كتب سمير الحجاوي: تتسع الحرب الروسية المقدسة وتتمدد في سوريا، فهذه الحرب التي دخلتها روسيا كقوة احتلال مباشرة بمباركة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، اتسعت لتشمل "إسرائيل"، لتصبح جزءا من هذه الحرب المقدسة، التي تضم أيضا إيران والعراق وسوريا الأسد ومصر السيسي وحزب الله اللبناني ودولا عربية أخرى تدعم موسكو في السر.
في المعادلة الجديدة دخل الكيان الإسرائيلي طرفا مباشرا في هذا الحلف، مع كشف وزارة الدفاع الروسية أن طيارين روسا وإسرائيليين بدأوا تدريبات مشتركة لضمان أمن الطيران في الأجواء السورية. حسبما أعلن اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الذي تحدث عن مرحلتين من التدريباب الروسية الإسرائيلية وأنه تم إطلاق "خط ساخن" بين مركز إدارة الطيران في قاعدة حميميم الجوية السورية ومركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي، للإبلاغ المتبادل حول طلعات الطائرات في أجواء سورية".
كلام المسؤول العسكري الروسي عن "الخط الساخن بين روسيا وإسرائيل"، يأتي بعد أن أجرى مسؤولون وخبراء عسكريون روس وإسرائيليون جولتين من المباحثات العسكرية انطلقت، مع بدء الغزو الروسي لسوريا نهاية الشهر الماضي.
وقال "دميتري بيسكوف" الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن موسكو وتل أبيب اتفقتا على إطلاق قناة لتبادل المعلومات حول التطورات في سوريا، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو. وجرى الاتفاق بينهما على تشكيل فريق للتنسيق العسكري برئاسة نائبي رئيس الأركان.
عمليات التنسيق العسكري الأمريكي الروسي الإسرائيلي تنطلق بين بغداد وتل أبيب واللاذقية وموسكو وواشنطن وطهران، وحسب الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، فإنه يجري حاليا تحليل جميع البيانات التي تقدمها وسائل المراقبة الروسية والمركز المعلوماتي في بغداد وطائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار الروسية في الأجواء السورية، ومن قاعدة القيادة الروسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية السورية.
إلا أن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي بدأ قبل تشكيل فريق مشترك من الطرفين، فحسب مصادر إسرائيلية، أخطرت موسكو الجانب الإسرائيلي مسبقا قبل تنفيذ الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الحربية الروسية في سوريا نهاية الشهر الماضي. وأن روسيا اتصلت بوزارة الدفاع الإسرائيلية وبمجلس الأمن القومي الإسرائيلي لإخطارهما بالغارات قبل بدء شنها.
آثرت أن أنقل تصريحات المسؤول العسكري الروسي عن هذا التحالف، وعلى لسانه، حتى يكون الجميع على بيِّنَة مما يجري، فقوى الممانعة "إيران وسوريا والعراق وحزب الله" تقف الآن في خندق واحد مع العدو الإسرائيلي، بشهادة زعيمة الحلف الآثم روسيا، حلف الشيطان أو حلف بغداد الجديد.
ومع ذلك يستمر تحالف أدعياء المقاومة والممانعة في التحالف المقدس "الشيعي العلوي الكنسي"، بالتبجح بأنهم في صف واحد مع الأمة، وهم الذين يتحالفون مع أعدائها ومستعمريها بمن فيهم "إسرائيل"، مما يكشف كذبهم وصفقاتهم وتآمرهم على الشعب السوري والفلسطيني والعراقي، وعلى الأمة العربية والإسلامية بشكل عام.
في سوريا تنسيق عسكري بين أعداء الشعب السوري، وفي فلسطين تنسيق أمني بين أعداء الشعب الفلسطيني، والغرب كله ينسق مع السيسي ضد الشعب المصري وفي الأمم المتحدة تنسيق على أعلى مستوى بين أعداء الأمة العربية لاستعمارها من جديد، وفي السماء العربية تنسيق لكل طائرات الأعداء من أجل قتلنا من الوريد إلى الوريد... ولن ينقذنا من كل هؤلاء إلا الوعي والتصدي لهم، كما يفعل الشعبان الفلسطيني والسوري، فهذه معركة تاريخية "إما أن يكون العرب أو لا يكونوا".
(عن صحيفة الشرق القطرية- 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2015)
1
شارك
التعليقات (1)
مسلم
السبت، 17-10-201501:44 م
لا فض فاك يجب أن يعود العرب إلى دينهم وربهم ومن ثم سيأتى روح المقاومة المستمدة من ديننا الحنيف