أعلنت شبكة تلفزيون "النهار" المصرية وقف برنامج
الإعلامية المثيرة للجدل "
ريهام سعيد"، بعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له خلال اليومين الماضيين بسبب تشهيرها بفتاة تعرضت لحادث تحرش في أحد المراكز التجارية وعرض صورها الشخصية على برنامجها دون إذنها.
وقررت "النهار" إلغاء حلقة من برنامج حواري كان من المقرر أن تظهر فيه "ريهام سعيد" مع الصحفي "خالد صلاح" لتقدم اعتذار للجمهور عن الخطأ المهني والأخلاقي الذي ارتكبته.
وأثارت الحلقة غضبا كبيرا في مصر بسبب انتهاك خصوصية ضحية
التحرش وتحميلها مسؤولية الإعتداء عليها استنادا إلى أن ملابسها غير محتشمة وأن طريقة تحدثها مع الآخرين هي التي شجعت المتحرش على الإعتداء عليها.
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة برنامج ريهام سعيد وطالبوا الشركات المعلنة وقف عرض رعايتهم للبرنامج، وهو ما استجابت له الشركات بالفعل رضوخا للضغط الشديد من المستهلكين.
وكتبت الصفحة الرسمية للحملة، والتي تحمل اسم "مقاطعة الشركات المعلنة في برنامج ريهام سعيد"، تقول: "اللي زي ريهام سعيد من الإعلام الفاسد مش هيبطلوا غير بوسيلة واحدة وهي إننا نقطع عنهم الأكسجين اللي بيخليهم يطلعوا علينا كل يوم ويزيدوا في فسادهم كل سنة .. الفلوس".
وقال "علاء الكحكي" مالك قنوات "النهار" عبر حسابه على "فيسبوك" إن القناة قررت تعليق بث البرنامج إلى أجل غير مسمى، مؤكدا أنه سيجري تحقيقا موسعا بشأن الحلقة التي أثارت الأزمة.
وقدم "الكحكي" اعتذار القناة لكل من استاء من الحلقة المذكورة، مؤكدا احترامها لكل سيدة وفتاة مصرية وللشعب الكريم الذي ستظل تحترمهم وتقدرهم"، بحسب البيان.
وداعا يا مجتمع الفضيلة
وفي رد منها على هذه الحملة الشرسة، أعلنت "ريهام سعيد" عبر صفحتها على "فيسبوك" استقالتها من
قناة النهار، ثم كتبت تدوينة أخرى قالت فيها: "أنا مش هتكلم، دلوقت والحقيقة هتبان في يوم من الأيام، محدش متخيل الحقيقة، وداعا يا مجتمع الفضيلة والحق".
وبعد ذلك بوقت قصير عادت "ريهام سعيد" وحذفت تلك التدوينتين واكتفت بالدعاء إلى الله أن يقف بجانبها في محنتها، وكتبت: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقله حيلتي وهواني على الناس.. أنت رب المستضعفين وأنت ربي.. لمن تكلني؟".
لكن آلاف المعلقين هاجمهوها واتهموها بإدعاء التدين في الوقت الذي تنتهك فيه الأعراض وتشهر بفتاة لجأت إليها لتساعدها في استعادة حقها".
من جانبها، قالت الفتاة "سمية طارق" المعروفة إعلامية بـ "فتاة المول" إن وقف برنامج "ريهام سعيد" لا يكفي لرد اعتبارها، مؤكدة أنها ماضية في تحريك الدعوى القضائية التي أقامتها ضدها "سعيد" لرد اعتبارها.
وأشارت الفتاة -في تصريحات صحفية - أن "ريهام سعيد" تخدع مشاهديها حيث تجمع تبرعات لمساعدة المرضى والمحتاجين عبر برنامجها، وفي الوقت ذاته تفضح فيه فتاة وتنشر صورها على التليفزيون دون إذنها.
#ريهام_ماتت
وبعد إعلان وقف "برنامج ريهام سعيد" دشن نشطاء هاشتاج باسم (#ريهام_ماتت) نجح في تصدر مواقع التواصل الاجتماعي للهاشتاجات الأكثر تداولا في مصر، حيث شارك فيه آلاف الأشخاص بتعليقات ساخرة وأخرى مبتهجة بالنصر على ريهام سعيد في تلك الموقعة، على حد تعبيرهم، ونجاجهم في وقف أحد أكثر البرامج المثيرة للجدل.
ورأى عدد آخر من النشطاء أن نجاح الحملة ضد ريهام سعيد بمثابة تأكيد لقوة وتأثير "السوشيال ميديا" في مواجهة الظواهر السيئة في المجتمع المصري، وطالب آخرون باستمرار الحملة لاستهداف باقي الإعلاميين الفاسدين، على حد قولهم، مثل أحمد موسى ومصطفى بكري وتوفيق عكاشة.
وكتب الإعلامي "باسم يوسف" على الهاشتاج قائلا: "تفكر قناة النهار لأن الموضوع مش مجرد حلقة واحدة، ده منهج في القذارة والتدليس الإعلامي وإهانة لأخواتنا السوريين والهاء الناس بالجن والشعوذة، مضيفا نرجوا أن قناة النهار ما تتعاملش بطريقة المسكنات وترجع البرنامج".
وعلق الإعلامي "يسري فودة" بقوله: "فيه حد بيشد السيفون عشان بقية البلاليع تعيش".
وكتب أحد النشطاء: "زي ما المعلنين استجابوا لصوتنا، رجاء من الصحفيين والإعلاميين تجاهل تلك المذيعة استجابة لملايين قرروا أن #ريهام_ماتت، فلا توقظوا الموتى".
وأشاد المذيع "خالد أبو بكر" بالحملة وكتب عبر "تويتر": "الرقابة الشعبية هي الأقوى وانتصرت على تجارة الإعلام الهابط"، مضيفا: "نريد إعلام يرقي بالمواطن، ابتعدوا عن أعراض الناس، وكن ضيفا مؤدبا على بيوت المصريين".
وكانت نحو 20 شركة راعية لبرنامج "صبايا الخير" قد أعلنت مساء الخميس انسحابها من البرنامح ووقف الإعلان به، ونشرت كل الشركات بيانا موحدا قالت فيه إن موقفها هذا يأتي احتراما للقيم الأخلاقية واستجابة لرغبة المشاهدين.
ودفعت الواقعة عددا من الحقوقيين والمحامين إلى تقديم بلاغات ضد "ريهام سعيد" لمحاكمتها جنائيا بتهمة انتهاك القانون والدستور.
وأكدت مبادرة "شفت تحرش"، أن عرض صور شخصية دون إذن صاحبها وانتهاك خصوصيته سعيا لرفع نسبة المشاهدة يعد مخالفة للمعايير المهنية والأعراف القانونية تستوجب المحاكمة.