الجيش يتولى تأمين مطار القاهرة والحكومة تتعهد بسد "الخرم"

أعلنت مصر البدء في تنفيذ إجراءات إضافية غير مسبوقة لتأمين مطارات وموانئ البلاد ردا على الانتقادات الغربية بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أواخر الشهر الماضي.
 
وبحسب تقارير صحفية، فقد تم الأربعاء، تعزيز تأمين المطارات وتفتيش الركاب وحقائب المسافرين والطائرات بإجراءات تأمينية مشددة قبل الإقلاع من مهبط المطار وتركيب بوابات إلكترونية ومعدات جديدة للكشف عن الأسلحة والمتفجرات.

وأعلن مصدر أمني أن القوات المسلحة تولت عمليات تأمين مطار القاهرة عبر إقامة بوابات حديثة لفحص جميع السيارات بالأشعة قبل دخولها المطار.
 
وأكد المصدر نفسه أن السلطات المصرية تتعاون مع جهات التفتيش الأجنبية التي تراجع بشكل متواصل الإجراءات المتبعة في تأمين مطار القاهرة للتأكد من تماشيها مع الإجراءات المتبعة في مطارات العالم.

وأعلن وزير الداخلية، في مؤتمر صحفي عقده في شرم الشيخ برفقة رئيس الوزراء شريف إسماعيل وعدد من الوزراء، أن مصر عززت إجراءات التأمين في جميع المطارات المصرية ورحبت بالتعاون مع خبراء أمن غربيين وممثلي شركات الطيران العالمية، للتأكد من توفير أقصى مستوى من الأمن للسياح الأجانب وأشار إلى مراجعة بلاده لكافة إجراءات تفتيش الركاب والعاملين عند دخولهم المطار فضلا عن التفتيش الدوري للطائرات وتأمينها بأحدث الأجهزة".
 
"هنسد الخرم"

وفي محاولة لإنعاش القطاع السياحي وطمأنة السياح الغربيين، قال هشام زعزوع وزير السياحة المصري إن وزارته تواصلت مع وكالات السياحة البريطانية مؤخرا واستمعت لكل التعليقات والملاحظات المرتبطة بإجراءات تأمين المطارات المصرية.

وأكد زعزوع، خلال مؤتمر لدعم السياحة، الأربعاء أنه تعهد للبريطانيين "بسد الخرم اللي قلقانيين منه"، وانتظار رد فعلهم عملا بالمثل الشائع "خليك مع الكداب لباب الدار" على حد قوله.
 
وتابع وزير السياحة: "إذا فعلنا كل هذا ولم يستجب السياح، فسنفضحهم في الإعلام، ونعلن أن امتناعهم عن زيارة مصر ليس إلا موقف سياسي، وأنهم يتخذون السياحة ستارا لتحقيق أهداف أخرى".

وكان نائب رئيس لجنة مكافحة الفساد والأمن في مجلس النواب الروسي "ديمتري جوروفتسوف" قد صرح لوكالة "نوفستى" الروسية للأنباء، أن الإهمال الجنائي من جانب مسؤولي مطار شرم الشيخ والفحص غير الدقيق لأمتعة الركاب تسبب في زرع عبوة ناسفة بين الحقائب وتحطم الطائرة، وهو ما ترتب عليه اتخاذ روسيا لقرار تعليق الرحلات الجوية مع مصر .
 
السيسي يطالب الجيش بالاستعداد القتالي

وأعلن المتحدث العسكري انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأربعاء برئاسة عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب وبحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية.

وأشار إلى أن الاجتماع استعرض آخر المستجدات على صعيد الأمن الداخلي بمختلف الاتجاهات الإستراتيجية، ولا سيما في سيناء، حيث اطلع السيسي على الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة في مجال محاربة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار.

وأكد قائد الانقلاب على أهمية اتخاذ أقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد القتالي بالنظر إلى دقة الأوضاع الإقليمية وصعوبة الأوضاع الأمنية في العديد من دول المنطقة وما تقوم به الجماعات الإرهابية من عمليات خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الأمني وتضافر جهود المجتمع الدولي من خلال مقاربة شاملة لدحر الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف.

"لا يوجد قصور أمني"

وبعد ساعات قليلة من تأكيد وزير الداخلية مجدي عبد الغفار عدم اكتشاف أي قصور أمني في المطارات المصرية حتى الآن، نشر تنظيم ولاية سيناء صورة لقنبلة بدائية الصنع قال إنه استخدمها في تفجير الطائرة الروسية في سيناء مستغلا ثغرة أمنية.

وذكر تنظيم الدولة الأربعاء في العدد الأخير من مجلة "دابق" الناطقة باسمه أن الطائرة الروسية أسقطت فوق سيناء بعد تفجير عبوة ناسفة أُخفيت داخل علبة مياه غازية.

وأشار التنظيم إلى إنه وجد طريقة ما لاختراق إجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ، دون ذكر مزيد من التفاصيل .

وأوضح أن أعضاء التنظيم كانوا يعتزمون استهداف طائرة ركاب أمريكية ردا على قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي الذي يقصف معاقل التنظيم في سوريا والعراق، إلا أنهم قرروا إسقاط طائرة روسية بعد أن بدأت روسيا في تنفيذ ضربات جوية على مواقعه في سوريا منذ شهرين تقريبا.

وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد نقلت عن مصادر أمنية مصرية قولها إن أجهزة الأمن انتهت من تحديد 17 موظفا بمطار "شرم الشيخ" تعاملوا مع الطائرة الروسية قبل إقلاعها في آخر رحلاتها قبل سقوطها، وتم اعتقالهم والتحقيق معهم بعدما كشفت تسجيلات كاميرات المراقبة أحد العمال وهو يسلم حقيبة يد لزميل له أثناء رفع حقائب الركاب بداخل الطائرة.

لكن وزارة الداخلية نفت تماما اعتقال أي أحد من العاملين في مطار شرم الشيخ للتحقيق معهم بشأن الحدث.