سياسة عربية

العدل والإحسان تحذر من "نعرات طائفية" بعد إعدامات السعودية

دعت الجماعة إلى اتخاذ سبل الحوار والانفتاح والتواصل والتفاهم منهجا في تجاوز الخلافات السياسية- أرشيفية
دعت الجماعة إلى اتخاذ سبل الحوار والانفتاح والتواصل والتفاهم منهجا في تجاوز الخلافات السياسية- أرشيفية
استنكرت جماعة العدل والإحسان (جماعة إسلامية معارضة بالمغرب) أحكام الإعدام التي أصدرتها السلطات السعودية، السبت الماضي، في حق 47 شخصا، من بينهم العالم الشيعي الشيخ نمر النمر، وحذرت من "النعرات المذهبية والطائفية"، داعية إلى تعزيز الحريات العامة والعدالة الاجتماعية وفتح سبل الحوار لتجاوز الخلافات السياسية.

واعتبرت في بيان لها صدر، الاثنين، التثبت في أحكام الإعدام التي قد تؤدي، بحسب قولها، إلى إزهاق أرواح مؤمنة بغير وجه حق، "واجبا إسلاميا وإنسانيا أصيلا". 

وشددت على أن العنف والعنف المضاد "لا يخدم في شيء مصلحة الأمة الإسلامية ولا مصلحة القطر العربي والإسلامي الواحد"، مؤكدة على أن الذي يخدم هذه المصلحة "هو الحذر التام تجاه كل ما يذكي النعرات المذهبية والطائفية"، بحسب تعبير البيان.

ودعت الجماعة في الأخير إلى العمل على تعزيز الحريات العامة والعدالة الاجتماعية وترسيخ القيم الشورية والديمقراطية الحقيقية، كما دعت إلى "اتخاذ سبل الحوار والانفتاح والتواصل والتفاهم منهجا في تجاوز الخلافات السياسية داخل الوطن الإسلامي الكبير، حقنا لدماء الأمة والتفرغ لكبريات القضايا الاستراتيجية".

وفي هذا الصدد، قال حسن بناجح، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في تصريح لـ"عربي21"، إن "الجماعة" استنكرت إعدامات السعودية كما استنكرت أحكام الإعدام في إيران قبل شهر "انطلاقا من استقلالها عن أي طرف خارجي، وإدراكا منها لخطورة حمأة العصبية والمذهبية والطائفية والاستظلال تحت "الرايات العمية" مهما كانت، لأن كل ذلك يتم بأزرار استكبارية عالمية".

وأضاف: "ومواقفنا بهذا الصدد مبدئية من جهة، ومن جهة ثانية تنبع من وعينا بلعبة المحاور الخطيرة التي تحكمها المصالح السياسية أساسا وإن تغلفت أحيانا بالغلاف الديني أو المذهبي من أجل الحشد العاطفي والتغطية على حقيقة الحروب". 

ودعا الشعوب والحركات الحرة والتحررية من الاستبداد والاستكبار إلى أن يتحلوا بالفطنة حتى لا يكونوا "في مرمى مدفعية أحد في لعبة المحاور الحربية هذه"، على حد تعبيره.

وسبق أن استنكرت جماعة العدل والإحسان، كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أحكام الإعدام الصادرة في حق 27 عالما وداعية سنيا بإيران "بتهم تتعلق بأنشطتهم المخالفة للمذهب الشيعي المعتمد الوحيد في الدستور الإيراني".

واعتبرت الأحكام الصادرة "إقداما على إزهاق أرواح مؤمنة بغير وجه حق"، و"مقوضة لوحدة الشعب الإيراني وللتعايش المذهبي والطائفي".

وطالبت، في بيانها، الدول والمنظمات الإسلامية والسياسية والحقوقية بالتدخل لدى السلطات الإيرانية قصد إلغاء هذه الأحكام والإفراج عن هؤلاء العلماء السنة.

يذكر أن المغرب حذر، الأحد، من أن تأخذ التجاوزات الجارية بين السعودية وإيران "بعدا غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام المقبلة".

وقال في بيان لوزارة الخارجية: "تتابع المملكة المغربية باهتمام كبير تطور الوضع، وتخشى من أن تأخذ التجاوزات الجارية بعدا غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام المقبلة".

ودعا المغرب المسؤولين السعوديين والإيرانيين إلى "تفادي أن ينتقل الوضع الحالي إلى بلدان أخرى بالمنطقة تواجه العديد من التحديات وتعيش أوضاعا هشة".

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن مساء الأحد، عن قطع بلاده للعلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارتها وقنصليتها بإيران من قبل متظاهرين احتجاجا على إعدام السعودية لرجل دين سعودي شيعي يدعى نمر النمر.
التعليقات (1)
عارف
الثلاثاء، 05-01-2016 10:37 م
جميل انك استنكرت اعدامات ايران كما تدعى ولكن ايها العالم المبجل هلا نظرت فى الحيثيات القضائية والجرمية التى بموجبها حكم على هؤلاء فى كلا البلدين واىهما طبق الحكم العدل فى المتهمين وايهما طبق الاحكام سياسيا الاحرى بعالم مثللك ان يتحرى الحق فيما يقول ولا يجارى الغوغاء او الاعلام