قال الكاتب الإسرائيلي، البروفيسور إيال زيسر، إن
بوتين اكتشف أن هنالك قيود للقوة.. فبعد أن أرسل طائراته وقواته إلى
سوريا فإنه لم يحسب حساب إسرائيل والغرب، لكنه يجب أن يأخذ أردوغان بعين الاعتبار الآن.
وأضاف في مقاله المنشور في "إسرائيل اليوم"، الخميس، أن
روسيا غرقت في الوحل السوري في شهرين فقط، ولم تفكر في المستقبل كفاية.
وحول نجاعة العمليات في سوريا قال زيسر، إن روسيا تتبع نهج "من لا يستجيب للقوة فإنه يستجيب لمزيد من القوة"، مشيرا إلى أن الإنجازات الروسية في سوريا اليوم تساوي صفرا، باستثناء قتل مئات المدنيين والمعارضين المعتدلين، لكن الثمن كان تفجير طائرة راح ضحيتها 224 مسافرا، وطائرة مقاتلة أسقطتها تركيا.
وتابع: "التدخل العسكري الروسي في سوريا يهدف إلى تحقيق أمرين: الأول، ضرب أوباما والإثبات للعالم أن بوتين هو الرئيس، والثاني هو إنقاذ بشار
الأسد وضرب المتمردين المعتدلين في غرب سوريا. لذلك فقد تم توجيه القنابل الروسية الكثيفة نحو المتمردين المعتدلين في غرب الدولة ولم توجه تقريبا ضد داعش الموجود في غرب سوريا. فداعش أقل تهديدا على بشار الأسد، بل العكس، بشار وبوتين يحتاجان لداعش من أجل استمرار حرب البقاء التي يديرها بشار ضد معارضيه المعتدلين في غرب الدولة".
وعن الهجمات الأخيرة في باريس، قال الكاتب الإسرائيلي إن العمليات كانت في صالح بوتين، و"قد حولته إلى بطل في لحظة، أمام أوباما المهزوم الذي يريد فقط العودة إلى البيت بسلام وعدم فعل أي شيء، وأيضا أمام الرئيس الفرنسي أولاند الذي يلقي الخطابات بشكل جيد لكنه لا يقدر على العمل ضد الإرهاب، أما بوتين فقد ظهر أنه صاحب موقف سياسي واضح حول كيفية حل الأزمة السورية، وبذلك فهو ينقذ أوروبا من موجة العمليات الإرهابية، وأيضا من تدفق اللاجئين".
وأضاف أن بوتين يستطيع فعل ما لا يمكن للأمريكان والأوروبيين فعله، وهو إرسال القوات للميدان، الأمر الذي لا يفكر فيه الغرب جدا، فالأسد في نهاية المطاف يقتل شعبه فقط، ولا يريد إلحاق الضرر بأوروبا، بحسب تعبيره.
وتابع: "مشكلة بوتين لم تكن أبدا أوباما أو أوروبا، المشكلة هي المتمردون والمؤيدون لهم في الميدان. يكتشف بوتين أن للقوة الروسية قيودا، وهو لا يحسب حسابا لإسرائيل ويقوم بإرسال طائراته للقصف على بعد مئات الأمتار من الحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان، لكنه يجب أن يحسب حساب أردوغان التركي".
وأشار إلى أن الحرب في سوريا ستستمر ومعها سفك الدماء الروسي، مذكرا بالتجربة الأفغانية حين حظي التدخل الروسي هناك بتأييد واسع من الرأي العام في الدولة، "لكن ليتذكر الجميع ماذا كانت النهاية، يبدو أن بوتين نفسه قد نسي".