أعلن كبار مسؤولي اللجنة الشرعية في كتيبة "جند الأقصى" انشقاقهم وانضمامهم إلى تنظيم جبهة النصرة.

وعبر بيان اطلعت عليه "عربي21"، أوضح عدد من الشرعيين والعسكريين أن انشقاقهم يأتي "استجابة لأمر الله بالتوحد ورص الصفوف"، وذلك عقب انشقاق مسؤولي اللجنة الشرعية بفترة وجيزة.

وكان "أبو شيماء سهل، وأبو عبد الرحمن المكي، وأبو ماهر"، وهم مسؤولو اللجنة الشرعية في "جند الأقصى"، أعلنوا بداية شباط/ فبراير الجاري انشقاقهم عن جند الأقصى، لعدة أسباب.

وبرز من بين المنشقين الجدد الشرعي "أبو شيخة"، وهو من أعضاء رابطة أهل العلم في الشام،  إضافة إلى "أبو تراب الشرعي"، مسؤول معهد حماة، و"أبو حمزة اليمني"، القائد العسكري في إدلب.

ونقل الناشط إسماعيل كلّم "أبو محمود الفلسطيني"، المقرب من رموز وقادة التيار الجهادي، بعض الأسباب التي دفعت شرعيي الجند للانشقاق.

وأوضح "أبو محمود الفلسطيني" أن "قيادة جند الأقصى المستبدة نزعت الصلاحيات من اللجنة الشرعية، وراوغت وسوّفت في مسألة الاندماج مع جبهة النصرة، ورفضت القضاء على الفساد".

اقرأ أيضا: باحث شرعي سعودي يكتب: هذه حقيقة "جند الأقصى"

فيما قال الحساب الجهادي "أبو عبد الكريم الغربي" إن "قيادة جند الأقصى مخترقة من قبل الغلاة، واندفعت نحو التصادم مع الفصائل الأخرى، إضافة لإغلاقها المعاهد الشرعية، وفصل الشرعيين".

ومما ساهم في انشقاق عدد كبير من عناصر "جند الأقصى"، قبل يومين، وقوف رموز التيار السلفي الجهادي مثل "أبو محمد المقدسي"، و"أبو قتادة الفلسطيني"، في صف مسؤولي اللجنة الشرعية المنشقين.

"أبو محمود الفلسطيني" قال إن قرابة 400 عنصر من "جند الأقصى" انشقوا وانضموا لـ"جبهة النصرة"، وهو ما يشكل نسبة 40 في المئة من عناصر الجند الذين يضاهي عددهم الألف، قبل الانشقاق الأخير.

ويُتوقع أن الانشقاق الكبير في صفوف "جند الأقصى" قد يدفع بقيادة الكتيبة إلى حل نفسها، ودمج ما تبقى من العناصر مع كيان آخر، ربما تنظيم الدولة.

فيما يقول ناشطون إن "الجند قد تستغل مصادر تمويلها في استقطاب مقاتلين جدد، في ظل الأزمة المالية التي يمر بها عدد من الفصائل السورية".

ورغم نفيها التهم الموجهة لها بالميل إلى تنظيم الدولة، وإطرائها الشديد على تنظيم القاعدة، واعتبار زعيمه أيمن الظواهري شيخا لهم، إلا أن "جند الأقصى" تركت العمل مع غرفة عمليات "جيش الفتح"، ورفضت قتال تنظيم الدولة ما لم يقاتلهم الأخير.

اقرأ أيضا: "جند الأقصى" يكشف دوافع خروجه من "الفتح" وموقفه من "الدولة"

ووفقا لمصدر في التيار الجهادي، فإن "الشرعيين الذين تركوا الجند وانضموا إلى النصرة، اشترطوا ألّا يتم إجبارهم على المشاركة في قتال تنظيم الدولة قتال طلب، وأبدوا استعدادهم التام لقتاله قتال دفع للصائل".

ومع أن "جند الأقصى" تشارك باستمرار في القتال ضد النظام السوري، إلا أن ناشطين جهاديين يتهمونها بالتقاعس عن القتال، خاصة في ريف حماة، وهو ما دفع ببعض عناصرها لعدم إطاعة الأوامر، والاندفاع نحو الجبهات.

ويتهم جهاديون كلا من "أبو ذر الجزراوي" و"أبو أحمد القطري" بتوجيه "جند الأقصى" بحسب رغباتهما، وأنهما يميلان فكريا وعاطفيا نحو تنظيم الدولة.

حيث يُعد "الجزراوي"، الأمير الفعلي في الكتيبة، بينما يشغل "أبو أحمد القطري"، منصب المسؤول المالي في الجند.

اقرأ أيضا: شرعي في "الدولة": 50 مقاتلا من جند الأقصى وصلوا الرقة

يذكر أن علاقة "جند الأقصى" ببقية الفصائل توترت بعد الانسحاب من "جيش الفتح"، وتورط العديد من عناصرها في المشاركة باغتيالات قادة من الفصائل الأخرى، بالتنسيق مع تنظيم الدولة، أبرزهم مازن قسّوم، القيادي في فيلق الشام.

ويتركز تواجد كتيبة "جند الأقصى" في ريف حماة ومدينة إدلب، ويتميز مقاتلوها بصلابتهم في القتال، وفقا لناشطين.

وكان القيادي المفصول من تنظيم جبهة النصرة، صالح الحموي، الملقب بـ"أس الصراع في الشام"، أوضح في وقت سابق أن 60 بالمئة من عناصر "جند الأقصى" مبايعون لتنظيم الدولة بالسر، بينما قال إن 30 بالمئة من الفصيل ذاته يرون أن تنظيم الدولة "إخوان لهم يجب نصرتهم"، وفقا له.

وازدادت التكهنات حول مستقبل "جند الأقصى" في الآونة الأخيرة، لا سيّما بعد تخوينها لكافة الفصائل المشاركة في "مؤتمر الرياض".

اقرأ أيضا: "جند الأقصى" تخوّن الفصائل المشاركة بمؤتمر الرياض (تسجيل)

يشار إلى أن كتيبة "جند الأقصى" تأسست أواخر عام 2013 على يد الشيخ محمد العثامنة (فلسطيني الأصل)، الملقب بـ"أبو عبد العزيز القطري"؛ نظرا لإقامته الطويلة في قطر.

وجاء تأسيس الكتيبة لرغبة "أبو عبد العزيز القطري" بالابتعاد عن المشاحنات بين "النصرة" وتنظيم الدولة حينها، حيث كان يحظى بعلاقة جيّدة مع الطرفين، كما يُقال إنه من مؤسسي "جبهة النصرة".

شارك "القطري" في حرب أفغانستان، والشيشان، والعراق، وتعرض للاعتقال عدة مرات، قبل أن يكون من أوائل المقاتلين العرب المشاركين في الثورة السورية، هو وابنه "أبو تراب" الذي قُتل نهاية العام 2012 في المعارك ضد النظام.

وتعرّف "أبو عبد العزيز القطري" خلال رحلته الطويلة على الشيخ أسامة بن لادن، والدكتور أيمن الظواهري، وأبي مصعب الزرقاوي، وغيرهم.

ويرى مراقبون أن "جند الأقصى" بدّلت نهجها بالكامل بعد اختفاء "أبو عبد العزيز القطري"، مطلع العام 2014، حيث ظل مختفيا ثمانية شهور، إلى أن عُثر على جثته في بئر، وتبين أن فصيل جبهة ثوار سوريا، بقيادة جمال معروف، هو من قتله.

اقرأ أيضا: فيديو لـ"أبو عبدالعزيز القطري" يكشف "كذب" العدناني