لماذا فشلت الحكومة اليمنية في إثبات وجودها في عدن؟
عدن- عربي21- أشرف الفلاحي13-Oct-1509:28 PM
0
شارك
فشلت الحكومة اليمنية في كبح خطر تنامي الميلشيات المسلحة بالبلاد- أرشيفية
فشلت الحكومة اليمنية في كبح خطر تنامي الميلشيات والتنظيمات المسلحة المنتشرة في محافظة عدن، ولذلك لم تستطع البقاء في المدينة وإثبات وجودها كدولة منذ عودتها منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، الأمر الذي دفعها قبل أيام، لمغادرة المدينة مجددا إلى الرياض، أعقبها وصول قوات خاصة تابعة للتحالف معها.
وأظهر تدهور الأوضاع في عدن التي تعاني من "انقطاع الكهرباء وانعدام مادة الوقود، وازهادر أسواق السلاح، وتزايد الفوضى الأمنية"، مدى ضعف حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهشاشة نجاح الحملة العسكرية التي قادها التحالف العربي بقيادة السعودية، حسب محللين.
عدن غير جاهزة
واعتبر المحلل السياسي، مصطفى راجح أنه بات من الواضح عدم جهوزية عدن، لأن تكون مقرا تتمكن الحكومة اليمنية من التموضع فيها".
وقال في تعليق على حسابه بموقع "فيسبوك" إن "الحراك الجنوبي المتطرف والتنظيمات الإرهابية، بات خطر متنامي، يهدد "الشرعية" بالفشل قبل أن تبدأ سلطتها على الأرض".
وأرجع راجح، وصول قوة خاصة إماراتية إلى عدن، بأن "له علاقة بفعاليات محتملة يرتب لها فصيل حراكي متطرف للدعوة للانفصال بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر، ــ التي اندلعت ضد المستعمر البريطاني في 1963ـ ".
وأشار إلى أن هذا الفصيل تمكن من حيازة أسلحة متنوعة من تلك التي أنزلتها الإمارات في عدن خلال الفترة التي سبقت تحريرها، ويقوم بعملية تحريض واسعة النطاق ضد أبناء المحافظات الشمالية منذ أشهر".
ولفت المتحدث إلى أن مغادرة حكومة خالد بحاح إلى الرياض، ووصول قوة إماراتية متخصصة في مكافحة الإرهاب، له علاقة أيضا بالتفجيرات التي استهدفت مقر الحكومة في فندق القصر، ومقر القوات الإماراتية هناك، والتي أعلن تنظيم الدولة " داعش" مسؤوليتها عنها.
وأوضح السياسي اليمني راجح أن هناك ترابط بين القوى المتطرفة على الأرض ـ أي في عدن ـ "الحراك، والتنظيمات الإرهابية"، وإن تبديا متناقضين".
تحريض متواصل ضد الحكومة
وفي السياق ذاته، أكد الصحفي اليمني فؤاد مسعد أنه لا يمكن الجزم بالأسباب التي دفعت بحاح وحكومته، للتوجه إلى الرياض في هذا التوقيت، الذي يأتي عقب الهجمات التي استهدفت مقر الحكومة ومواقع تتبع التحالف في عدن الأسبوع الماضي.
واعترف بوجود تحريض تقوم به بعض المجموعات المسلحة ضد الحكومة، وقال في حديث خاص ل"عربي21" إن التحريض متواصل ولم يكن جديدا، سواء ضد الحكومة الشرعية أو ضد المنتمين للمحافظات الشمالية".
وذكر أن الهدف من وصول قوة إماراتية خاصة إلى عدن، "تعزيز الأجهزة الأمنية للقيام بدورها من أجل تأمين المدينة بشكل عام". على حد قوله.
وقلل مسعد من أهمية فعالية الحراك الجنوبي بذكرى ثورة أكتوبر، وذلك لكونها ستقام في مكان بعيد عن المقر الذي تقيم فيه حكومة خالد بحاح، كما أن الفعالية ستكون عبارة عن مهرجان خطابي لاغير". حسب وصفه.
وتسود مدينة عدن الخاضعة لسيطرة سلطات المقاومة منذ تحريرها في تموز/ يوليو الماضي، حالة من الفوضى الأمنية، تعد الاغتيالات أبرز عناوينها، حيث اغتيل مجهولون مدير غرفة العمليات بأمن عدن العقيد عبد الرحمن السنيدي، في مدينة المنصورة، والقيادي في المقاومة الشعبية حمدي نصر اليافعي في آب/ أغسطس.
واغتال مسلحون مجهولون الشهر الماضي، القيادي الميداني بالمقاومة في عدن عمار علي هادي، في مدينة خور مكسر، بعد ساعات من اغتيال مسلحين مجهولين عبد الله عبد الرب بحي مدينة إنماء السكنية وطارق الوليدي في مديرية التواهي، في عمليتين متتاليتين.
وفي 20 من آب/ أغسطس الماضي، نجا محافظ مدينة عدن نايف البكري ومدير مكتب الرئيس اليمني محمد مارم، من محاولة اغتيال فاشلة، سقط خلالها أربعة قتلى وعدد من الجرحى بينهم مدنيين في المحافظة.
وشهدت محافظة عدن الأسبوع الماضي، أربع عمليات انتحارية، تبناها الفرع اليمني لتنظيم الدولة الاسلامية، استهدفت مقر إقامة نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح، وطاقم حكومته، وموقع عسكري تابع لقوات التحالف العربي، أسفر عن سقوط نحو 15 قتيلا، بينهم 4 جنود إماراتيين.