سياسة دولية

50 ألف تركي يشيعون جثمان محام كردي قتل بالرصاص غدرا

هتف المشيعون باللغة الكردية "الشهداء لا يموتون، طاهر التشي خالد" - غوغل
هتف المشيعون باللغة الكردية "الشهداء لا يموتون، طاهر التشي خالد" - غوغل
شارك نحو 50 ألف شخص في دياربكر في جنوب شرق تركيا، الأحد، في مراسم تشييع المحامي الكردي المعروف طاهر التشي الذي قتل في تبادل إطلاق النار بين الشرطة ومسلحين مجهولين.

وحمل العديد من زملاء التشي الذين كانوا يرتدون زي المحامين، وبينهم نقيب المحامين الأتراك متين فايز أوغلو، نعش التشي الملفوف بالعلم الكردي، وسط الحشود التي تجمعت خلف لافتة كبيرة كتب عليها "لن ننساك".

وهتف المشيعون باللغة الكردية "الشهداء لا يموتون، طاهر التشي خالد".

وقتل رئيس نقابة المحامين في دياربكر طاهر التشي المعروف بدفاعه عن القضية الكردية بالرصاص السبت، بعدما أنهى مؤتمرا صحافيا.

وقام مسلحون مجهولون بإطلاق النار أولا على عناصر من الشرطة كانوا على مقربة من المكان الذي كان فيه المحامي، ما دفع قوات الأمن إلى الرد وسط بلبلة كبيرة، فأصيب التشي برصاصة في الرأس. ولم يعرف ما إذا كان هو المستهدف أم أنه كان ضحية رصاصة طائشة.

وندد أنصاره بعملية "اغتيال"، بينما رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ترجيح هذه الفرضية.

وقال أوغلو "بات واضحا أن المسدس الذي قتل التشي هو نفسه قتل شرطيينا"، مضيفا "المنظمة الإرهابية التي تقف وراء هذه الحوادث مسؤولة عما حصل، وسنواصل محاربتها حتى النهاية".

وطالبت منظمات دولية عدة بينها "هيومن رايتس ووتش"، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بـ"تحقيق كامل ومستقل" في مقتل المحامي، مطالبة تركيا بإحالة المنفذين أمام القضاء.

وقال قدري كاووت (47 عاما) الذي شارك في التشييع الأحد "نشعر بالحزن الشديد، الرصاصة التي قتلته تستهدف السلام وتترك شعبا بكامله يتيما".

وقال محمد تكين (56 عاما) "إنه اعتداء على الشعب الكردي، لكن الشعب الكردي لن يصمت"، مضيفا "فقدنا طاهر، لكن ألف طاهر غيره سيخلفونه".

وواجه التشي المعروف بالتزامه القضية الكردية وحقوق الإنسان متاعب مع القضاء منذ تأكيده في منتصف تشرين الأول/أكتوبر أن حزب العمال الكردستاني ليس "منظمة إرهابية".

واعتقل في 20 تشرين الأول/ أكتوبر في مكتبه في دياربكر، ووجهت إليه محكمة في إسطنبول تهمة "التحريض على الإرهاب عبر الصحافة"، قبل أن يفرج عنه مع مراقبة قضائية.

وبعد وقف لإطلاق النار استمر أكثر من عامين، تجددت المعارك الصيف الماضي بين قوات الأمن التركية وحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية من الأكراد.

وأدت هذه المواجهات إلى وقف مفاوضات السلام التي بدأت في نهاية 2012 بين حكومة أنقرة الإسلامية المحافظة، والمتمردين لوضع حد لنزاع أوقع أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984.

ومنذ نهاية تموز/ يوليو، تدور معارك عنيفة بين أنصار القضية الكردية وقوات الشرطة والجيش في مدن عدة في جنوب شرق البلاد أوقعت ضحايا بين المدنيين، وتخضع المناطق المضطربة لحظر تجول صارم.
التعليقات (0)

خبر عاجل