا يعرف موقف السفارة الألمانية منه، إلا أن مصادر أكدت أن الموضوع مرشح للانتشار بقوة في الفترة المقبلة، لاسيما مع إصرار "نسيم" على الشكوى للمحامي العام الذي تتبعه النيابة التي تحابي ضابط الشرطة الذي قام باحتجازه وتعذيبه، ومنع الدواء عنه، بدون وجه حق.
وكان التقرير المبدئي للمعمل الجنائي حول مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني؛ أكد أن الوفاة كانت بسبب
التعذيب، وذلك بعد اختفاء ريجيني بالقرب من ميدان التحرير مساء 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، وانتشار المعلومات حول كونه ناشطا سياسيا، وأنه أرسل، تحت اسم مستعار، مقالات لصحيفة إيطالية تنتقد السلطات بمصر، مما عزز فرضية اعتقاله وتعذيبه من قبل قوات الشرطة المصرية مع وجود شواهد قوية على ذلك.