مقالات مختارة

القيق.. حرا أو شهيدا

سمير الحجاوي
1300x600
1300x600
يواصل الصحفي الفلسطيني محمد القيق إضرابه عن الطعام للشهر الثالث على التوالي "87 يوما حتى الآن"، احتجاجا على قرار اعتقال الإداري، رافعا شعار "الحرية أو الشهادة" في مواجهة سدنة الصهيونية الإسرائيلية اليهودية، رغم تدهور حالته الصحية بشكل كبير جدا، حيث بدأ يعاني من ضيق وصعوبة في التنفس وصعوبة في النطق وضعف النظر بسبب الهزال الشديد الناجم عن إضرابه عن الطعام.

الصحفي الفلسطيني الأسير محمد القيق يعبر عن الحالة المتردية التي تعامل بها سلطات الاحتلال الصهيوني الشعب الفلسطيني وخاصة نخبة المثقفة، لأن هذا العدو الصهيوني يصر على قتل الشعب الفلسطيني واجتثاثه واقتلاعه من أرضه وتاريخه وهويته.. وهو يعبر عن حالة التحدي والصمود في مواجهة هذا العدو الصهيوني الإسرائيلي اليهودي الذي يطبق نفس الأساليب النازية البربرية، وكل النهج الستاليني الإقصائي، وهمجية بشار الأسد والسيسي الدموية، فهم جميعا ينتمون إلى نفس المدرسة التي تعيش على الدم والاعتقال والتعذيب والقتل.

محمد القيق يمثل الآن "أيقونة" الفعل الفلسطيني المقاوم في وجه هذا الاحتلال، وهي أيقونة تتمدد يوميا وتنتشر وتتسع، فهناك 6000 أسير فلسطيني في معتقلات الكيان الإسرائيلي النازية الستالينية الأسدية السيساوية"، فعل مقاوم انضم إليه عدد كبير من الأسرى ومن الفلسطينيين الذين يرابطون باستمرار أمام مستشفى العفولة الإسرائيلي حيث يحتجز الأسير الصحفي محمد القيق.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي والتي تربت وترعرعت على الحقد والكراهية والبطش، لا تعرف الإنسانية، وهي تفتقر للأخلاق والضمير والحس والشعور، وتعامل الأسرى بوصفهم رهائن، وتقوم باعتقال المتضامنين مع الأسير القيق وتهدد حنين الزعبي، عضو الكنيست الإسرائيلي وتجبرها على مغادرة المستشفى الذي يتواجد فيه القيق. فهذا الاحتلال يريد أن يهزم الفلسطيني نفسيا ومعنويا وجسديا وتاريخيا، وهو ما لا يقدر عليه بسبب صمود وتحدي الأسرى الفلسطينيين ومن بينهم الأسير الصحفي القيق، ومن خلفهم الشعب الفلسطيني كله، في فلسطين المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة وفي المهاجر في كل أنحاء الدنيا.

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة "انتفاضة السكاكين" دخلت الآن شهرها الخامس، رغم محاولة سلطة محمود عباس ميرزا، القضاء عليها بالتعاون مع الاحتلال، إلا أن سلطات الاحتلال أيقنت أن هذه الانتفاضة التي تصر سلطة عباس ميرزا على تسميتها "هبة" غير قابلة للهزيمة والانطفاء، فهي تزداد ضراوة وتصميما يوما بعد يوم.

المخزي والعار الذي ترتكبه سلطة عباس ميرزا ربيبة الاحتلال الإسرائيلي أنها تزيد من وتيرة التنسيق الأمني، فقد أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية "أن هذه الاجتماعات الأمنية لن تتوقف وتطلب تكثيفها، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" وموقع "والا" الإسرائيليان، في تقريرين منفصلين لهما".. هذا "التنسيق الأمني المقدس" كما وصفه عباس ميرزا ذات يوم.

حياة الصحفي محمد القيق وحياة 6000 أسير فلسطيني، وحياة 1.8 مليون فلسطيني محاصر في قطاع غزة، أهم وأغلى من سلطة عباس وتنسيقه الأمني ووزرائه الوهميين وأجهزته التي تحولت إلى أدوات في آلة الاحتلال العسكرية الأمنية. 

العدو الإسرائيلي الصهيوني اليهودي هو عدو وجودي للشعب الفلسطيني وهو نقيض لهذا الشعب، وهو عدو وجودي للأمة العربية والإسلام، وهو يحظى بدعم أمريكا وروسيا وأوروبا والغرب، ولذلك لا يمكن أن نتوقع منه أن يكون رحيما بالشعب الفلسطيني وأسراه.

الأسير الصحفي الفلسطيني محمد القيق، بطل بكل ما في الكلمة من معنى، لأنه صنع نموذجا جديدا من نماذج التحدي الفلسطينية، وهو تحد وضعه على حافة الخطر بعد تدهور وضعه الصحي بشكل شديد، وهذا يوجب علينا كلنا التحرك من أجل نصرته ومساندته والضغط بكل السبل لإطلاق سراحه وسراح كل الأسرى الفلسطينيين.

عن صحيفة الشرق القطرية
0
التعليقات (0)