في تصريحات تعتبر استثنائية لوزراء خارجية الدول العربية، طالبوا في اجتماعهم، الخميس، بمقر
الجامعة العربية، دولة
تركيا بسحب قواتها العسكرية فورا من الأراضي العراقية.
وسبق أن تحفظت جامعة الدول العربية عن إعطاء موقف صريح في مجموعة من القضايا المصيرية التي تهم دولا عربية تعاني احتلالا غربيا صريحا (فلسطين، العراق، سوريا...)، أو أزمات وانقسامات طائفية أو سياسية (لبنان، ليبيا...) .
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن "توغل" القوات التركية في الأراضي العراقية، يشكل انتهاكا سافرا لميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وأشار العربي، خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، استجابة لطلب العراق، إلى التضامن العربي الكامل مع العراق والوقوف إلى جانبها في مطالبة الحكومة التركية بالانسحاب الفوري إلى الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على أهمية اجتماع وزراء الخارجية العرب، لمناقشة تواجد تركيا في الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن الأراضي العربية باتت تتعرض لانتهاكات يومية، وأن على الدول العربية التعامل مع هذه
الانتهاكات بكل جدية.
واعتبر أن قيام قوات الجيش التركي بالتواجد في الأراضي التركية يعتبر انتهاكا واضحا لأراضي العراق، وجاء من دون سند قانوني ومخالفا للمواثيق الدولية، وأن مصر تدين جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون الدول.
وطالب شكري على غرار مجموعة من وزراء خارجية الدول العربية بسحب قواتها كافة من العراق، معلنا تأييد بلاده للجهود العربية لمساندة العراق في مكافحة الإرهاب.
ومن جانبه أكد وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري، أن بلاده لن تسمح بانتقال القوات التركية من منطقة عراقية إلى أخرى، مشيرا إلى أن العراق يخوض حربا عجزت عنها الكثير من الدول والتحالفات.
وتشهد العلاقات التركية العراقية، توترا في الآونة الأخيرة، على خلفية إرسال قرابة 150 جنديا تركيا، و25 دبابة إلى ناحية "بعشيقة" بمحافظة نينوى، عبر البر، لاستبدال وحدتها العسكرية هناك، المعنية بتدريب قوات البيشمركة والحشد الوطني.
وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، انتقل جزء من القوات التركية المتمركزة في معسكر بعشيقة، يضم 10-12 عربة عسكرية بينها دبابات إلى شمالي العراق، في إطار "ترتيبات جديدة"، بحسب مصادر عسكرية.