أمريكا حذرت روسيا من إصابة مدنيين بسوريا وقصفت مشفى بأفغانستان
عربي21 - آمنة التويري04-Oct-1505:15 PM
0
شارك
اعترفت القوات الأمريكية بإصابة المستشفى لكنها نفت استهدافه - أ ف ب
نشر موقع "ذي إنترسبت" الإخباري الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن المفارقة بين التصريحات الرسمية الأمريكية المنددة باستهداف الغارات الروسية لمدنيين في سوريا، وإقدامها بعد يوم واحد على قصف مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود، شمال شرق أفغانستان.
ولفت الموقع في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى تغريدات كانت سامنثا باور، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، قد نشرتها الجمعة على تويتر، مطالبة فيها روسيا بالكف عن استهداف المدنيين، وأرفقتها ببيان أصدرته الولايات المتحدة مع مجموعة من حلفائها، مثل قطر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا، حذرت فيه روسيا من مغبة استهداف المدنيين.
ويتحدث التقرير عن غارات أمريكية حدثت صباح السبت في قندوز، شمال شرق أفغانستان، طالت مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود، وأودت بحياة ما لا يقل عن 9 من أعضاء الطاقم الطبي، بما في ذلك مدير المشفى.
وفي هذا السياق، نقل الموقع ردود فعل منظمة أطباء بلا حدود؛ حيث وجه مديرها التنفيذي "أشد عبارات التنديد بالتفجير المروع، الذي استهدف مستشفاها الممتلئ بالموظفين والمرضى بمنطقة قندوز الأفغانية". كما أكد على "أن طرفي النزاع كانا على علم دقيق بموقع المشفى، إذ كانت المنظمة قد أعلمتهم به مرارا وتكرارا".
من جهته، أصدر الجيش الأمريكي في أفغانستان؛ بيانا، اعترف فيه بشن غارات جوية على أفراد قال إنهم "يمثلون خطرا" على قواته، وذكر البيان أنه "من الممكن أن تكون الضربة قد ألحقت أضرارا جانبية بمنشأة طبية في الجوار".
لكن موقع ذي إنترسبت، أشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ذكرت أن "طالبان احترمت طلب المستشفى بعدم إدخال الأسلحة إلى مبناه"، وأضافت أنه حسب الطاقم الطبي، فإن "المشفى كان بمثابة الملجأ بمنطقة قندوز، يستقبل الجرحى من كافة الأطراف".
كما نقل الموقع تغريدة نشرتها منظمة أطباء بلا حدود على تويتر، ذكرت فيها أن ذلك المشفى "هو الوحيد من نوعه في شمال شرق أفغانستان"، وأرفقتها بتغريدات أخرى، لفتت من خلالها للوفود المتواصلة من الجرحى.
وذكر الموقع أن هذه الغارات تأتي بعد يوم من إقدام التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية؛ على قصف حفل زفاف باليمن، ما أودى بحياة ما يزيد عن 130 شخصا، واجهته سامنثا باور بالصمت لبضعة أيام، قبل أن تعترف أخيرا بحصول هذه المجزرة، معتبرة إياها مجرد حادثة عرضية لا علاقة للولايات المتحدة بها.
وفي السياق ذاته، أشار الموقع إلى تضارب التصريحات الرسمية الأمريكية والسعودية فيما يخص الشأن اليمني. ففي حين أكد بيان لمساعد سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، على أنه لا دور لبلده إطلاقا في "تحديد أهداف غارات التحالف باليمن"، صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لقناة "سي.بي.إس"، بأن بلاده "تعمل مع الحلفاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، على تحديد هذه الأهداف".
واعتبر الموقع أن كل ما يحصل هو مواصلة للحروب التي تشنها الولايات المتحدة بحجة محاربة الإرهاب، والتي لم تتوقف في فترة رئاسة باراك أوباما، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، والمتباهي بكونه "منهي الحربين" في البلدين اللذين لا يزالان عرضة لنيران واشنطن إلى اليوم، أي أفغانستان والعراق.
كما لفت للاستراتيجية الأمريكية القائمة على قصف أي دولة تشاء، بحجة استهداف "إرهابيين"، ثم إنكار جرائمها بحق المدنيين، أو اعتبارها مجرد "حوادث جانبية"، وهو ما يجعل الولايات المتحدة فاقدة للمصداقية وغير مؤهلة للتنديد لما تفعله روسيا، حسب ما ذكره الموقع.