ملفات وتقارير

الهرباوي.. تمنى سجدة في الأقصى قبل استشهاده بساعات

الهرباوي قبيل استشهاده: أتمنى سجدة طويلة في المسجد الأقصى وطعن خنزير إسرائيلي حتى الموت - فيسبوك
الهرباوي قبيل استشهاده: أتمنى سجدة طويلة في المسجد الأقصى وطعن خنزير إسرائيلي حتى الموت - فيسبوك
ما إن تناهى إلى مسامع الفلسطينيين خبر استشهاد الشاب أحمد الهرباوي (20 عاما) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بآخر تغريدات الشهيد، التي تؤكد رغبته في مقاومة المحتل، وفي توحد الشعب الفلسطيني خلف راية التحرير.

والهرباوي هو أول شهيد سقط ظهر أمس الجمعة برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة نصرة للضفة والقدس، منذ الهبة الجماهيرية التي تجتاح الأراضي الفلسطينية، وذلك خلال تواجده على الحدود الشرقية لقطاع غزة، قرب موقع "ناحل عوز" العسكري، حيث تتمركز قوات الاحتلال.

وقبل ساعات من استشهاده؛ كتب الطالب في كلية الإعلام بجامعة الأقصى، على صفحته في "فيسبوك": "أتمنى سجدة طويلة في المسجد الأقصى، وطعن خنزير إسرائيلي حتى الموت".

وأكد الهرباوي في منشوراته، أن الشباب الفلسطيني في قطاع غزة لن يتوانى عن نصرة أهله في الضفة والقدس، وقال في إحدى منشوراته قبل أيام: "يعتقدون أن شباب غزة مات، ولكن هيهات، نحن من أشعلنا انتفاضة الحجارة، ونحن الآن من سوف يشعل انتفاضة إرجاع الحق لأصحابه"، متابعا: "سننتفض ضد الاستغلال والابتزاز".

وطالب الفصائل الفلسطينية، وخاصةً قطبي الخلاف الفلسطيني حركتي حماس وفتح، بضرورة التعامل بمسؤولية عن الفعل الذي أنتجه شقاقهما، منتقدا "نفض أيديهما عن عبء الحقيقة والمسؤولية"، كما قال.

وأضاف أن "ما يزيد الطين بلة؛ هو أن هذا النهج الفصائلي يتجاهل وجود رأي عام فلسطيني سئم الخطابات والشعارات والمزايدات"، مؤكدا أن التضحيات التي قدمها الفلسطيني كان يجب أن تقابل بطرح الفصائل رؤى وأفكارا للخروج من الأزمة، وليس وصفات وهمية لإنهاء الانقسام والأزمات التي يمر بها الشعب الفلسطيني".

وعبّر الشهيد الهرباوي مرارا عن أنه يناصر الحق الفلسطيني، ولا يتلون بأي لون سياسي، مشيرا في تغريده له على حسابه في "فيسبوك" الذي أصبح منبرا لاستقبال المهنئين بالشهادة، أن الفرد "حين يتحرر من منظومة أفكار مغلوطة؛ فإنه يمكنه أن يحقق إبداعا على كافة المستويات، وخاصة الوطنية منها".

وطالما أكد في منشوراته على ضرورة إنهاء حالة الألم التي تعصف بالشعب الفلسطيني، والتوحد على الهم الوطني؛ من أجل الانتصار للحق  الفلسطيني، منوها إلى أن "التعساء لن يفلحوا في زرع مخالب الحزن" في صدره؛ لأنه على يقين بأن "سعادة القلب في الانتماء لله والوطن".

الجرح السوري

ويبدو أن الشهيد لم يشغله حال وطنه المحموم بالأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة، بل اهتمامه كان أيضا بـ"الجرح السوري النازف" منذ ما يزيد على أربع سنوات، وعبر في إحدى تغريداته من خجله كفلسطيني مما يجري في سوريا من إراقة للدماء، واستنزاف للمقدرات الوطنية، مخاطبا سوريا بقوله: "نخجل مما يصيبك، ونرسل قبلات سماوية تحط على جبين شهدائك وترابك، ونبكي عليك".

وانتقد الهرباوي في منشور له حالة الهوان والتخاذل العربي الذي غض الطرف عما يجري في سوريا، وارتهانهم بالتحالفات والعلاقات الدولية الحميمة مع روسيا والصين، مؤكدا أن تحالفاتهم "عار يلبس عروبتهم".

وشهدت مختلف مناطق التماس في قطاع غزة عقب صلاة الجمعة أمس، مواجهات مع قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الشرقية للقطاع، ارتقى خلالها ثمانية شهداء برصاص الاحتلال، وأصيب أكثر من 145 فلسطينيا، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.



التعليقات (0)