انتقد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض سابقا
برهان غليون، السبت، تنظيم الدولة "
داعش" بقوة، واعتبرها مبنية على السبي والقتل، وأنها جزء من أسباب عرقلة بناء مشروع الدولة الحديثة في الدول العربية؟.
وحذر من خطورة التنظيم الذي ينفذ للدول التي تعيش إشكالات وطنية واجتماعية معقدة، حيث يبسط سيطرته في تناقضات السياسات المحلية والدولية لأنظمة ينخرها الفساد السياسي والمالي ومحاصرة من قبل شعبها.
وأكد المفكر السوري، في محاضرة ألقاها بمؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة في العاصمة المغربية الرباط بعنوان "من بناء الدولة الحديثة إلى خرابها أين يكمن العطب السياسي في البلاد العربية؟"، (أكد) أن هناك استهزاء بعقل الشعوب، من خلال تصوير الغرب للمجتمعات العربية على أن الدولة الحديثة جاءت لتحطيم الإنسان.
وعرف غليون الدولة الحديثة على أنها وجود شعب حر مدرك لحقوقه وواجباته، كما أنه متمسك بحكم القانون ومستعد في كل لحظة للدفاع عن حقوقه ضد أي غاصب كان.
وأكد غليون، على أن هناك أمران رئيسيان يميزان الدولة الحديثة، هما وجود
الشعب كوظيفة يعكس مشاركته المباشرة والقوية في صنع القرار وتحديد المصير العام، وشرطه وجود
المواطنة، من جهة ووجود القانون المنبثق من الشعب، والذي ينظم العلاقة بين جميع الأطراف، الدولة والشعب، السلطة العامة والأفراد، والأفراد في ما بينهم.
وحمل أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السوربون فشل الدول الحديثة في عدم تحقيق أمال الشعوب، للنخب المحلية التي دبرت مقاليد تسيير الدول حيث أفرغتها (النخب) من محتواها الأخلاقي والإجتماعي، ثم تدخل شروط دولية راجعة للايديولوجيا الكلاسيكية للدول الغربية، ثم العولمة التي بعثرت أوراق الدولة الحديثة، وخلقت جدار حرم دول عربية من التقدم".
وأرجع سبب اختطاف الدولة الحديثة من طرف النخب المحلية الصغيرة إلى الشعب الذي قال فيه إنه "بعيد عن الثقافة والممارسة المدنية، كما أنه لم يستوعب القيم والأفكار الجديدة للدولة الحديثة".
كما هاجم الدول الصناعية الغربية الكبرى (دون أن يسميها) لرفضها تمويل دول عربية لأن همها أمن إسرائيل مما جعل أنانية قومية الدول الصناعية تحطم وتنهك دول الجوار الإقليمي.
مشددا على أن هناك تحديين يواجهان الدول العربية أولهما التمرد على انغلاق الحركات الإسلامية المتشددة، واستعادة الدول من النخب المحلية التي اختطفت مشروع بناء الدولة الحديثة.
والدكتور برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، ورئيس المجلس الوطني السوري السابق، بالإضافة إلى أنه خريج جامعة دمشق بالفلسفة وعلم الاجتماع، ودكتور دولة في العلوم الاجتماعية والإنسانية من جامعة السوربون، له العديد من المؤلفات الفكرية المهمة، من بينها "نقد السياسة: الدولة والدين، مجتمع النخبة، والمأساة العربية: الدولة ضد الأمة".