قتل منذ اندلاع الأزمة السورية قبل نحو خمس سنوات، أكثر من 470 ألف شخص، وذلك وفق إحصائية نشرها المركز السوري لبحوث السياسات، الذي نقلت عنه صحيفة "الغادريان" البريطانية إشارته إلى أن 70 ألفا منهم قضوا بسبب نقص الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية.
ونقلت الصحيفة عن المركز السوري، قوله إن هذا العدد إضافة إلى عدد المصابين يمثل 11 في المئة من السكان في
سوريا.
وقالت الصحيفة إن نحو 400 ألف من القتلى لقوا حتفهم بسبب العنف بطريق مباشر.
ولفتت إلى أن 1.9 مليون شخص أصيبوا. وتراجع متوسط الأعمار المتوقع من 70 عاما في 2010 إلى 55.4 عام في 2015.
وقالت الصحيفة إن مجمل الخسائر الاقتصادية يقدر بنحو 255 مليار دولار.
وقدّرت الدراسة خسائر الاقتصاد السوري بحوالي 255 مليار دولار أمريكي.
وتزامن صدور التقرير مع الكارثة الإنسانية المتوقعة بسبب
حصار القوات التابعة للنظام والمليشيات الإيرانية المتحالفة معها بوجود الدعم الروسي الجوي، لمدينة حلب، وقطع خطوط الإمدادات عن المقاتلين في شرقي المدينة.
وقدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء، عدد السكان الذي فروا من المعارك بحوالي 50 ألف شخص، وهم بحاجة ماسة لمواد غذائية ومياه شرب صحية.
من جهته، رأى محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان" إيان بلاك، أن المحادثات اليوم بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في ميونخ، ستكون محط اهتمام المراقبين، لرؤية تغير في الموقف الروسي.
ونقل بلاك ما قاله المتحدث باسم المعارضة السورية سليم المصلت، من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيده وقف الهجمات الروسية "إن كان مستعدا لإنقاذ أطفالنا".
وقال المصلت، إنه "حان الوقت لقول (لا) لهذه الهجمات على سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن مقر المركز السوري للدراسات ظل حتى وقت قريب في دمشق، حيث قام التقرير الأول على دراسات ميدانية في الداخل.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد أرسلت موسكو رسالة إلى واشنطن تقترح فيها وقف الغارات مع حلول الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.
من جانبه، قال
الكرملين، الخميس، إن المناقشات بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا لا تزال مستمرة، وإنه لا يوجد إجماع على حل للأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عندما سئل عما إذا كانت روسيا اقترحت الأول من آذار/ مارس موعدا لبدء سريان وقف إطلاق النار: "العملية هشة للغاية، والمناقشات مستمرة. لا يمكن الحديث عن إجماع في عملية البحث عن تسوية في سوريا".
وقال مسؤول غربي، إن روسيا قدمت اقتراحا لبدء وقف لإطلاق النار في سوريا يوم الأول من آذار/ مارس، لكن المسؤول قال إنه لم يتم التوصل لاتفاق بشأن المقترح الروسي.
مطالب إنسانية بوقف القتال "فورا"
في سياق متصل، طالبت 160 منظمة إنسانية، الخميس، بوقف القتال بشكل فوري بين الأطراف المتنازعة في سوريا، والوصول غير المشروط دون عوائق إلى جميع المدن والبلدات السورية، لتقديم الإغاثة المنقذة للحياة، للمتضررين من تفاقم العنف في البلاد.
وفي بيان مشترك أصدرته، قالت المنظمات الإنسانية، إن "ما يقرب من نصف مليون شخص محاصرون ومعزولون عن المساعدات الإنسانية في أنحاء سوريا".
وأضافت أنه "يجب تحقيق أربعة إجراءات عاجلة وأساسية، وهي وقف إطلاق النار، وحرية الحركة لجميع المدنيين، والرفع الفوري للحصار عن جميع المناطق السورية من قبل جميع الأطراف، والوصول المستدام من أجل إغاثة عاجلة لجميع المحتاجين داخل سوريا، ووضع حد للهجمات على البنية التحتية المدنية".
ووجهت المنظمات، في بيانها، نداء عاجلا إلى العالم، قالت فيه: "باسم إنسانيتنا المشتركة. من أجل الملايين من الأبرياء الذين سبق لهم أن عانوا كثيرا، فإننا ندعو إلى العمل الآن على تحقيق الإجراءات سابقة الذكر".
ومن أهم المنظمات الموقعة على البيان، برنامج الغذاء العالمي، واليونيسيف، ومنظمة إنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، ومركز الإغاثة الإسلامية، ومنظمة الرؤية العالمية، إضافة إلى عشرات المنظمات غير الحكومية الأخرى، من جميع أنحاء العالم.
التجويع في سوريا.. بأسلوب العصور الوسطى
خلال السنوات الأربع الماضية، استخدم نظام
الأسد التجويع سلاحا، وهذه جريمة حرب من الناحية الفنية عندما تستخدم ضد المدنيين.
وفي مقال نقلته وكالة "رويترز" لـ"آنيا سيزادلو"، قالت إنه مع تطور مسار الحرب، فقد تبنت فصائل معارضة مختلفة مثل الدولة وجبهة النصرة هذه الاستراتيجية. لكن الأغلبية العظمى من المحاصرين في سوريا تتعرض للتجويع من جانب حكومتها.
واليوم يتعرض ما يصل إلى مليون شخص للتجويع المتعمد حتى الموت ببطء في قلب الهلال الخصيب، وكثيرون منهم على مرمى حجر من صوامع الغلال المليئة بالقمح.
وقد طالبت المعارضة السورية قبل المشاركة في المحادثات، أن يسمح نظام الأسد بدخول الغذاء والدواء إلى المناطق التي تسيطر عليها.
واقترح دي ميستورا أن تستأنف المحادثات بحلول 25 شباط/ فبراير الجاري، ما إن تتمكن القوى الأجنبية التي تؤيد الأطراف المختلفة من ممارسة الضغط على حلفائها لتقديم تنازلات سياسية.
وبوسع الأسد رفع الحصار الذي تفرضه الحكومة بإشارة من يده. لكن نظامه يرفض التخلي عن هذا الأسلوب لسبب رئيس بحسب الكاتبة: "ألا وهو أنه يفلح في تحقيق أهدافه. فقد أدرك النظام في بدايات الحرب أن من الأقل كلفة والأيسر محاصرة منطقة تسيطر عليها المعارضة وتجويع سكانها حتى الاستسلام، بدلا من شن معارك شوارع مكلفة لاستعادة الأراضي".
ولن يتخلى الأسد عن الحصار ما لم يتعرض لضغط دولي متواصل. والقوى الخارجية تساعد في صب الوقود على الحرب في سوريا وإطالة أمدها. ويجب على روسيا وايران اللتين تؤيدان نظام الأسد من ناحية، وعلى الولايات المتحدة وتركيا والسعودية والدول العربية الأخرى التي تؤيد المعارضة من الناحية الأخرى، أن تمارس ضغوطا على الجانبين لإنهاء الحصارات.