صحافة دولية

لوفيف: مقتل زهران علوش ضربة موجعة لأهم فصائل المعارضة

مقتل علوش ينذر بانتكاسة مساعي التسوية في سوريا - لوفيف
مقتل علوش ينذر بانتكاسة مساعي التسوية في سوريا - لوفيف
نشرت صحيفة لوفيف البلجيكية تقريرا حول مقتل القيادي البارز في المعارضة السورية المسلحة، زهران علوش، وتداعيات هذا الحدث على المساعي الدولية لتسوية الصراع السوري. 

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن مقتل القيادي في "جيش الإسلام" لا يمثل فقط ضربة موجعة لأكبر فصيل للمعارضة السورية المسلحة في منطقة دمشق، بل ينذر أيضا بانتكاسة المساعي الدولية للتسوية في سوريا قبل شهر من بدء المفاوضات الرسمية. 

وأضافت الصحيفة أن علوش، يعتبر من أبرز القادة العسكريين في جيش الإسلام، الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العاصمة السورية دمشق، ونقلت عن تشارلز ليستر، أحد المختصين في الجماعات السورية المسلحة، أن "مقتل علوش يعتبر خسارة فادحة للمعارضة السورية". 

وذكرت الصحيفة أن ثلاث طائرات تابعة للنظام استهدفت اجتماعا سريا لقيادات المعارضة المسلحة، بغارات جوية متتالية على منطقة المرج في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل زهران علوش وخمسة قادة آخرين من المعارضة المسلحة، وفقا لتقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

كما أشار أحد المتحدثين باسم المعارضة السورية المسلحة، في مداخلة على إحدى القنوات التلفزية، إلى مقطع فيديو يظهر تعرض منطقة ريفية في دمشق لغارة جوية، قامت خلالها الطائرات الروسية بإطلاق أربعة صواريخ روسية الصنع على مقر اجتماع فصائل المعارضة المسلحة. 

واعتبرت الصحيفة أن العملية الجوية التي استهدفت قيادات المعارضة،  مثلت ضربة موجعة "لجيش الإسلام" و"أحرار الشام"، حيث أدت هذه العملية إلى مقتل 12 عنصرا من "جيش الإسلام"، وسبعة آخرين من فصيل "أحرار الشام". 

وأضافت الصحيفة أن الغارة الجوية استندت على معلومات استخباراتية دقيقة، في الوقت الذي كانت فيه فصائل المعارضة المسلحة تسعى إلى إعادة تنظيم قواتها، بعد استعادتها السيطرة على منطقة مرج سلطان الإستراتجية. 

وذكرت الصحيفة أن المناطق التي يسيطر عليها "جيش الإسلام"، الذي يحظى بدعم المملكة السعودية، تتعرض بشكل منتظم إلى قصف الطائرات السورية المدعومة من القوات الروسية منذ أشهر.

وزادت الصحيفة أن علوش، بعد إطلاق سراحه في إطار العفو الرئاسي في سنة 2011، انضم إلى المعارضة السورية المسلحة، وأعلن بعد ثلاثة أشهر عن تشكيل مجموعة مسلحة تحت مسمى "لواء الإسلام"، ثم "جيش الإسلام" الذي أصبح يضم في صفوفه 64 لواء في أيلول/ سبتمبر 2013. 

كما ذكرت الصحيفة أن "جيش الإسلام" يتفق مع تنظيم الدولة حول عدد من النقاط التي تتعلق بمواقفه المعادية للنظام السوري، حيث قام جيش الإسلام في تموز/ يوليو الماضي بإعدام 18 جهاديا بتهمة معاداة تنظيم الدولة، كما وضع رهائن من الجيش السوري في أقفاص في وسط الشوارع لاستعمالهم كدروع بشرية في مواجهة الغارات الجوية. 

واعتبرت الصحيفة أن العمليات الجوية السورية يمكن أن تقوض مساعي التسوية السلمية، بعد أن أعلن "جيش الإسلام" إثر محادثات الرياض في 10 كانون الأول/ديسمبر، عن موافقته الدخول في مفاوضات مع النظام السوري، على أن يشمل الاتفاق رحيل بشار الأسد عن السلطة. 

وأضافت الصحيفة أن مقتل زهران علوش قد يدفع بالتسوية نحو طريق مسدود، قبل شهر من بدء المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية في جينيف، حيث أكد أحد الخبراء في الجماعات السورية المسلحة، أرون لوند، أن "المفاوضات لا يمكن أن تكون ذات مصداقية إذا غاب عنها قائد مثل زهران علوش". 

وتابع أرون لوند "أن مقتل زهران يمكن أن يؤثر على عملية السلام ويسهم في إضعاف المعارضة السورية المسلحة، من خلال إرباك قياداتها الذين أصبحوا يشعرون بالخطر". 

واعتبرت الصحيفة أن الفصائل السورية المسلحة ستواجه تحديات كبيرة على مستوى القرار العسكري، الذي قد يفقد مركزيته بعد مقتل زهران علوش، ما ينذر بتفكك الفصائل المنضوية تحت قيادة "جيش الإسلام" في الفترة المقبلة. 

وفي الختام؛ قالت الصحيفة إنه يمكن اعتبار مقتل زهران علوش عملية استباقية، حيث تشير المعطيات إلى أن جبهة النصرة وجيش الإسلام وتنظيم الدولة كانوا على وشك تنفيذ عمليات قتالية مشتركة، تعتمد على أربعة آلاف مقاتل، للتوسع في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق.
التعليقات (0)