سياسة عربية

بعد وصول جثث قتلى للنظام بحلب: أين أبناء المتنفذين؟

يشكو الأهالي من أن أبناء العائلات المتنفذة يتسلمون الحواجز بينما يُرسل الآخرون للجبهات الساخنة - أرشيفية
يشكو الأهالي من أن أبناء العائلات المتنفذة يتسلمون الحواجز بينما يُرسل الآخرون للجبهات الساخنة - أرشيفية
أثار وصول جثامين العشرات من قتلى قوات النظام إلى مدينة حلب في اليومين الأخيرين، بعدما قتلوا في معارك ضد تنظيم الدولة في محيط بلدة خناصر، جنوب شرق حلب، موجة غضب عارمة وانتقادات حادة بين الأهالي الذين اعتبروا أن من يحمي المدينة هم من أبناء العائلات الفقيرة فقط.

وبحسب نشطاء في المدينة، فقد عبر الأهالي عن استيائهم من امتناع العائلات الكبيرة والغنية عن إرسال أبنائها إلى ساحات المعارك ضد التنظيم، مستغربين في الوقت ذاته من تسلط هذه العائلات على مقدرات الأهالي، بذريعة حماية المدينة، تحت مسمى "اللجان الشعبية".

وذكر مصدر محلي في المدينة أن أغلب قتلى النظام هم عناصر من أبناء المدينة تم تجنيدهم قسرا من قبل النظام، وذلك بعد اعتقالهم على الحواجز العسكرية التي تنتشر في المدينة.

وقال المصدر لـ"عربي21" إن العائلات الغنية تتحايل على قوانين التجنيد الإجباري التي يطبقها النظام، وذلك من خلال انخراط أبنائها في صفوف مليشيات "اللجان الشعبية" المنتشرة في المدينة، بدلا من إرسالهم إلى الجبهات.

وتساءل المصدر، في حديث لـ"عربي21" عن سبب عدم وجود قتلى من عائلات نافذة في المدينة، مثل عائلة سامي أوبري الذي يقود ما يسمى "مركز الدفاع الوطني" في حلب، إضافة إلى عائلات أخرى "لا عمل لها إلا مضايقة الأهالي"، وفق قوله.

و بحسب مصادر إعلامية محسوبة على النظام، فقد بلغ عدد قتلى النظام الذين وصلوا للمدينة منذ الإعلان، في 22شباط/ فبراير الجاري، عن قطع طريق "خناصر- حلب"، إلى 31 قتيلا.

الراتب الشهري مقابل التجنيد

من جانب آخر، تم الإعلان في المدينة مؤخرا عن تخريج 398 متدربا في ما يسمى "فصائل الحماية الذاتية"، وهي الدفعة الثالثة من نوعها في غضون شهر واحد، التي يتم من خلالها تدريب المدنيين في المدينة على حمل السلاح، ليكونوا قادرين على حمل السلاح، حتى يتم استخدامهم كعناصر تثبيت في المناطق التي تتقدم إليها قوات النظام.

وأكد الناشط الإعلامي أبو محمود الناصر أن غالبية هؤلاء المتدربين هم من الموظفين المدنيين، مشيرا إلى التحاقهم بالدورات العسكرية؛ خوفا من انقطاع رواتبهم في حال تخلفهم عنها، كما قال.

ولم يستبعد الناصر، خلال حديثه لـ"عربي21"، إرسال هؤلاء من قبل النظام إلى مناطق الاشتباك في حال كان مضطرا لذلك، رغم أنه "لا يتم تدريب هؤلاء إلا على حمل السلاح الخفيف، أي المسدس وما شابه، بالتالي ليست هذه الحركة إلا عبارة عن تلميع لصورة القادة في المدينة لدى النظام السوري، وذلك بعد كثرة الشكاوي من المواطنين على فسادهم"، وفق قوله.
التعليقات (0)