أيا كنت، عازبة أو متزوجة، صغيرة أو كبيرة، أرملة أو مطلقة، كونك أنثى فهذا يكفي لأخاطبكِ كما أنتِ دون تخصيص للحالة التي أنتِ بها أو الظروف التي تحيط بك..
أخاطب قلبك وعقلك وكل كيانك.. أريد أن أقول لكِ شيئا واحدا، ألا وهو: مهما كان احترام العالم لكِ من حولك ومهما كان تشجيعه لكِ فلن يكون ذا قيمة إن لم تحترمي أنتِ نفسك وإن لم تعلمي ما تريدينه من هذا العالم!
قبل أن تطلبي من العالم أن يُقدّرك وأن يعتني بكِ وبطموحك وبقلبك، عليكِ أولا أن تعتني أنتِ بنفسك، وأن تكترثي أنتِ لأمرك. لا أن تهمليها وتظلميها وتهينيها ثم تطلبين من العالم حولك أن يُنصفك!
لن أجاملك.. فهو لن يُنصفك، ولن يكون معك كما تريدين، لأنك نفسك لم تكوني مع نفسك!
تفكرين الآن، وما تقصد بأن أكون مع نفسي، كيف يكون ذلك؟
سأقول لكِ..
دلليها، ادعميها، حفّزيها، اعتنِي بها كما تعتني الأم بطفلها، علّميها أن الإيمان بالقدرات هو الدافع الأكبر للمُضي قدما، وأن تخلّينا عن أحلامنا لا يجعل غيرنا يكترث لها.
مضيّك نحو حلمك بقدر الشغف به، بقدر كلامك عنه، هو ما سيجعله حقيقة!
امضي لتحقيقه بقدر تفكير أهلك في موضوع زواجك! بقدر تثبيط زوجك أو محيطك لكِ! بقدر "نقْ" حماتك أو أمك لأن تنجبي الكثير من الأولاد! بقدر رفض المجتمع لطلاقك رغم عدم ارتياحك مع زوجك، بقدر كل هذا وبحجمه وألمه وتأثيره عليكِ.. امضي!
لو اهتم المجتمع بالأحلام كما يهتمّ بالكلام الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع لكان حالنا أفضل! لطالما قلنا هذه الكلمات، لكننا لم نُطبقها، وما زلنا نقولها.. لو ولو..!
في الوقت الذي ستفكرين به كيف ينتهي كابوس "الزنّ" والسؤال متى ستتزوجين؟ ومتى رح نفرح فيكِ؟ افرحي أنتِ بنفسك وكللي نجاحك بيدك، فلن يكون هناك أحد أحرص منكِ على نجاحك!
ضعي هذه الفكرة بذهنك، وكوني على ثقة بأن من يسعى لتدميرك داخليا هو نفسه مدمّر وهو لا يحب أن يراكِ أفضل منه، وهو يسعى لثبيطك لأنه يعي تماما أنه لا يستطيع فعل ما ستفعلينه ويراه صعبا في قاموسه وحياته.. فيحاول أن يقلل من شأن ما تقولين وما تطمحين له، وبالنهاية لن يؤثر عليه هو سلبا كان أو إيجابا، فقط أنتِ الخاسر الوحيد إن استسلمتِ وسمعتِ لما يقولون!
سيّدتي، صغيرتي.. أيتها الأنثى
يكفيكِ القوة التي منحك إياها الله في قلبك، فهي النّور الذي سيرشدك، لا تستهيني بنفسك، فبيدك تستطيعين أن تقلبي الحياة رأسا على عقب وتغيّري محاورها وتوجّهي البوصلة لما تريدين، كيف لا وأنتِ نصف المجتمع وتربين النصف الآخر؟
آمني بنفسك.. وثقي بأنك ستكونين الأفضل أين ما وجدتِ. فقط آمني بها.
قد تكونين بحاجة في بعض الأحيان لمن يحفّز ما بداخلك ويُلهمك، وهُم كُثُر.. فهناك من يحبك فعلا ومن يريد أن تكوني الأفضل، هناك من يؤمن بأفكارك بقدر إيمانك بها، أتعلمين كيف؟
عند تحدّثك عن أفكارك بشغف، بحب، بقوة تخرج هالة كبيرة من الطاقة لتنتقل منكِ إليهم، ما سيجعلهم يحرصون على دعمك لأن ما فيكِ من القوة والإيجابية والطاقة أشعرهم بالصدق والحرص والإقدام.. تمسّكي بهم، فهم خير عون لكِ..
وأنا سأكون أول من يدعمكِ، فهيّا انطلقي الآن ولا تنتظري، وكوني متأكدة أنني سأسمع عنكِ ما يثلج الصدر وما يجعلني فخورة بكِ كأنثى.
أراكِ عظيمة يا صديقتي.. إلى لقاء بهيّ كبهاء إنجازاتك.
4
شارك
التعليقات (4)
فاطمة
السبت، 05-11-202208:42 ص
اعجبني مقالك ومعبر وحكيم
منى فتحى
الثلاثاء، 12-03-201908:24 م
أكثر من رائع تسلموا
رندة زمنون
الخميس، 19-01-201710:16 م
انت عظيمة بإنجازاتكم استمري وضعي رضى الله ووالديك اول الأوليات
زادك الله بهاء وسعادة